"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

بعد انتهاء امتحانات الشهادة المتوسطة، يتحضّر طلاب الثانوية العامة بفروعها الأربعة للبدء بالامتحانات الرسمية يوم الأربعاء 6 حزيران 2018، على أمل ان تسيطر الاجواء الهادئة في كافة مراكز الامتحانات في المناطق اللبنانية. وبعد انجاز التحضيرات التربوية والفنية واللوجستية للامتحانات الرسمية وتطور آليات أسس التصحيح، كيف يتحضّر طلاب الثانوية العامة؟

أكدت تلميذة فرع الاقتصاد والاجتماع في ثانوية جبيل الرسمية الطالبة جوي مطر في حديثها لـ"ليبانون ديبايت" انها ليست متخوّفة من الأسئلة وصعوبتها لأنها واثقة بتحضيراتها واستعدادها لهذه الامتحانات. ولفتت الى انها درست المنهج المطلوب كاملا، وهي من الطلاب الذين يصغون جيّدا ويفهمون الدرس الّا انها تواجه صعوبة بحفظ المقاطع الطويلة غيبا. وتضطر في مواد مثل التاريخ ان تذاكر حرفياً، لأن الاجابة عن الأسئلة المطروحة لا تعتمد على الفهم فقط.

لكن مطر لم تخف خوفها من تصحيح الامتحانات لاحقا، قائلة "سمعنا من تلامذة سبقونا عن التشديد في أساليب التصحيح أو الاهمال، الأمر الذي قد يظلم البعض أحيانا". وأملت ان تكون الأجواء عادلة وهادئة ولا يضج المركز بالمراقبين والمفتشين بشكل يوتر الأجواء ويضيع تركيز الطلاب، وهم بغنى عن ذلك.

أما تلميذ ثانوية كفرشيما الرسمية مجد الهاشم بدا مرتاحا أكثر للامتحانات. أعرب عن عدم تخوفه من الأسئلة ولا التصحيح ولا حتى من أجواء المدرسة، مستصعبا امتحان الاقتصاد فقط, كونه ليس من محبي هذه المادة. تمنى النجاح لزملائه ولنفسه، معبرا عن اطمئنانه لأن هناك عدداً من الأساتذة رافقوه طيلة فترة التحضيرات للامتحانات لمراجعة المنهج كاملا.

تلميذ مدرسة الرسل جونية الياس الياس متخوّف من مادة الفلسفة, التي قبيل بضعة أيام من الامتحانات لا تزال صعبة وغامضة بالنسبة له. وأشار الى ان محاولات زملائه بشرحها له بائت بالفشل لأن أستاذ المادة لم يتقن توضيحها له.

وأضاف "على عكس السنوات الماضية لا تسريبات لأسئلة تعطى للتلاميذ تحت غطاء الترجيحات, كون المنهج المطروح في الامتحانات العامين الماضي والحالي يعتمد نموذج أسئلة جديد لذا طُلب منا التركيز في الشامل على دورتي امتحانات العام الماضي". وأشار الى ان "طريقة طرح الأسئلة في نموذجها الجديد أصعب ومعقدة أكثر ولم نعتد بعد عليها".

أما عن مدى صعوبة الاسئلة أو سهولتها, أكد رئيس مجلس إدارة صندوق التعاضد لمعلمي المدارس الخاصة الدكتور كريستيان خوري في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" ان ما من تعليمات لا بالتشديد ولا بتسهيل الامتحانات. وأكد ان المسابقة يجب ان تكون عادلة للتلاميذ, مشيرا الى ان الأساتذة الذين يضعون الأسئلة في المسابقات سواء كانوا معلمي مدارس رسمية أو خاصة يقترحون أسئلة من المنهج المعطى خلال السنة الدراسية فقط.

واعتبر خوري ان التسهيل والتشديد يعود الى التلميذ نفسه يكون "يا دارس يا مش دارس". وأضاف "ولا سنة كانت الأسئلة تعجيزية, انها حجة التلميذ دائما. المشكلة تكمن في مدى تحضير التلميذ خلال العام الدراسي".

طلاب المدارس الخاصة ربما يواجهون صعوبة أقل من زملائهم في المدارس الرسمية خصوصا مع بروز التنافس بين الخاصة وتحوّله الى سباق لاعطاء نتائج أفضل. فيذهب التلميذ الى امتحاناته مستعدا أكثر, بحسب خوري. ولفت الى انه على غرار العام الماضي تعتمد الأسئلة في الامتحانات على التوصيف الجديد لها, وهو على أساس النموذج الجديد الذي عدّلته وزارة التربية بعد استشارة مركز التربية للبحوث والانماء.

وطمأن خوري الطلاب الذين يتحضرون لامتحانات الأربعاء قائلا "القلق الذي سمعتموه من طلاب العام الماضي يعود إلى اعتماد منهج جديد للمرة الأولى كان بمثابة اختبار حتى للأساتذة. لا تقلقوا هذا العام, كونوا مستعدين فقط".