"ليبانون ديبايت" - نهلا ناصر الدين

بحثاً عن لبنان أفضل قد يرجعوا إليه يوماً ما حملوا معهم من آمال العودة وأغاني السيدة فيروز علقوها على ورقة اقتراع وأدخلوها في صندوق الأحلام الانتخابية، علّها تحمل معها إلى لبنان أشواق مغتربين وزعتهم لعنة الوطن الممزق على بلاد الانتشار.

للمرة الأولى، مارس المغتربون اللبنانيون حقهم في الاقتراع في سفارات البلدان المقيمين فيها على مرحلتين. تمت الأولى، يوم الجمعة الماضي، في 6 دول عربية، وبدأت الثانية في 34 دولة أجنبية منذ منتصف ليل السبت الاحد بتوقيت بيروت وتستمر حتى الثامنة من صباح اليوم.

في المرحلة الاولى من انتخاب المغتربين بلغ عدد المقترعين 8284 أي ما نسبته 66% توزعت كما يلي:
قطر 1402 مقترع من أصل 1832 ناخب، والكويت 1298 مقترع من أصل 1878 ناخب، وسلطنة عمان 221 مقترع من أصل 296 ناخب. أما في الامارات بلغ عدد المقترعين 3243 من أصل 5166 ناخب، وفي السعودية 1989 مقترع من اصل 3131 ناخب، ومصر 131 مقترع من اصل 257 ناخب.

وسُجل في هذه المرحلة زحمة في القنصلية اللبنانية في دبي، اذ عمل المشرفون في القنصلية على تنظيم عملية دخول وخروج المقترعين نظرا لكثافتهم وتم تقسيمهم الى مجموعات لتسهيل عملية الاقتراع.

وفي الدوحة، بالاضافة لكثافة التصويت اقترع ميشال عون وهو أحد الناخبين في دائرة بعلبك الهرمل، وأعلن تصويته للائحة العهد، واقترع حسن نصر الله وهو أيضاً ناخب في دائرة النبطية ـ بنت جبيل ـ مرجعيون وحاصبيا.

أما في المرحلة الثانية، والتي تفاوتت فيها ساعات بدء وانتهاء عملية الاقتراع نسبةً لفرق التوقيت بين بلد وآخر، بلغت نسبة التصويت في الدول الـ 34 في تمام الساعة التاسعة من مساء أمس بتوقيت بيروت 32% توزعت كما يلي: في استراليا 6829 مقترع من اصل 11826 ناخب مع انتهاء العملية الانتخابية في تمام الخامسة من بعد ظهر أمس أي ما نسبته 58%.

في ارمينيا – آسيا، 130 مقترع من اصل 130 ناخب أي 42%. في اوروبا 8504 مقترع من اصل 24484 ناخب أي 43%. وفي جزيرة غوادلوب 89 مقترع من اصل 276 ناخب أي 32%، وافريقيا 3343 مقترع من أصل 6414 ناخب أي 52%، واميركا اللاتينية 984 مقترع من أصل 5602 ناخب أي 18%، واميركا الشمالية 2501 مقترع من اصل 21442 ناخب أي 12%.

بالإضافة للهدوء وعدم وجود أي إشكالات، حصلت خلال المرحلة الثانية بصمات صبغت العملية الانتخابية في بعض الدول، منها رؤية حلقات الدبكة بدلاً من السامبا في البرازيل للمرة الأولى. وعمدت مجموعة من الشبان الى الاحتفال بالانتخابات على طريقتهم، إذ رقصوا الدبكة اللبنانية خارج مركز الاقتراع في سان باولو. وكان لافتاً توجيه رسالة من قبل جندي كندي إلى اللبنانيين المغتربين المقيمين في كندا وتمنى لهم التوفيق في سير العملية الانتخابية قبل ساعات من فتح الصناديق الاقتراع في كندا.

وأكدت بعثة الاتحاد الاوروبي المعنية بمراقبة الانتخابات أنها تراقب العملية الانتخابية في 12 مدينة و10 دول ويستمر وجودها حتى وقت الفرز، على أن تراقب عملية نقل الصناديق حتى وصولها الى لبنان.

لبنانياً، عملت وزارة الخارجية يوم أمس كخلية نحل لمراقبة العملية الانتخابية في 108 مراكزاً و200 قلماً في 34 دولة.

علماً أن شوائب واخطاء طبعت العملية الانتخابية في المرحلتين حرمت مئات المغتربين من الاقتراع، كان أبرزها عدم إيجاد عدد من الناخبين أسماءهم على لوائح الشطب. كما أن بعض الناخبين قصد مراكز للاقتراع ليتبين أن اسماءهم موجودة في مراكز أخرى.

وبدا لافتاً الاعتراضات على عدم ختم الظروف بالشمع الأحمر بعد اجراء عملية الاقتراع، وهي الاجراءات التي تمت بتعليمات من وزارة الخارجية على ان يقتصر الختم على الظرف الكبير الذي يضم كل الدوائر في نهاية عملية الاقتراع. وتم إلغاء بعض الاصوات بعد قيام بعض الناخبين بتصوير اللائحة بعد اقتراعه.

وهي الثغرات التي لخصها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بإنجاز 6 الاف جواز سفر لناخبين مسجلين في الخارج وعدم وصول 400 منها الى اصحابها. بدوره، حصرها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بـ 10 آلاف لبناني لم ترد أسماءهم إما لأنهم تسجلوا في فترة تمديد التسجيل الالكتروني التي لم يوافق عليها مجلس الوزراء، أو لأن هناك إشكالات على اسمائهم ولم يراجعوا الوزارة في المهل القانونية المحددة.

على أمل أن تمهد هذه الشوائب والثغرات التي حصلت في تجربة اقتراع المغتربين التي تحصل للمرة الأولى في تاريخ لبنان لانتخابات مغتربين أكثر تنظيماً في المرة المقبلة.