Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
"تسونامي" داخل الحزب القومي!
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الخميس
10
أيار
2018
-
0:30
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
يتبادر إلى أذهان القوميين سؤال: "من الذي جلب علينا هذا الويل؟" للمفارقة، أن هذا السؤال هو عينه الذي طرحه زعيمهم أنطون سعادة في ثلاثينيات القرن الماضي في معرض بحثه عن أسباب تردي أمته، فها هم يبحثون عن اسباب تردي حزبهم اليوم.
بالنسبة الى القوميين، فان موجبات طرح هذا السؤال متوفرة الآن بأشكال عدة، وتقوم على ما مني به الحزب من ضربات وطعنات وسقطات خلال الانتخابات النيابية المنصرمة. ظروف السؤال هي ذاتها. نفس التردي، ذات الأسباب، لكن مع دخول عامل جديد، هو الترهل الذي يصيب القيادة الحزبية، واخطر ما فيه رهن مواقفهم لغيرهم. بالنسبة الى القوميين، جزء مم ألم بهم في الانتخابات الفائتة، تتحمل مسؤوليته هذه القيادة بالذات.
عند طلوع فجر القانون النسبي الجديد، انتشى القوميين ولو بشكلٍ حذر، فبدأت تتسلل الى اذهانهم صور اتساع حجمهم النيابي الذي يعبر عن انفلاش وجودهم داخل البيئات اللبنانية، وقاد هذا الانتشاء الى تبلور صورة لدى بعض القادة عن كتلة قومية وازنة ستؤمن حضورها في المجلس القادم.
أصحاب هذه النظرية لجأوا الى الخبراء الانتخابيين من أجل تصريفها، فاجروا دراسة على الأرقام كمقدمة لقراءتها انتخابياً وفهم مدى حظوظ "الحزب" في الوصول بطقم مرشحين أقوياء الى ساحة النجمة وقدرتهم على التأسيس لـ "تسونامي قومي".
على ما يؤكد قياديون قوميون، صبّت ترجيحات الخبراء باتجاه وجود مقومات تصلح لتعزيز الفرص النيابية، لكن ذلك لا بد ان يبنى على أساس توزيع متكافئ للتحالفات المدروسة سلفاً في دوائر محددة ذات وجود وحيثية قومية تصلح لان تترجم الأرقام اصواتاً ثم تقرش مقاعد في البرلمان.
توصلت الخلاصة الى تحديد عدة دوائر تصلح لترجمة الأرقام وإنتاج كتلة يتراوح عددها بين 6 و 7 نواب جزء منهم يأتي بالقوة الذاتية والأخر استناداً على التحالفات.
لكنها وعلى ما يقول كوادر، اصطدمت الدراسة بتضارب تحليلات ورؤى بعض القادة في داخل عنق القيادة الذين أصروا على رفض هذه الآراء والذهاب نحو خيارات بديلة، تملى عليهم في جانب منها، ما عرض الدراسة للتجاهل.
تسلح المعارضون للدراسة بتمثيلهم المنفوخ داخل دوائر القرار في الحزب بهدف اسقاط المشروع، فاستطاعوا من خلالها تطويع القرارات لمصلحتهم، كان أهمها ترك شؤون الانتخابات للحلفاء "الذين فصلوا ونحن لبسنا" كما يقول قيادي قومي.
يأخذ القيادي نفساً عميقاً عند سؤاله عن أسباب تواضع الارقام التي نالها الحزب في الانتخابات. هل سببها تراجع شعبيته أم خطأ في التكتيكات ام غياب الافكار المتقدمة. يجيب بصريح العبارة "بل سببها بعض القادة والحلفاء معاً".
المأخذ عنده وفي جانب منه لدى القاعدة القومية، يقوم على تجاهل الدراسات والأرقام التي قدمت، وتفضيل الاتكال على هبات الحلفاء التي اسفرت عن ضرب وحدة التمثيل القومي ونمت الشغور بالغبن ورفعت من الاحساس لدى القوميين بـ"الاستغلال" الذي يبادرهم به بعض التيارات.
الشغور بالغبن يقوم على تفريغ الحصة المرجوة للقومي من محتواها بفضل سياسية المسايرة و "مرقلي ياها" وتداخل مصالح الحلفاء في مناطق وجود الحزب القومي.
يعطي القيادي نماذج كثيرة حول استغلال قاعدة الحزب او خدعاها او خذلنها في العديد من الدوائر، لا بل والاكل من صحنها حيث يجب ان يؤكل، ومجموع هذه العوامل قاد الى شعور لدى القوميين من ان حجمهم النيابي مرسوم ومحدد مسبقاً وممنوع عليهم تجاوزه.
يركن في تثبيت وجهة نظره على شرح مستفيض للسبل التي كانت تمكن القومي من نيل أكثر من 3 مقاعد نيابية. فمثلاً:
- في دائرة بيروت الثانية سلب المقعد من الحزب بعد تدخل بعض المرجعيات الحزبية لصالح اخرى.
- في المتن انتقي اسم "على السريع" وجعل من القاعدة القومية جسر عبور لصالح التيار الوطني الحر، الذي لا يتحالف مع القومي الا حيث هناك امكانية للاستفادة من حواصل تصرف برتقالياً ولا يحق للحزب الاستفادة منها، وكان بدل رد الوفاء، ان ادخل على اللائحة قوميين بالفطرة أكلوا من صنع المرشح الصريح.
- في الشوف فرض على الحزب الدخول على لائحة طلال ارسلان رغم ان القومي يمتلك 7000 صوت والخبراء اعطوه ارجحية في تأليف لائحة او تأمين حاصلين ونصف في حال دخل لائحة وئام وهاب
- في البقاع الغربي، منع القومي من تسمية مرشح اكراماً للوزير عبد الرحيم مراد
- في بعلبك فرض علينا القبول بمرشح غير قومي يتقلب كل يوم.
لكن من الذي "فرض عليكم؟" الاتهام يوجه لبعض المسؤولين في حزب الله الذين فضلوا مسايرة تمنيات الرئيس بري الخادمة للنائب وليد جنبلاط، على علاقاتهم مع الحلفاء التقليديين.
لكن الخلل لا يتحمل مسؤوليته حزب الله بقدر ما تتحمله قيادة الحزب القومي، التي ادت التقديرات السيئة من بعض القيادات ومعاكسة دراسات الخبراء، لإشراب الحزب كأساً مرّة، والتسبب بحدوث وعكة صحية ادت لتوسع التململ داخل قواعد الحزب وأوصلت القاعدة للشعور بالغدر واستعلاء بعض القيادات عليهم، وتفضيلهم المكرمات واملاءات الحلفاء وطلباتهم كرمة لعيون مقعد جنوبي ترخص من اجله كل الاثمان.
ومن النتائج المترتبة كان استقالة منفذ عام المتن الشمالي، سمعان الخراط من مسؤولياته، ثم اسقاط مرشح الحزب في الشوف، سمير عون، من قبل القيادة القومية نفسها بعدما حرمته اصواته وجيرتها لصالح وهاب، ثم حرمان المرشح القومي في المتن غسان الأشقر من وزن الأصوات القومية.
كل هذه الافرازات تدل على نمو مشاعر تنمو لدى الشريحة المثقفة داخل الحزب القومي، تعود أسبابها لسياسة الاملاء التي تفرض على الحزب، وهذه المشاعر لا يجب الاستهانة بها نظراً لإمكانية تطورها.
كيف بدا تنحل؟ بالنسبة الى القيادي، يجب ان يكون ما حصل في ملف الانتخابات معبراً لناحية فتح ورشة عمل لاستنهاض القوميين والتحرك صوب اصلاح المؤسسة ومحاسبة المسؤولين عن ضرب روحية الحزب، والانتظام في حراك داخلي يكفل إزاحة الاقطاع الموجود، يجب نقل التسونامي الذي تخيلناها الى المؤسسات قد تعود لاستقامتها.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا