Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
نصرالله نسخة رقم 2 عن غازي كنعان!
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الثلاثاء
01
أيار
2018
-
0:30
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
ثمّة مشهد لافت صبغَ نهاية الاسبوع الإنتخابي ما قبل الأخير تلخّصَ بغياب الرئيس نبيه برّي عن الحضور المباشر في إحتفال حركة أمل بمدينة صور، وهو حدث بحد ذاته.
الحدث حدثان فعلياً، حدث الغياب لكونها المرّة الأولى التي يحتجب برّي فيها عن الحضور بشكل شخصي في إحتفال بالمدينة الأحب إلى قلبه، وحدث ثانٍ في توقيت هذا الغياب، ما يطرح مدلولات كثيرة ويفتح الباب أمام سيلٍ من التكهّنات عن ماهيّت الأسباب، هل تتعلق بالشق الأمني المحصور بالإستهداف الشخصي لبرّي، أم هي أسباب أمنيّة على نطاقٍ أوسع تتجاوز حدود الإستهداف المحتمل؟
سرعان ما تبيّن السبب الذي ظهر أنه شخصي، وإرتبط بتلقّي برّي نصيحةً أمنيةً من المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم قبل 24 ساعة من الإحتفال، بتجنّب الحضور الشخصي في المهرجان. وبينما أذبَ كشف السرّ الجليد عن الشق الأوّل من السؤال، بقيَ الشق الثاني موضع تحليل وبحث وتمحيص ونقاش، أي الشق المتعلّق بمخاوف أمنيّة تأتي على شكل أوسع، وما غياب بري إلا دليل على وجود نويا بالإستهداف والتخريب.
يقول أحد المتابعين أنه كان بمقدور رئيس المجلس إستخدام طائرة مروحيّة من أجل التنقّل بعيداً عن المخاطر، لكنّه عارضَ الفكرة لكونهِ لا يريد أن يُسجّل على نفسه إستخدامه موارد الدولة وهو مرشح للنيابة.
دقّة برّي واستدراكه مخاطر الصعود على مطبات لا تتطابق وأساليب بعض السياسيين الذين إمتهنوا الصعود على المطبّات والسقوط في الجور، وقد أصبحت عرفاً في مسيرتهم، حتّى أن قسماً منهم "يشطح" في الصعود والسقوط حد المراهنة على تحرّكات أو تقلّبات دوليّة ما، علماً أنه يعلم علمَ اليقين أنها تصب في خانة زعزعة الإستقرار وإن كانت تتطابق ومصلحة مشروعه أو طروحاته.
على أن إنشغال الوسط السياسي بكافة فروعه بالإستحقاق النيابي لم يشغلَ بال بعضه عن الالتفات صوب أمورٍ أخرى، خاصةً بعدما حطّ زائر في بيروت على متن رحلة تحمل الرقم HR 4450 وهو رقم إقتراح قانون جديد تقدّمَ به عضوان في الكونغرس الأميركي (ديمقراطي وجمهوري) تحت عنوان "قانون نزع سلاح حزب الله".
ومع إدراك أن إقتراح القانون يأتي من أصل مئات الاقتراحات التي تقدّم ولا يقرّ منها أكثر من 20% سنوياً، لا بُدَّ من التنبّه أنه جاء في وقتٍ مفصلي على الصعيدين الداخلي والاقليمي، وفي غمرة رسم الخرائط وتحديد التوازنات من العراق إلى سوريا فلبنان، تلقّفت أنبائه صالونات سياسيّة بمستويين منفصلين:
- صالون وجد به أداةً أميركيّة أصبحت زائراً عادياً بل متوقّعاً عند حدود كل إستحقاق
- صالون وجد به إفتتاحاً لمرحلة جديدة تستبق أخرى يجري تشييدها
الصالون الأوّل عكفَ على متابعة فصول الإقتراح لناحية جدّيته وسلبيات تقديمه وما يترتب عنها، أما الصالون الثاني بدا وللوهلة الأولى أنه متماهٍ معه ويتعامل به كما وكأنه أصبحَ أمراً واقعاً. فظهر المؤمنون به أشبه بأولئك الذين ما أن سمعوا من أبنهم أنه يريد الزواج، حتى سارعوا بتزيين الساحة له، ورفعوا الموسيقى والبسوه بدلة العُرس وبات كل شيء جاهز ولم يبق سوى العثور على العروس!
الشق الثاني هو في وصف حال أحد الأقطاب برتبة رئيس حزب، الذي يبدو أن إقتراح القرار الأميركي أسعده وأذهَبَ عقله عن الخطبات الشعبويّة، فتفرّع بنشاطه مُفتَتِحاً شقّاً للقاءات وجلسات ومداولات وإتصالات أتضح فيما بعد أنها تتمحور حول إستشراف وقراءة مرحلة ما بعد إقرار الإقتراح وكيف سيتم التعامل معها.
وفي تحليل رئيس الحزب وحركته إستناداً على ما يُسرّب من اللقاءات والاتصالات والكلام مع عدد من الجهات والمراجع، سيما إستفساراته منها، يتبيّن أنها تصب جميعها في خانة إيمانه بإمكان الإستفادة من الجو الأميركي الراهن، وإعتقاده بوجود أجواء جديدة تتبلور في المنطقة، وهذه الأجواء مختلفة عن الطابع الذي سادَ قبل زمن، وهي شبيهة -بمستوى مُعيّن- مع تلك التي تلبّدت بسماء المنطقة في خريف عام 2004، حين أصدرَ مجلس الأمن القرار 1559 إستناداً على نص قانون صدر عن الكونغرس الأميركي وقتذاك.
تشبيه رئيس الحزب مبني على أن الظروف التي أتى بها القرار مشابهة حد الإكتمال مع الظروف السائدة اليوم، والتي يعتقد رئيس هذا الحزب إستناداً على "قراءة غربية"، أن حزب الله وحلفاؤه، وتحديداً الثنائي الشيعي، هم أقرب إلى زيادة تمثيلهم في البرلمان على نحوٍ ما، ما يعني حصول "دوزنة" على مستوى التركيبة السياسيّة الداخليّة، وإن بهامش محدود.
ولا يخفي رئيس الحزب سراً في سرد تشابيهه للحالة، مستخلصاً في الربط بين أجواء 2004 و 2018، أن مشكلة الوصاية موجودة في النموذجين. ففي حالة 2004 كانت الوصاية خارجيّة سوريّة موضوعة بيد رستم غزالي الذي خلفَ غازي كنعان، وفي حالة 2018 الوصاية داخليّة مدعومة ايرانيّاً، موضوعة بيد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الذي خَلَفَ الوضع السوري وثبّت قوّته من وجودهِ في سوريا على نحوٍ حوّله إلى "غازي كنعان رقم 2"..!
هكذا ببساطة يُفسّر رئيس الحزب إقتراح القانون الجديد، ويجد له إطاراً مناسباً للمقاربة والشرح، لا بل يطلب من حاشيته والحلفاء، بضرورة الالتفات إلى وضع إستراتيجيّة تعامل مع الوضع الجديد، تختلف عن المقاربة التي اعتمدتها الدولة في التصرف حيال القوانين التي صدرت عن الكونغرس وتتعلق بإبرام عقوبات ماليّة على حزب الله، بل إعتماد سياسة "لا تزعج الأميركيين".
لكنه غفلَ عن قصد أم غير قصد ربما، أن إقتراح القانون الجديد (HR 4450)، لا يبني ملاحظاته على مبدأ إتساع دور حزب الله السياسي ويسعى في ايجاد السبل لحلّه ومساعدة "الاصدقاء" اللبنانيين، بل يرتبط بإتساع دوره العسكري، خاصة في ما يرتبط بمنطقة عمل القوات الدوليّة المعزّزة (اليونيفيل) في منطقة شمال الليطاني، إذ يُحدّد أن حزب الله تعاظمت قواه في هذه المنطقة رغم وجود اليونيفيل ما بات يعرّضها للاهتزاز، كذلك يشير نص الإقتراح إلى الحضور في سوريا والعراق معتبراً أن انتشار الحزب في هذه البلدان "يقلق الولايات المتّحدة وبات موضع تهديد واضح لها".
إذاً أسباب القرار أميركيّة - إسرائيليّة بحته ولا ترتبط بأي حلّ يختص بالشأن الداخلي اللبناني.. فعلى ماذا يُراهن رئيس الحزب حتى لا يزعج الأميركيين، وهل يتملك معلومات عن نويا تخريبيّة؟
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا