"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

دخل لبنان أسبوعه الأخير قبل المعركة الانتخابية الكبرى التي يعد المُشاركين في جولاتها حال فوزهم بمقعد نيابيّ أن تكون المرحلة المقبلة عنوان بناء الدولة القويّة، بمؤسّساتها ومرافقها وقطاعاتها، وبداية مسار الحلحلة لأزمات عدّة لم تجد طريقها الى برّ الأمان الإصلاحي في الدورات النيابيّة السّابقة والحكومات المتعاقبة.

أيّام قليلة ويودّع عدد من النوّاب ساحة النجمة التي ستشهد بدورها على عودة اسماء حاليّة واستقبال وجوه جديدة متحمّسة للعمل التشريعي والرقابي. بيد أنّ حالة الانتظار التي تعيشها مكاتب النوّاب الحاليّين، الذين "صيّف" بعضهم عَ بكّير، شملت كذلك ملفّات اساسيّة حياتيّة يوميّة لا تحتمل أيّ تأجيل أو إهمال او استبعاد، على الرغم من تصدّرها شعارات المرشّحين وبرامجهم الانتخابية.

في هذا السّياق، أشارت أوساط مراقبة الى أنّ "البلد دخل في العطلة التشريعيّة وحتى التنفيذيّة منها قبل موعد الانتخابات النيابيّة بفترة طويلة نسبيّاً، باستثناء بعض الجهود التي بذلها عدد من النوّاب والوزراء الذي لاحقوا فيها ملفّاتهم على الرغم من انشغالاتهم بالملف الانتخابيّ، في خطوة تدلّ على مدى مسؤوليّة هؤلاء في متابعة مهامهم حتّى انتهاء ولايتهم بشكل كامل".

ورأت أنّه "بينما النّاس مشغولة بدورها بالانتخابات النيابيّة، فإنّ أسعار المحروقات ترتفع اسبوعيّاً بشكل ملحوظ، اذ وصل بنزين 98 اوكتان الى 27500 ليرة لبنانيّة، مُرجّح الارتفاع ايضاً يوم الاربعاء، ليصبح على مقربة من ملامسة الثلاثين ألف ليرة تقريباً، في ازدياد خطير يُهلك المواطن الذي يمضي ساعات طويلة على الطرقات ويعاني من زحمة سير تجعل عداد البنزين في نشاط دائم".

ملفّ النازحين بدوره لا يزال عالقاً في ظلّ غياب القرار السياسيّ الموحّد، اذ لفتت الأوساط الى أنّه على الرغم من التحرّك اللبنانيّ الرسمي لرفض التوطين وتسجيل اعتراض على بيان بروكسيل والمشاركة في مؤتمرات الدعم الدوليّة وتوجيه رسائل الى الخارج لمساعدة لبنان بهذه القضيّة، بيد أنّ الاتفاق الداخلي لم يصل الى رؤية مشتركة وخارطة طريق واحدة لحلّ الأزمة الأخطر على صعيد البلد.

أما أزمة المدارس الخاصّة تركت، بحسب الأوساط، لجان الأهل والمعلمين والتلامذة لمصيرهم، مع العلم أنّ السنة الدراسيّة شارفت على الانتهاء وعلى الرغم من ذلك لا يزال هذا الملف المصيريّ مُعلّقاً لأجل غير مُسمّى.

ومع اقتراب فصل الصيف، لا يزال مشهد النفايات يخيّم على شواطئ وطرقات واحياء لبنان، فيما صحّة المواطن اللبنانيّ وبيئته تتدهور يوميّاً من دون ان يحرّك المسؤولون اي ساكن، والامر نفسه ينطبق على مشاكل كثيرة واعتراضات لم تلق آذان صاغية في مختلف الملفّات الحياتيّة والمعيشيّة اليوميّة.