"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

يبدأ شهر رمضان ومعه تكرّ سبحة المسلسلات والبرامج عبر المحطات اللبنانية المحلية التي تتبارز كل عام، لحجز موقعها على لائحة المحطة الأكثر مشاهدة، وفقاً لما تقدّمه للمشاهد خلال هذا الشهر الفضيل. المشاهد ينتظر بشوق ما بصدد عرضه على الشاشة من برامج ومسلسلات، اذ يبدأ اختيار ما سيتابعه مسبقا من خلال الاعلانات التشويقية التي حضّرت لرمضان بأسابيع. منافسة شرسة للسيطرة على المشاهد بطلها رمضان، فمن يتربّع على عرش الموسم؟

أكد الناقد الفني امين حمادة لـ "ليبانون ديبايت" ان السبب الأبرز للتنافس بين المحطات المحلية في رمضان هو ارتفاع نسبة الاعلانات وكثافتها وكلفتها، اذ تسعى المحطات لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين اليها لأنه شهر الاعلانات بامتياز. والسبب الآخر هو طقوس رمضان التي تستدعي المكوث في المنزل، و"كأن كنباية البيت جهزت قبال التلفزيون لاستقبال المشاهد".

مصطلح السباق الرمضاني بات متعارف عليه مع بداية الشهر الفضيل، نجوم وأبطال يتنافسون في ما بينهم مراهنين على نجاح مسلسلاتهم، محطات تتحضر لباقة رمضانية متكاملة من برامج ترفيهية ودرامية، ومشاهد ينتظر ايجاد قصّة تشبهه أو متابعة جزء جديد لقصة بدأها في جزئها الأوّل.

في هذا الإطار علّق حمادة على جذب المشاهد قائلا "يلجأ المشاهد الى أكثر من عامل أو سبب لاختيار متابعة عمل رمضاني ما، من حيث القصة أو أبطال العمل، لكنّ اللبناني بشكل عام يختار المحطة التي تتبع نهجه السياسي وليس الترفيهي. لكل مشاهد محطته الخاصة التي بناها بحسب رؤيته السياسية، ويعتبرها تعبر عنه وتقدم محتوى يمثله".

لم ينكر الناقد ذاته الحرب غير المعلنة التي نشأت بين محطتي MTV وLBCI خصوصا خلال آخر ثلاثة مواسم رمضانية. وصبّ تركيزه على مسلسل "الهيبة: العودة.." الذي نجحت MTV بطرح الجزء الثاني منه بعد الحالة الخاصة التي شكلها المسلسل الموسم السابق والقاعدة الجماهرية التي بناها له وتنتقل معه بطبيعة الحال الى جزئه الجديد، خصوصا أنه لن يستكمل الأول بل سيطرح قصة جديدة تعود بالمشاهد بالزمن الى الوراء.

عرض جزء ثان للعمل سيف ذو حدّين، إذ يخدم بعض المسلسلات ولا قيمة له في البعض الآخر، لأن مشاهد رمضان، بحسب حمادة، بحاجة لمادة أخف يتلقاها، لذا يلجأ الى متابعة جزء ثان من مسلسل يعرف أبطاله ومضمون قصته وأحداثه. وينتظر بفارغ الصبر جزء يكمل التشويق الذي تركته نهاية الجزء الأول. "لكن قلّما توجد مسلسلات تستأهل استكمالها على محطاتنا". وأعطى مثالا عن مسلسل يعرض له جزء ثان قائلا "الجزء الأول ما كان إله معنى وما في داعي لجزء جديد".

كما لفت الى ان استكمال عرض حلقات مسلسل خلال رمضان كان قد بدأ من قبل، هو محاولة لنقل مشاهد غير رمضاني الى السباق الرمضاني لما فيه افادة للمحطة نفسها على مستوى الاعلانات.

باقة برامج ام تي في للموسم الرمضاني عُرفت بـ "القمر عنا"، وتشمل لهذا العام 3 أعمال درامية ضخمة وهي: طريق، ومشيت، والهيبة: العودة..، الى جانب برامجها الترفيهية الرمضانية "تركا علينا" و"عيش وكول غيرا". وهي الباقة الأكثر تنوّعا من حيث المضمون وتميّزا من حيث الضخامة، والتي يتوقّع ان تخرق جميع التوقعات بنتيجة صادمة لنسب المشاهدة.

ينتظر مشاهدو ال بي سي متابعة مسلسل الحب الحقيقي في جزئه الثاني، ومسلسلي جوليا وتانغو اللذين يحملان في المضمون محتوى مختلف اذ طابع الأول كوميدي والآخر درامي. الى جانب مسلسل كل الحب كل الغرام الذي لا يزال عرضه مستمرا منذ أكثر من شهرين.

ولم تغب محطة الجديد عن السباق الرمضاني اذ دخلته عبر باقة "خلّي رمضان عنا"، وينتظر المشاهد بفارغ الصبر اطلالة نجومه المختلفين خلال رمضان عبر خمسيات "حدوتة حب" التي تضم أبرز أبطال التمثيل. الى جانب عدّة مسلسلات متنوعة مثل: موت أميرة، وردة شامية، عطر الشام الجزء الثالث، الغريب، الفوضى.

وعلّق الناقد على المحطات التي لم تُعن بحلول شهر رمضان لا عبر برامجها ولا من خلال عرض مسلسلات، بوصفها منابر سياسية مموّلة من مال سياسي ولا علاقة لها بوسائل الاعلام. لذا ينحصر التنافس بين المحطات التي تعمد الى تقديم محتوى أفضل لاستقطاب نسبة مشاهدة أكبر.