Beirut
16°
|
Homepage
موسكو تصالح الحريري وبن سلمان
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 09 حزيران 2018 - 1:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

يستدلّ المتابع على أسباب بطء الرئيس المكلّف سعد الحريري في تشكيل الحكومة من زلات لسانه، فالرّجل "مقضيها نوم" كما سبقَ واسلف خلال إفطار رمضاني دعا اليه في منتجع "سي سايد" (البيال) قبل أيّام.

مبعث فتح قضيّة النوم أتى في إطار محاولة تفنيد اتهامات خصومه له بأنه سافر إلى السعودية للبحث عن مشورة ملكيّة، لكن رياح التفنيد أتت عكسيّة، فأضرّت بالحريري ولم تفده، إذ جعلته من منظار خصومه رئيساً يهوى النوم ويبحث عن النوم "نمت كل الوقت" أكثر من أي شيء آخر.


لكن البعض ينظر إلى نوم الحريري بعكس ما برّره، أي حول حاجته للرّاحة الجسديّة، "مكسور عليي نوم"، ويردّونه إلى التّجاهل الملكي الذي أحاطَ زيارته إلى السعودية بعدما أرادها أن تكون مقدّمة لنيل بركة تنعكس ايجاباً على عمليّة تشكيل الحكومة. لكن لماذا تعمّدت السعودية تجاهل زيارة زعيمها المدلّل؟

يأخذ البحث إلى أسباب تعود لخلفيّات عمليّة احتجازه في الرياض التي يبدو أن الحكومة السعودية لم تتجاوز مفاعيلها بعد بسبب استمرار اعتمادها كمرجع لدى البعض كلّما أرادوا "وخز" المملكة بإبرة سياسية.

إحدى هذه "الوخزات" وجّهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أسابيع، حين اماطَ اللثام عن بعض مشاهد مرحلة الاحتجاز، مقرّاً بأن السعودية كانت تحتجز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وأن فرنسا ساهمت بـ "تحريره" بعدما لامس الموضوع مستوى عودة الحرب الاهليّة.

في كلام ماكرون تحديد واضح للمسؤوليّات واستثمار لتراكمات حراك دبلوماسي، وهو كلام أتى في ظرف سياسي عاكست فيه فرنسا السياسة السعودية من بوابة التجاذب الحاصل بملف الضغوط الممارسة على الاتحاد الأوروبي من اجل استكمال الخطوة الأميركيّة بالانسحاب من الاتفاق النووي. فإذا كان الكلام الفرنسي مفهومةٌ خلفيّته، فما هي الخلفيّات التي تدفع الرئيس الحريري المعني المباشر بالموضوع أن يتجاهل ما ورد على لسان الرئيس الفرنسي متجنباً التعليق عليه؟ هنا مربط فرس التجاهل السعودي الذي عُمّمَ على الحريري.

كانت السعودية تنتظر من رئيس الوزراء المكلّف اصدار تعليق أو موقف اعلامي يفنّد أو أقله يصوّب كلام الرئيس الفرنسي ماكرون، أو بالحد الادنى اعتماد قناة السفارة الفرنسية لإرسال رسالة "عتب ناعم". لكن شيئاً من ذلك لم يحدث بل شاء الحريري تجاهل ما أتى على لسان ماكرون لسبب وجيه، تقول أوساط إنه يندرج تحت خانة "الحقيقة التي لمسها الحريري ويصعب عليه انكارها امام الشهود" ثمّ نيته "المحافظة على علاقته الوثيقة بالرئيس الفرنسي".

هذا الكلام لا يصرف سعودياً. المملكة لا تقبل على حلفيها الأول في لبنان أن يسمع انتقادات توجّه اليها من دون أن يعلّق، كيف لا وهي تتعلق بفترة طاولت الكثير من التساؤلات وعملت المملكة على دحضها كلّها. وكي لا تضع نفسها موضع الجدل مجدّداً، سمحت له الاسبوع الماضي بدخول أراضيها لكنها فرضت عليه "شبه إقامة جبريّة"، إذ حرّمت لقاءه بأي مسؤول سعودي ما جعله يبقى حبيس المنزل.

وبحسب المعلومات، طلب الرئيس الحريري موعداً للقاء مسؤولين سعوديين بينهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لكن البلاط الملكي تذرّع بـ "محدوديّة نشاط العائلة في شهر رمضان وأنها تقيم في هذا الشهر بجدّة لا الرياض"، ما فسّر على أنه رفض سعودي لإجراء أي لقاء، فعبأ الحريري وقته بالنوم.

بعدها عاد إلى بيروت يبحث عن خيط يرضي به السعودية لا سيما أنه بحاجة لمشورتها في ظل تبدّل الظروف الداخليّة واتفاقه المسبق الذي تلى تحريره على الاخذ باعتباراتها.

تقول أوساط متابعة إن المدخل توفّر على ظهر مجلس الاعمال اللبناني - السعودي بعدما جرى تأمين موعد للمجلس مع الرئيس المكلّف ترجمةً لمشورة وضعت عند فريق الحريري توكّل ايصالها اليه أحد المقرّبين منه، تقوم على ادلاء الأخير بموقف يلي اللقاء يمكن تسويقه سعودياً على أنه عودةً عن السكوت على الإهانة الفرنسية التي طاولت المملكة.

وهذا ما كان. وضع الحريري رسالة في البريد السعودي مفادها أن "الجميع يعلم مدى الدعم الذي يبديه الامير محمد بن سلمان لي شخصياً وهو يقوم بدور محوري لدعم استقرار لبنان السياسي والامني والاجتماعي والاقتصادي وقاد جهوداً لإنجاح مؤتمري سيدر وروما". ثم جلس منتظراً الإشارة المطلوبة للخروج من الدوران في حلقة التأليف المفرغة.

لكن الاوساط لا تعتقد أن حل المشكلة يقع ضمن هذه المحدوديّة، بل أن المملكة تريد من الحريري مواقف ثابتة لا متحرّكة وجدّية أكثر في التعاطي مع الامور الشائكة، وهي لا زالت تنتظر منه ترجمة وعوده التي اسست لإنهاء ازمة الرياض.

الامر اللافت الذي يؤكد فرضية جعل التصريح رسالة مدروسة موجهة الى السعودية هو اهتمام المكتب الإعلامي للحريري بتسويق مضمون الكلام الموجه لبن سلمان تحديداً دون غيره مما ورد في سياق الموقف الذي اشتمل ايضاً على آخر متعلّق بتشكيل الحكومة.

وعلم "ليبانون ديبايت" أن جهات قريبة من الحريري تواصلت مع عدد من وسائل الاعلام لافتتاً نظرها نحو الإضاءة على الموقف من بن سلمان أكثر من غيره، ما يدلّل على الهدف من وراء ما صدر.

ويمني رئيس الوزراء النفس في تصريف كلامه قريباً لا سيما أنه مدعو للمشاركة في افتتاح مونديال روسيا 2018 في كرة القدم، إذ يعوّل على حصول لقاء بينه وبين بن سلمان على هامش مشاهدة المباراة الأولى التي تجمع المنتخبين الروسي والسعودي على استاد "لوجنيكي" العريق في موسكو يوم الخميس المقبل والتي سيكون للحريري كرسي متقدّم فيها إلى جانب ولي العهد السعودي.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد خبر توقيف قاصر... توضيح من "لجنة أهل متوسطة عانوت" 9 خرج من الأنفاق... السنوار يتفقد غزة (صور) 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 10 تشريح عقل جنبلاط وكشف ما في داخله... "دمار وخراب بانتظار اللبنانيين"! 6 سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف عن الخطة المقبلة! 2
"بسبب شائعة"... حرق منازل واعتداء على أقباط في مصر 11 الأمور لم تعد تحتمل... "الخطر" يُحيط بـ "بلدة شمالية"! 7 حقيقة الخلاف بين باسيل وبعض نواب كتلته! 3
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 12 "إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 8 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر