Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
هل ينهي برلمان 2018 "ثقافة" اطلاق النار العشوائي؟
ريتا الجمّال
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاثنين
21
أيار
2018
-
0:00
"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
فرْز أصوات المقترعين في السّادس من أيّار قابله احصاء لعدد ضحايا اطلاق النار العشوائي احتفاءً بـ"النصر النيابيّ" في مشهد فشلت الإجراءات القانونيّة القاسية والتدابير الأمنيّة المشدّدة ونداءات رؤساء الأحزاب وتمنيّات المُرشّحين الفائزين من تعطيله استباقيّاً.
شيخ درزي كتب بالرصاص في سماء قرية خلوات – فالوغا، اسم هادي ابو الحسن المرشّح "الاشتراكي" الفائز عن المقعد الدرزي في دائرة بعبدا، متخطيّاً بفعلته هذه قرار رئيس الحزب التقدميّ النائب وليد جنبلاط بنثر الورود لا "البارود" عند الاحتفال في النصر، ومشيئة المرشّح نفسه، من دون الغوص في "التفاصيل السماويّة والمخالفات الدينيّة".
ومن جبل لبنان الى بعلبك، مروراً بعكار فالمنية، وصولاً الى زغرتا وطرابلس، وغيرها من القرى والبلدات اللبنانيّة، جابت السيّارات المدنيّة الطرقات ومن نوافذها رشاشات القتل تطل برأسها لتُطلق الرصاص عشوائيّاً، من أسلحة حربيّة مختلفة، استخدمها ايضاً المحتفلون في الشوارع وعلى اسطح المباني والشرفات، في صورة سوداء تنمّ عن ذهنيّة شعب ورث هذه الظاهرة وحوّلها الى ثقافة اجيال تحتفل بأنانيّة وعشوائيّة غير آبهة بحياة الآخرين ودموع اهاليهم وعوائلهم.
اوساط مراقبة لم تستغرب هذه الأحداث على الرغم من صدور قانون مُشدّد يعتبر اطلاق العيارات النارية في الهواء جريمة موصوفة يُعاقب عليها بالسجن من ستّة اشهر الى ثلاث سنوات، وبغرامة مالية من ثمانية الى عشرة اضعاف الحدّ الادنى للأجور وبمصادرة السلاح ومنع حامله من الاستحصال على رخصة مدى الحياة، حتى لو لم يؤدّ فعله الى سقوط ضحايا.
واعتبرت انّ "العقوبات المشدّدة تهدف الى ردع هذه الظاهرة، بيد أنّ هناك عوامل عدّة تحول دون الحدّ منها، لعلّ أبرزها بقاء هويّات مطلقي النار مجهولة، ما يتركهم يسرحون ويمرحون من دون اي محاسبة، عدا عن التغطية السياسيّة التي تؤمّن لمن يتعرّضون للتوقيف ويلقى القبض عليهم بالجرم المشهود".
بالإضافة الى "غياب القانون الذي ينظّم تجارة الأسلحة وحمل التراخيص، وتسعير الخطاب الطائفيّ والشحن المذهبي بشكل مستمرّ ومتواصل، والخوف المستمرّ لدى الناس من عدم استقرار الوضع الأمني، هذه الأسباب مجتمعة جعلت السلاح منتشراً بين العامة بدل ان يكون محصوراً بالعسكريّين والاشخاص المُهدّدين في حالات معينة نص عليها القانون من باب الدفاع عن النفس والحماية الذاتيّة". تقول الأوساط".
الاعلاميّة زينة باسيل شمعون التي تتابع هذه القضية بجهد مستمرّ مع مبادرة "ما تنسونا"، حرصت الى جانب حركة السلم الدائم ونادي الصحافة الى عقد مؤتمر صحافي قبل يوم واحد من موعد الانتخابات النيابيّة للتذكير بمخاطر اطلاق النار ابتهاجاً بصدور النتائج، ومناشدة المرشحين الذين تعهدوا مكافحة السلاح المتفلت في برامجهم الانتخابيّة الطلب من مناصريهم الابتعاد عن هذه الظاهرة، بيد أنّ النداء "بالفرح بالنتائج لا الحزن بسببها"، لم يلق صدى عند اشخاص يبدو أنّه "ما في نوى منهم".
واشارت شمعون في حديث لموقع "ليبانون ديبايت"، الى أنّه "ليس من السهل تغيير العقليّة وتبديلها خصوصاً في ظلّ وجود سلاح منتشر، وغياب شبه تام لتطبيق القوانين من قبل القوى الامنيّة، بالإضافة الى انّ التوعية بحاجة الى عمل كثير ودعم ماليّ، وثقة تامّة بأنّ الأجهزة الأمنيّة تطبّق العقوبات على الجميع من دون استثناء". واعتبرت أنّ "موضوع السلاح متشعّب كثيراً ويحمل في طيّاته ملفّات لا تحصى، وبالتالي فإنّ العمل على هذا الموضوع طويل المدى".
وقالت ان "مبادرة ما تنسونا تهدف الى التوعية بمساعدة اهالي ضحايا السلاح المتفلّت، ودعمهم في ايصال صوتهم ومعاناتهم ووجعهم عبر الاعلام، ومتابعة ملفّات ابنائهم في المحاكم، وهي مبادرة شخصيّة، بتعاون مع جمعيّات مثل "Safe Side" في بعلبك وحركة السلام الدائم وغيرها للحدّ من تفلّت السلاح".
ولفتت الى أنّ "رؤساء الأحزاب تحوّلوا الى مناهضين لإطلاق الرصاص العشوائيّ خصوصاً في فترة الانتخابات التي تعدّ فرصة لكلّ مرشّح لتبييض صورته امام النّاخبين، بيد أنّهم للأسف أوّل من يتدخّلون لإخلاء سبيل مطلقي النار، وأوّل من يقدّم للشباب تراخيص حمل السلاح، وأوّل من يتدخّلون لتهريب المجرمين الى خارج الحدود مع تأمين الغطاء السياسيّ لهم". ورأت أنّ "مقولة رؤساء الاحزاب إنهم ضدّ هذه الظاهرة عارية عن الصحة، وبرزت في الموسم الانتخابيّ".
لكنّها من باب الأمل والتفاؤل والإيجابيّة، ترصد الوعود الانتخابيّة ومطلقيها وستلاحق هذه القضيّة على اعتبار أنّ "بعض النوّاب المنتخبين لم يعمل فقط على اقناع مناصريهم بعدم اطلاق النار ابتهاجاً بالنتائج، بل تعهّدوا ايضاً في برامجهم متابعة هذا الموضوع والعمل على الحدّ من هذه الظاهرة، وسنتابع بدورنا مع هؤلاء الأعمال التي سيقيمون بها على مستوى اقرار القوانين وضرورة تنفيذها".
وختمت شمعون بمقولة العميد ريمون اده الذي كان يرفض تأمين خدمة رخص السلاح للناس، وكان يردّد دائماً "من يحمل السلاح لديه قدم في السجن وقدم في القبر".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا