"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

برامج انتخابية متشابهة تحمل في مضمونها المشاكل ذاتها التي يعاني منها المواطن في كل زاوية من لبنان. الفساد والتلوّث والبطالة والحرمان وكيفية مواجهتها حتى تصبح المشاريع والوعود والشعارات منسوخة من برنامج الى آخر من دون ان يملك المرشّحون خططا فعلية ومدروسة جاهزة للتنفيذ.

من السهل معرفة ما ينقص المنطقة وادراج اصلاحه ضمن البرنامج الانتخابي لمرشّح الدائرة. لكن السؤال من يملك القدرة وآلية التنفيذ لهذه المشاريع وفق اختصاصه أو مجاله وكفاءته، حتى لا تبقى المشاريع حبرا على ورق؟ وإنْ نُفّذت تترجم عبر مناقصات مربحة لجيوب المسؤولين مع فقدانها لمعايير أساسية تمس بجودة المشروع.

من هنا، رأى المرشح عن المقعد الماروني في كسروان روك ــ أنطوان مهنّا في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" ان "قسما كبيرا من المرشّحين لا يملك مشاريع واقعية للتطبيق. على المرشّح ان يتميّز باختصاصه لأننا في زمن يفتقد للكفاءة ولوضع الانسان المناسب في المكان المناسب". واعتبر ان "أيام الحرب والاستعلاء ولّت، وما عاد الوطن بحاجة لمن يملك سلطة وسيطرة وقوة بل لحلول اقتصادية واجتماعية جذرية تنقذ لبنان من الوقوع في الهاوية وتنهض باقتصاده وتنعش مناطقه".

انتقد مهنّا بعض المرشحين الذين يسمحون لأنفسهم التحدث عن مشاريع معظم نقاطها منقولة عن برامج أخرى من دون خبرة كافية واطلاع في تفاصيلها أضف الى غياب آلية التنفيذ. وقال "مش مهم شو بدنا نعمل، المهم كيف"، مشيرا الى أهمّية درس كافة جوانب المشروع لتنفيذ المشاريع بعيدا عن الشعارات الرنانة.

ولفت عميد كلية إدارة الأعمال والاقتصاد في جامعة الحكمة ورئيس الرابطة العالمية للاقتصاد في لبنان مهنّا الى ان "منطقة كسروان مهمّشة وبحاجة لإنعاش، واقتصاد لبنان على الهاوية وثقة الدول الخارجية بلبنان تحت المجهر. لذا علينا اختيار الشخص المناسب لشغر الفراغ بما يلزم المنطقة وأهلها، من خلال تقوية اقتصادها المحلي والانتاجي الى خلق وتأمين فرص عمل وتغيير الذهنية الاقتصادية، وتأهيل المنطقة سياحيا واجتماعيا وزراعيا".

في الاطار ذاته، تحدّث المرشّح عن المقعد الماروني على لائحة "الوفاء المتني" المهندس شربل ابو جودة لـ"ليبانون ديبايت", مشددا على أهمية البحث عن متخصصين بحسب مجالاتهم لحل كل مشكلة أو نقص في المنطقة. وأشار الى ان أزمة السير والبنى التحتية هي من أبرز المشاكل التي تطاول المواطنين، سائلا "من منّا لا يعلق بالزحمة كل يوم وبكل الأوقات ووين ما كان؟".

وأكّد ابو جودة ان "هناك أشخاصاً عدة من الذين تحدّثوا ضمن برامجهم الانتخابية وشعاراتهم عن ضرورة ايجاد حلول لأزمة السير، لا يملكون خططا ومشاريع واقعية يمكن ان يباشر في تنفيذها فورا. ومن يملك فليطلعنا عليها". كما اعترض على تسليم بعض المشاريع الى أشخاص لا يملكون الكفاءة اللّازمة لتنفيذ مشاريع مصيرية للبلد تحتاج الى دراسات على المدى البعيد.

وكشف المهندس، الذي انجز دراسات وخططاً لمشاريع ضخمة عدة وجسور وأنفاق وطرقات، عن كمية الأموال المهدورة والمنهوبة في المشاريع التي تفوز بالمناقصات النهائية وتُنفذ لتضاعف أزمة السير بدلا من حلّها.

واقترح كل من مهنا وابو جودة حلولا منطقية واقعية، يمكن المباشرة بتنفيذها فورا، من حيث ادراج آلية التنفيذ، والخطة والامكانية ومصدر التمويل ودرس تأثيرها على المدى البعيد في المشاريع المطروحة.