Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
لماذا... باسيل؟
ريتا الجمّال
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاربعاء
23
أيار
2018
-
0:00
"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
ماذا يريد رئيس التيّار الوطنيّ الحرّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل؟ يسأل حزبيّون من خارج الصفّ العونيّ. بالأمس القريب "قوّم الدنييّ وكان خرب البلد" بسبب وصفه رئيس مجلس النوّاب بـ"البلطجيّ". وها هو اليوم يعتبر أنّ معادلة الرئيس القوي تنطبق على نبيه بري، في تصريح مفاجئ بعد الصراع الكبير الذي رافق فترة الانتخابات النيابيّة ووصل الى حدّ الهجوم الكلامي العالي السقف بين عدد من وزراء ونوّاب حركة أمل والتيّار.
ويعتبر هؤلاء أنّ "باسيل يستكمل السياسة التي اعتمدها في خوض المعركة النيابيّة بتحالفات انتخابيّة لا جامع بينها سوى المصالح الآنيّة، والتي شملت في بعض الدوائر لوائح ضمّت الخصوم على السّاحة السياسيّة، وذلك في إطار ضمان مقعد نائب الرئاسة الثانية والحقائب الوزاريّة السياديّة والأساسيّة، بعد تخفيف حدّة الخطاب الشعبويّ وفتح الباب أمام مفاوضات جديّة مع أصحاب "الأصوات البرلمانيّة" المؤثّرة حسابيّاً والتصويت لصالح تجديد رئاسة بري، الذي كانت الضبابيّة الأقرب الى السلبيّة تحوم حول وجهته".
الهجوم على باسيل لم يقتصر عند هذا الحدّ، وهو "شاغل الناس" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل يصل الى درجة اتّهامه بتبنّي إنجازات الآخرين، ونسبها اليه باسم العهد الجديد، والتخطيط المُبكّر لرسم خارطة الطريق الى قصر بعبدا، وكسر مشروع التيّار الذي حمله وحيداً لسنوات طويلة بالفصل بين النيابة والوزارة، في الوقت الذي بدأت غالبيّة القوى السياسيّة تطبّق هذا المبدأ. بالإضافة إلى التغريد بعيداً من نوّاب الكتلة القويّة و"التغيير والإصلاح"، الذين في قسم منهم يحمل مواقف هادئة، توافقيّة، مستقلّة ولا سيّما في ما خصّ العلاقة مع الرئيس برّي.
حزبيّو التيّار يردّون بطرح السؤال نفسه ولكن بشكل معاكس: "ماذا تريدون من باسيل؟"، عندما وصف الرئيس برّي بالبلطجي، اتُّهم بإشعال الفتنة في البلد، وها هو اليوم يعتمد اسلوب الخطاب الهادئ حيال رئيس مجلس النوّاب حرصاً على المصلحة الوطنيّة وتعرّضت خطوته هذه لهجوم قويّ، ماذا يفعل إذاً حتى تنال مواقفه اعجاب ورضى المنتقدين؟ علماً أنّ التهدئة متبادلة وتصبّ في الاتجاهين انتخابيّاً وسياسيّاً، اي تشمل كذلك برّي. وباسيل كان واضحاً يوم امس بترك الحريّة لأعضاء التكتّل بالتصويت بالطريقة التي يرونها مناسبة بالورقة البيضاء او للرئيس بري. معللاً اسباب هذا القرار.
ويعتبر هؤلاء أنّ "كلّ خطوات باسيل مراقبة، تماماً كحال مواقفه وتصريحاته وحتّى تغريداته، وكأنّما هنالك دائماً من ينتظره على الكوع، ويسجّل حرفيّاً أقواله بهدف اعادة نشرها من باب المقارنة والمواجهة. وهذه الواقعة باتت سابقة، وكأنّ ما في بالميدان الاّ جبران، وتصرفاته هي الحرام ومواقف الآخرين حلال".
يدقق الحزبيون ويراجعون المشهد من زاوية مختلفة مشيرين إلى أنه يمكن اكتشاف أنّ زعماء آخرين عقدوا تحالفات انتخابيّة في دوائر معيّنة على الرغم من صراعهم السياسيّ العلنيّ، ودخلوا في مفاوضات حول منصبي نيابة الرئاسة الثانية والثالثة، مع من اختلفوا سياسيّاً معهم. ولعلّ الحدث الأبرز الذي لم ينتبه اليه النّقاد الزيارة التي قام بها رئيس القوات اللبنانيّة سمير جعجع الى بيت الوسط حيث التقى رئيس الحكومة سعد الحريري على الرغم من "أجزاء" مسلسل الهجوم القوّاتي على الحريري بعد الاستقالة الشهيرة في الرياض والتي قطعت اللقاء المباشر بين الرجلين لفترة طويلة.
مصادر في التيّار الوطنيّ الحرّ لفتت الى أنّ "الانتخابات النيابيّة صارت وراءنا، والفرصة موجودة اليوم لفتح صفحة جديدة خصوصاً بعدما تمثّل الجميع كلّ بحسب حجمه. فالاستحقاق حدّ فاصل بين الماضي وما يجب ان يحصل في الحاضر والمستقبل. من هنا ضرورة مدّ يدّ التعاون مع مختلف الأطراف، لأنّ همّ التكتّل يتمثّل في نجاح العهد، مع ما يتطلبّه من انجاز للمشاريع التي ينتظرها اللبنانيّون، والتي لا يمكن السير بها وتنفيذها بمعزل عن التعاون الشامل، والامر نفسه ينطبق على واجب تفعيل عمل الحكومة".
وشدّدت المصادر على أنّ "موقف باسيل من رئيس مجلس النوّاب يأتي في إطار تمسكّه المستمرّ والدائم بانتخاب الرئيس القويّ في طائفته، تماماً كما طالب بانتخاب الأقوى مسيحيّاً. من هنا احترامه للطائفة الشيعيّة وقوّة التمثيل التي يحوز عليها الرئيس برّي خصوصاً ألا بديل عنه، ولطالما كانت هذه قناعاته لكنه كان يطالب بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل".
وأكدت أنّ "الأبواب لا تقفل ابداً في السياسة، بل تبقى مفتوحة للإرادة التي تضع المصلحة الوطنيّة فوق كلّ اعتبار، ولاحترام مختلف المكوّنات على أساس الميثاقيّة والتعاون والإنجاز".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا