"ليبانون ديبايت"

بعيدا عن اللوائح التي تشكّلت من أحزاب السلطة وطوائفها ورؤساء الأموال، أطلق التحالف الانتخابي كلنا وطني لوائحه التسع الموحدة التي ضمت 66 مرشحاً ومرشحة هدفهم بناء دولة المواطنة بدلا من دولة المحسوبيات. ضمّ التحالف عدداً من القوى التغييرية المدنية، وبرز اسم المخرج المسرحي والسينمائي المرشّح عن مقعد الروم الكاثوليك في دائرة بيروت الأولى لوسيان بورجيلي على لائحة "كلنا وطني" لمواجهة الطبقة السياسية الحاكمة.

الصعوبة الوحيدة التي تقف بوجه بورجيلي بحسب ما لفت اليه في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" هي الحملات الاعلامية الضخمة المتاحة حصرا أمام أصحاب الأموال والثروات. والتكاليف الضخمة للتمكن من المشاركة بالبرامج التلفزيونية والمبالغ التي تُدفع للشاشات المحلية لاستضافتهم. وعن كيفية مواجهة هذه المشكلة، أكد بورجيلي ان "التنقل بين المواطنين على الأرض وسط منطقتنا، يجعلنا أقرب إليهم، الى أوجاعهم ومطالبهم. ونلتمس بشكل مباشر ما يهمّهم وليس عبر شعارات في الهواء".

أسف الخرج لقلّة اهتمام المرشّحين والاعلاميين بإجراء مناظرات أمام الرأي العام، معتبرا ان الأمر فيه قلّة جرأة وعدم ثقة بقدرتهم على المواجهة.

وبعد رفع السرية المصرفية عن حساباته تطبيقا لبرنامجه الانتخابي ولمبدأ الشفافية المالية التي من المفترض أن يقوم بها كل المرشحين والسياسيين في لبنان، وعد بورجيلي اظهار نهج جديد في طريقة العمل. وأكد انه سيقدم كل سنة تقريرا بحساباته وممتلكاته المنقولة وغير المنقولة حتى يرى الناخبون ان من يعمل في الشأن العام عليه ان يظهر شفافيته ويحارب الفساد ولا يستغل منصبه للاستفادة، لأن المواطن فقد الثقة بالطبقة الفاسدة.

وأشار بورجيلي الى ان "التغيير الحقيقي يكون بالفعل مش بالحكي". وأضاف "من أول يوم في البرلمان حتى آخر يوم أتعهد بنشر كل يوم بتفاصيله وبرنامجه الكامل، لاطلاع الشعب على حقيقة ما يجري داخل المجلس من يعارض ومن يقترح ومن يشرّع".

لبنان بحاجة الى معارضة فعلية غائبة عنه، بحسب بورجيلي. واعتبر ان معظم المشاركين بالحكم أوصلوا الأوضاع الى ما هي عليه اليوم، وهم شركاء بالفشل والمحاصصة. ورأى انه على الطبقة الجديدة التي سيختارها المواطن ان تكون أهلا للمراقبة والمحاسبة والتشريع لتطوير وضع البلد في كافة المجالات.

وعن خلفية عمله الفنّي وخدمتها لمشروعه الانتخابي، لفت بورجيلي الى ان "الفن هو جزء من حياة المواطن، والنائب يمثّل الأخير في المجلس. ومجال عملي يساعدني في مسيرة التغيير التي أقودها اليوم، اذ أطمح لصون حق حرّية التعبير وحرّية الوصول الى المعلومات، لأنه لا يكفي تشريع القانون واقراره بل علينا تأمين آليات التنفيذ، ومراقبة العمل به، ومحاسبة المخالفين".

واعتبر بورجيلي أنه "في تطوير الفن يمكن تفعيل الدورة الاقتصادية والسياحية والاجتماعية. الفنون والثقافة من أهم عناصر تطوير وتقدم البلد وهي مهملة وعلينا العمل بجدّية لإيلائها الأهمية التي تستحق".