Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
على من تقرأ المزامير؟
المحرر الأمني
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الثلاثاء
29
أيار
2018
-
0:30
"ليبانون ديبايت" - المحرر الأمني
هناك قطبة مخفيّة بما يجري في بعلبك. قطبة مخفيّة من النوع الكبير، الكبير جداً، قطبة ليس بمقدور النائب جميل السيّد اشاحة النظر عن أسبابها الحقيقيّة من دون مواربة، أو له القدرة على بلعها ولا حتى للأجهزة الأمنيّة القدرة على ذلك أيضاً ولو شربوا معاً مياه العاصي دفعة واحدة!
اذاً هناك سبب فعلي غير منقوص، سبب يحيا منذ مدة في ظل الواقع الراهن، سبب يتحمل مسؤوليّة الواقع الراهن، تحوّل إلى قطبة وأصبحَ عمرها أعوام. قطبة تستقوي بأبعاد عائليّة عشائريّة زادت قُطبها فزادت عُقدها. قطبة ليس صعباً أن تجد في جزء واسع منها أُبر أحزاب تَحيك لها تغطية على القياس أو تفتح لها كوّة في جدار ما لتهرب، فتصبح المسؤولة دون غيرها.
القطبة التي يتحدث عن "سَيبان" أمنها النائب هو نفسه عجز عن حلّها طوال 6 سنوات قضاها رئيساً لفرع البقاع التابع لمديريّة المخابرات و9 أخرى إلى جانب المدير كمساعد. يدرك أكثر من غيره لماذا لا تؤكل كتف هذه القطبة، فما الداعي للشرود عن الأسباب الحقيقيّة وراء وجودها، ورمي الحجّة على كاهل الأجهزة الأمنيّة وخصوصاً الجيش اللبناني، والجنوح نحو المعارك الافتراضيّة؟
يسأل أحدهم حول انكباب النائب السيّد منذ انتخابه في سرد فصول وتفاصيل ما تعانيه المنطقة عبر توتير وتقديم عيّنات شعبويّة للناس تخلو من المعالجة الشافية التي لها القدرة على وضع اليد على الجرح ووقف النزيف الامني الحاصل، اذ إن مشكلة البقاع اليوم التي تداعى السيّد لمعالجتها تحتاج إلى توفّر أرضيّة وظروف ودعم ونيّة وجهود حزبيّة وعائليّة وعشائريّة وليس تغريدات متجمّعة.
يحتاج علاج المشكلة الى هدوء وتروٍ والبحث عن مكامن الخلل وليس الاكتفاء باجتماعات روتينيّة مع من هم ليسوا ذوي قدرة على الحل. يحتاج إلى البحث عن كيفيّة سحب فتائل المشكلة مع الاصول التي تعود اليها، إلى العائلات والعشائر التي تحمي وتغطّي، إلى الجهات التي تعطي القوّة للمعتدين، وليس الشرود نحو اتهام الأجهزة الأمنيّة بالتقصير ورمي أسباب التردّي الأمني عليها وحدها، وهي في عديدها المتوّفر حالياً لا تقدر على تأمين الحد الأدنى من الأمن.
السؤال المطروح الذي تضج به الأوساط، لماذا رفع السقوف على الأجهزة الأمنيّة وربط حلول المشكلة بها وحدها وغض الطرف عن الأحزاب التي تتحمّل الجزء الأوسع من المسؤوليّة ولديها هامش أكبر من الحركة؟
لماذا تجاهل وقائع سائدة في بعلبك توفّر تغطية سياسيّة بلباسات أمنيّة تحمي بعد المتطاولين، ونفوذ متنام لعائلات وعشائر وأحزاب، تمنع سلوك الخطط الأمنيّة طرقاتها وتقفل الابواب عليها وتفرض التنسيق بدلاً من تقديم المساعدة؟ الكل يعلم أن الدخول إلى زاروب في بعلبك يحتاج لإتصالات أمنيّة رفيعة المقامات، كله من أجل تسلّم مطلوب، ويكاد يحتاج الامر لتدخّل قدرة إلهية لجلبه دون دخول الجيش، فلأي سبب ترمى المسؤوليّة على الاجهزة؟
هل يستطيع الجيش أن يوقف شخصاً دون رفع الغطاء عنه، هل لديه كامل الحرّية في الحركة دون تدخّلات وتعرّض العناصر الأمنيّة والعسكريّة إلى إطلاق نار وقطعِ طرقٍ وثأرٍ نتيجة عمليات دهمٍ وغيرها؟ إذاً هل أسباب المسؤوليّة تعود للجيش وحده أم للبيئة التي تتغذّى على نماذج متطرّفة وتحيا وتقتات بينها؟
الجميع يعلم وخصوصاً أهالي بعلبك بحماية من تسير السيارات داكنة الزجاج وتحت جناح من ينتشر السلاح غير المنضبط، إنهما الغطاءين العائلي والحزبي اللذين لا يتجرأ أحد أن يطالهما أو يمسهما، حتى النوّاب أمسوا ينأون بأنفسهم عن المس به والاكتفاء برمي المصيبة على ظهر المؤسّسات الامنيّة ووضع الحمل عليها مع أنهم يقيّدونها بسلاسل سياسيّة - مناطقيّة - عشائريّة - عائليّة - حزبيّة وهلم جرى!
فجأةً تدحرجت الأوضاع الأمنيّة في بعلبك وأخذ الحابل يضرب بالنابل، معارك واشتباكات وقذائف صاروخيّة بين عائلات، محاولات قتل واغتيال، كلها حوّلت البلاد إلى ساحة معركة حقيقيّة أسبابها متعدّدة، عودة لعمليات ثأر قديمة، خلافات شخصيّة تتطوّر عائليّة ثم تتحوّل معارك، تفشّي ظاهر للسلاح وتغطية حزبيّة لحامليه.. ما الأسباب التي أيقظت كل هذه العصبيّات وأخرجتها دفعةً واحدة إلى الشارع؟
ينظر مصدر بعلبكي بإفراط إلى ماذا يجري ويحسب أن ارتفاع وتيرة المشاكل تزامنَ وسطوع نجم مسلسل الهيبة في نسخته الرجعيّة (العودة) هذا العام، ما يترك مجالاً للتساؤل لديه "هل إعادة المسلسل احياء رغبات القتل والانتقام والثأر القديم؟ هل للمسلسل علاقة أو له انعكاسات سلبيّة أخرجت الثأر وغيره من القمقم بعد ركودٍ دام في بعض الحالات أعواماً؟
قطعاً لا، المشكلة تكمن في البيئة، والمسلسل ليس إلا – في جزء منه – انعكاس لها، البيئة التي يتقصّد النائب السيّد تجاهل كل الأسباب التي تحملها وتقود طبعاً إلى مثل هذه المشاهدات.
بحسب السواد الأعظم من المتابعين، فمن يقوم على ضيم أهالي المنطقة هم السياسيين وحدهم الذين استثمروا في سياسية الإهمال الطويل والاجحاف المتعمّد الذي نمّى على أعتاب المنطقة مشكلات أمنيّة وقضائيّة، ولو أراد القيّمون على الاعمال الاجرائيّة والسياسيّة أبعاد منطقة بعلبك والبقاع عامةً عن هذا المشهد، لوضعوا اليد باليد وذهبوا إلى المعالجة من جذورها لا الاكتفاء بملاحقة الاغصان والفروع.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا