"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

حرص النائب طوني فرنجيّة عشيّة الاستشارات النيابية مع الرئيس المكلف سعد الحريري على دعوة أعضاء "التكتّل الوطنيّ" الى مائدة إفطار في دارته في بنشعي بحضور رئيس تيّار المردة الوزير السّابق سليمان فرنجيّة، لعرض مجمل الأوضاع الرّاهنة والتوافق على الرؤية الموحّدة في ما يتعلّق بتشكيل الحكومة الجديدة.

اتّفاق التكتّل عبّر عنه النائب فريد هيكل الخازن بعد لقاء الحريري، أكّد فيه على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنيّة تشمل جميع القوى السياسيّة التي تتمثّل في المجلس النيابيّ، عارضاً المطالب بمقعد مسيحيّ وآخر مسلم، لحقيبة الأشغال أو الطاقة أو الاتصالات مع حقيبة أخرى خدماتيّة.

أوساط سياسيّة رأت أنّ "مطالب التكتّل الوطنيّ، عدديّاً او نوعيّاً، تتخطّى السقف المُحدّد لها، على اعتبار أنّ التوزيع يتمّ وفق الأحجام النيابيّة والنتائج التي ولّدتها معركة السّادس من أيّار، وفرضت فيها حسابات مختلفة ومغايرة عن التشكيلات الوزاريّة السّابقة، وهذه المعايير غائبة عن تكتّل يضمّ سبعة نوّاب".

ولفتت الأوساط الى أنّ التكتّل قد يحصل على وزارة واحدة، والمؤشّرات تدلّ حتّى الآن على أنّها لن تكون من حصّة تيّار المردة الحزبيّة. والمهمّة تبقى صعبة نظراً الى وضع "الوطنيّ الحرّ" من خلال تكتّل لبنان القوّي الذي يضع عينه على وزارة الأشغال التي يشغلها وزير حكومة تصريف الأعمال يوسف فنيانوس. وشهد عهد الأخير صولات وجولات مع حليف الأمس، ما يطرح علامات استفهام حول امكان وقوع المردة ضحيّة التحالفات والتقارب بين المستقبل والتيار الوطني الحرّ الذي قد يسعى لإقصائه نتيجة تدهور العلاقة.

النائب اسطفان دويهي أوضح أنّ "المردة تيّار لبنانيّ اساسيّ في المعادلة الوطنيّة، ومن غير الممكن تهميشه أو اقصاءه، وهو يدعم ولادة حكومة وحدة وطنيّة تتمثّل فيها جميع المكوّنات اللبنانيّة الوازنة، وفي مقدمتها تيّار المردة، الذي يتناقد مفهومه مع نهج الاستئثار والتهميش والاقصاء".

دويهي الذي اكّد أنّ "الأمور لا تزال قيد النقاش في ما خصّ الحقائب الوزاريّة، شدّد لـ"ليبانون ديبايت" على أنّ "نيل التكتّل الوطنيّ حقيبة خدماتيّة اساسيّة مطلب رئيسيّ، بعيداً عن أيّة مبالغة لأنّ موضوع التشكيل مرتبط بالتكتّلات النيابيّة وفق تمثيلها ونحن لن نقبل بما هو دون ما نمثّل".

ورأى أنّ "تيّار المردة أكبر بكثير من أن يكون ضحية ايّة تحالفات، فهو من اصحاب نهج التلاقي والحوار بين كلّ المكوّنات السياسيّة في البلد".

في السياق ذاته، أشارت مصادر مطّلعة الى انّ "الثنائيّ الشيعيّ لن يتخلّى عن تيّار المردة ومن ضمنه حلفائه في التكتّل لحضوره الشعبي والتاريخيّ ومواقفه الصريحة والمعلنة الخطّ والثوابت. ووجوده اساسيّ في الحكومة الجديدة، التي يريدها رئيسا الجمهوريّة العماد ميشال عون وحكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بعنوان الوحدة الوطنيّة، بكامل معاييرها ومفاهيمها من دون تحريفها وتحويرها، ولو ان هناك من في الداخل يسعى الى خلق وحدة وطنيّة على قياسه وطموحاته وحساباته".