Beirut
16°
|
Homepage
أرسلان يتغير... القصه الكاملة من الغزل الى الصدام
المحرر السياسي | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 31 أيار 2018 - 8:38

"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي

نادرا ما شكل طلال أرسلان مادة سجالية أو أثار جدلاً سياسياً، ولطالما دأب الإعلام على تسليط أضوائه بشكل كبير على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب داخل الساحة الدرزية مع غياب شبه كامل لأخبار "مير" خلدة.

غير أن سنين العجاف قد ولت، وأصبحت أخبار وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال، يُتداول بها من أقصى الشمال إلى الجنوب، ومن تغيب في كثير من المحطات بات اليوم يُشار اليه بلبنان ويرتبط اسمه بعملية تأخير التأليف حتى أضحت عبارة عقدة أرسلان وكتلته على كل شفة ولسان.


كتلة "ضمانة الجبل" التي يقودها المير سببت كل هذا الضجيج على خلفية مطالبته بتوزيره في الحكومة الجديدة، فالإنتخابات في دائرة عاليه-الشوف منحت التيار الوطني الحر ثلاثة مقاعد وارسلان مقعداً يتيماً، علما ًبأن وليد جنبلاط أصر على ترك مقعد شاغر في لائحته كي تتعبد طريق ساحة النجمة أمام رئيس الحزب الديمقراطي، وبالمقابل اكتسح الاشتراكي كامل المقاعد المخصصة للدروز وخرج مسؤولوه ليقولون، لنا وحدنا الحق في الحصول على الحصة الدرزية الوزارية كاملة ما يعني بشكل مباشر خروج أرسلان من المولد الحكومي بدون حقيبة.

وسط هذا الصراع، تُطرح أسئلة كبيرة عن سر انقلاب العلاقة بين المختارة وخلدة ووصولها الى أدنى مستوياتها، وكيف صرف أرسلان عبارات الثناء والغزل التي لطالما أغدق بها على جنبلاط حيث قال عنه في أحد المرات وفي معرض الإشادة به "اللي ما عندو كبير يشتري كبير".

يشكل تاريخ الثامن عشر من كانون الثاني من العام الحالي نقطة انطلاقة أرسلان في رحلة المواجهة التي أفضت بنهاية المطاف الى خروجه خالي الوفاض بالانتخابات النيابية وما تلاها، يومها غرد المير على حسابه على "تويتر" بالقول، "نُميَ إلينا بعض الأخبار التي تتعلق بترشيحات إنتخابية في بعض المناطق، تحديداً في بيروت وغيرها، نأمل أن لا تكون دقيقة أو صحيحة لأن مؤشراتها تدل على تعاطي أقل ما يقال فيه غير لائق وغير أخلاقي"، مضيفاً "على كل حال اذا كانت هذه حقيقة، فنحن نقول بالفم الملآن كل خياراتنا بالتحالفات الانتخابية ستكون مفتوحة على كل المستويات".

رئيس الحزب الديمقراطي لم يدخل في التسميات، والحقيقة أنه في تلك الفترة وصلت الى أرسلان أخبار مفادها أن النائب وليد جنبلاط يعتزم ترشيح النائب السابق فيصل الصايغ عن المقعد الدرزي في بيروت، فثارت ثائرته، فهو كان يظن أن بيك المختارة استبعد الصايغ من حساباته منذ عام 2009 كرمى لعيون المير، خصوصاً أن العلاقة بين الرجلين (أرسلان والصايغ) ليست على مايرام والمشكلة بينهما تعود الى سنوات خلت، فالصايغ تبوأ منصب محافظ الجنوب في منتصف التسعينيات بعد تسمية أرسلان له، لكن العلاقة بينهما بدأت بالانحدار منذ عام 2000 مع الاصطفافات السياسية التي خرجت إبان عهد الرئيس السابق اميل لحود والمواجهة مع الحريري الأب وجنبلاط، وانفجر الخلاف بشكل نهائي عام 2003 ثم عمد أرسلان الى التضييق عليه إبان حكومة الرئيس الراحل عمر كرامي، غير أنه استقال من منصبه، فرشحه جنبلاط الى الانتخابات عام 2005 عن دائرة عاليه-بعبدا وكانت المرة الوحيدة التي لم يترك فيها مقعدا شاغراً لأرسلان الذي سقط يومها أمام الصايغ، فطارت النمرة الزرقاء والكرسي النيابي لأربع سنوات.

والى جانب خسارته التاريخية للمقعد النيابي، خسر المير جزءاً كبيراً من قاعدته الشعبية في منطقة جرد عاليه (كانت تعد الخزان الشعبي للحزب الديمقراطي) منذ خروج الصايغ من دار خلدة، وهذا ما أظهرته أرقام الانتخابات بشكل واضح منذ عام 2005، وصولاً الى 2018، فالمحافظ السابق للجنوب الذي ينحدر من جرد عاليه تنتشر عائلته في بلدات صوفر ومعصريتي، وشارون، وتشكل الأخيرة ثقلاً انتخابياً بفعل وجود ما يقارب ثلاثة آلاف وخمسمائة ناخب، وتخلف أرسلان فيها بشكل كبير عن مرشحي الاشتراكي رغم تقديم مئات الشيكات من وزارة المهاجرين، وتراجعت أرقامه فيها بطريقة رهيبة.

معارضة أرسلان لوجود الصايغ تنطلق من اعتقاده بأنه صاحب الفضل في ظهور الأخير على الساحة السياسية اللبنانية، قبل أن ينتقل الى المختارة ويُسقط المير في الانتخابات، ولكن تجربة المير الأخيرة مع محافظة الجنوب تؤكد عدم صحة كلامه، فالصايغ ما كان ليصبح محافظاً للجنوب لولا موافقة جنبلاط والرئيس الشهيد رفيق الحريري، والدليل أن أرسلان نفسه فشل في تعيين قريبه المحامي مالك أرسلان كمحافظ للجنوب رغم الجهود التي بذلها، فاضطر في نهاية المطاف الى التوافق مع وليد جنبلاط على اسم منصور ضو، وعلى مدى السنوات الماضية حاول الصايغ التواصل مع أرسلان وتدخل عدد من رجال الدين الدروز لإصلاح الأمور، غير أن محاولتهم اصطدمت برفض أرسلان القاطع والذي بنى حساباته على أن مبدأ خروج الصايغ من المشهد السياسي بشكل كامل.

عبارات الثناء وكيل المديح والغزل لجنبلاط انتهت مع هذا الترشيح، وحاول أرسلان في بداية الأمر التقصي لدى حلفائه عن مصير المقعد الدرزي في بيروت الثانية، فوجد أن الثنائي الشيعي حسم أمره من ناحية عدم ترشيح أحد بوجه مرشح جنبلاط، حاول في بداية الموضوع اقناع حزب الله بتبني ترشيح مروان خير الدين، ولكنه فشل، فجس النبض عبر تمرير رسائل تفيد بإمكانية ترشحه هو شخصياً عن هذه الدائرة، فلم يجد آذاناً صاغية.

بالتزامن أرسل جنبلاط، النائب السابق غازي العريضي الى خلده لعرض صيغة على أرسلان مفادها، تشكيل ائتلاف انتخابي في الجبل يكون هو رئيسه ويضم الى جانبه مروان أبو فاضل عن المقعد الأرثوذكسي، مع تعهد اشتراكي بدعم الأخير لضمان نجاحه، لم يعط أرسلان جواباً للعريضي الذي طلب منه العودة اليه في اليوم التالي لمعرفة قراره، وحاول فتح خيوط مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في محاولة لاقناعه بترشيح درزي على لائحة الثنائي الشيعي في بيروت، أو الضغط على جنبلاط بغية عدم تسمية الصايغ، غير أن أبواب عين التينة أوصدت في وجهه فقرر الذهاب في تحالف مع التيار الوطني.

وإلى جانب مشكلة الصايغ، ظهرت إشكالات أخرى خطيرة بعد رسم مسؤولي الاشتراكي علامات استفهام على أداء المير أرسلان في وزارة المهجرين ، وشكا مسؤولو الحزب التقدمي من ما اعتبروها استنسابية في التعاطي، وتوزيع الأموال لمصالح انتخابية، وعلى الأزلام والمحسوبيات بدلاً من إعطاء أصحاب الحقوق، وفي مكان آخر تفجر خلاف جديد بين أرسلان ونواب جنبلاط وتحديداً وائل أبو فاعور، وأكرم شهيب الذي اعتاد وزير المهجرين على وصفهم بنواب الصدفة، ما استدعى رداً قاسياً منهما، ووصل الحال بشهيب الى وصف رئاسته للائحة ضمانة الجبل بزواج المتعة، وبلغت التوتر ذروته مع مقتل الشاب علاء أبي فرج في الشويفات وامتناع أرسلان عن تسليم مطلق النار، ما دفع بالاشتراكيين الى التشدد في قرارهم بالحصول على الحقائب كاملة.

انتهت الانتخابات، وبدأت أزمة توزير أرسلان، وتشير المعطيات في هذا السياق، إلى أن طلب جنبلاط الحصول على الحصة الدرزية كاملة يلقى دعم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي أدرك أن التحالف مع جنبلاط يبقى أفضل من التحالف مع أرسلان مستقبلاً بسبب الأصوات الشحيحة التي نالها الأخير ومرشحيه حيث أن مجموع ما حصلوا عليه في عاليه وبعبدا وحاصبيا والشوف وبيروت كان أقل مما حصلت عليه النائبة بهية الحريري لوحدها في صيدا، أما حزب الله فينأى بنفسه عن هذا النزاع، وحده التيار الوطني الحر يريد حصة لإرسلان، فهل تحصل عملية تبادل في المقاعد مع جنبلاط، أم يتم توزير شخصية مسيحية في نهاية المطاف وتنضم الى كتلة ضمانة الجبل لتلتحق بسيزار أبي خليل وفريد البستاني وماريو عون؟.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر