"ليبانون ديبايت "

على غير العادة ارتدى موقع الجيش اللبناني على شبكة "الانترنت" شكلا مميزاً أمس، مع نشر "لوغو" جمع شعاري الجيش والصليب الحمر بخلفية بيضاء تدل على السلام الذي ترفع رايته المؤسسة الانسانية ممهور بتوقيع "شركاء بالدم" باللون الاحمر بعدما تحول القول فعلا طوال السنوات الماضية.

كثيرون سألوا واستفسروا عن الغاية والسبب لساعات، قبل أن تتضح الصورة في خبر وزعته مديرية التوجيه: "القائد في سبيرز متبرعا بالدم". بالتاكيد القصة ليست وليدة الساعات الماضية بل تعود لاشهر الى الوراء يوم زار قائد الجيش العماد جوزاف عون مؤتمر الصليب الاحمر المنعقد في أحد فنادق الحازمية تكريماً للمؤسسة التي وقفت دائما الى جانب الجيش، خصوصا في معركة فجر الجرود، حاملة معه شعار التضحية والوفاء والشرف في عطاء لا يوازيه الا عطاء العسكري، مطلقاً من هناك شعار شركاء بالدم، واعداً بحملة "عسكرية" للتبرع بالدم، بقيت ساعة صفرها طي الكتمان لاسباب عديدة.

ولأن وعد الحر دين وليس من عادة اليرزة أن تعد دون ان تف، كانت زيارة العماد لبنك الدم في المقر الرئيسي للصليب الاحمر في سبيرز، لم يعلم بها مسبقا سوى قلة من المعنيين، قبل أن يدخل قاعة "سحب الدم" حيث تفاجأت به العاملات في المختبر، وهو أول قائد جيش يقدم على هكذا خطوة، طالباً اجراء اللازم من فحوص منجزاً استمارة المعلومات المطلوبة، وسط ترحيب ودهشة الحاضرين، قبل أن يتبرع بالكمية المسموح بها، والتي برمزيتها ستذهب الى أحد المواطنين اللبنانيين من ذوي الحاجة.

يوم سبيرز انتهى وفي رحلة العودة ذكرى لعشرات الشهداء الذين سقطوا ليس آخرهم بولس معماري وهيثم سليمان شهيدا نهر البارد اللذان عمدا بالدم وحدة الشراكة بين المؤسستين، وفي أجندة المواعيد حملة تبرع في المراكز العسكرية بعد الانتخابات النيابية، على أمل التعاون المستمر ووضع امكانات الجيش كاملة في تصرف الصليب الاحمر كلما دعت الحاجة وعلى كافة المستويات.

انها وحدة الحال التي يريدها جوزاف عون بين الجيش والشعب, لا حسابات ولا سياسة ولا مصالح فيها, لا يبخل بدم ولا بروح , فهو منهم لهم ومعهم, في فرحهم وجعهم وحاجاتهم, "لانو بنقطة دم بتخلص خيك بالانسانية فكيف اذا كان بالوطنية".