Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
الحريري يسلّم رسائل سعوديّة.. هل يقلب عون الطاولة؟
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاربعاء
13
حزيران
2018
-
0:00
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
جميع الدروب داخل السياسية المحليّة تؤدي إلى طريقٍ واحد. السعوديّة خسرت المعركة التي راهنت عليها ضد حزب الله وحلفائه، حتى أن حلفاءها في الغرب باتوا مقتنعين بأن حلفاء الحزب هم المنتصرون، وبدأوا ترتيب اوراقهم على هذا الأساس، إلّا السعوديّة، عبثاً تريد أن تقنع نفسها أن مشروعها لم يهزم وهو قابل للحياة.
لا تمضغ الرياض فكرة أن حزب الله وحلفاؤه نالوا السهم الأكبر من معركة السادس من أيّار، شأن ذلك شأن الوضع السوري الذي ترفض تقبّل فكرة أن مشروعها ولّى وأن اللعبة انتهت لصالح معادلة بشّار الأسد – حزب الله – إيران. بل لا زالت تراهن على اختلاق أوضاع عسكريّة تؤدي إلى تبديل في الواقع، فتنظر جنوباً مراهنةً على احتمال حدوث تغيير من بوابة التفاهمات الروسيّة ــ الاميركيّة.
من يقنع السعوديّة أن ما يصلح لسوريا ليس بالضرورة أن يكون يصلح للبنان أو العكس، وأن الضغط في سوريا من اجل تحقيق مكاسب في لبنان لن يجدي نفعاً ولن يقرّش تقويضاً لدور حزب الله كما تحلم المملكة؟ ومن يقنعها أن إعادة لملمة اوراقها المبعثرة في لبنان بسبب المصالح الضيقة لن يصنع "لوبي ضغط" لكون غالبيّة اقطابها يعتقدون أن زمن هذا الحلف انتهى؟ ومن يقنعها أن الدق على تكتل لبنان القوي لن يكون بطبيعة الحال قادراً على فك اللحام، بسبب انضواء اركانه تحت سقف مصالح مشتركة.
هكذا دائماً تكون المراهنات السعوديّة خاطئة وعبثاً تحاول أن تفك ارتباط أعضاء التكتل وفصل من يحسبون على الخط الرمادي أو بقايا الزمن السيادي عن المحسوبين على التّيار الوطني الحرّ، ثمّ توزيع الخارجين على تحالف هجين تسعى لتأليفه من زوّارها الحديثين ومن سيلتحقون بهم.
على هذا النحو تريد السعوديّة افتعال المشاكل في لبنان، واولها التضييق على رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري واجباره على عدم الأخذ بنتائج الانتخابات النيابيّة كمبدأ يجري على أساسه توزيع الحصص في الحكومة.
وينقل حاضرون دائمون في مجالس سياسيّة اشارات حول رفض سعودي لعكس توازنات المجلس على الحكومة بل يسعى لتفريغه من عناصر القوّة عبر الضغط على الحريري وإلزامه عدم تمرير "ترجمة الاحجام" ولو اقتضى ذلك تأخير تشكيل الحكومة، ما يعني أن السعوديّة تراهن على العرقلة.
ويبدو واضحاً أن الرئيس المكلّف مكبّل حيال ذلك، فهو لديه مصلحة بتسريع التأليف لكنه لا يستطيع رفض المطالب السعوديّة خشية غضبها عليه، ولا يستطيع تجاهلها وتمرير وجهة النظر الأخرى خوفاً من تكرار تجربة الاحتجاز في الرياض. واساساً هو غير مقتنع بمسألة إعادة تجميع الحلفاء القدامى نظراً لإيمانه بتغير الظروف وغياب أي نقطة مشتركة يمكن أن يتجمع الكل حولها بل يفضل انتاج تحالف ذات اُسُس جديدة ليس بالضرورة أن ترتبط أو تأتي من التحالفات السابقة.
ففي المعلومات، أن الرئيس الحريري الذي أعلن أنه قضى وقته في النوم خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية، سعى لتأمين لقاء مع ولي العهد محمد بن سلمان، لكن الطلب جوبه بالرفض بذريعة مكوث العائلة الحاكمة في جدة خلال شهر رمضان.
لكن مصادر وثيقة الاطلاع تكشف لـ"ليبانون ديبايت" عن أنه وبنتيجة مروحة الاتصالات التي قام بها الحريري هناك، نجح بتأمين لقاء مع وزير الداخليّة السعودي عبد العزيز بن سعود جهد لإبقائه بعيداً عن الاعلام، بحث آفاق المرحلة المقبلة، وسعى الحريري عبره لاكتشاف ما إذا كان الوزير يحمل رسالة من بن سلمان أم لا.
وتذكر المصادر أن الوزير السعودي ذكّر الحريري بـ"المبادئ العامة للسياسة السعوديّة في لبنان"، عارضاً أمامه الوضع الحكومي كمقدمة لإبلاغه بمطلب تريد السعوديّة تحقيقه قوامه تمثيل القوات بـ5 وزراء بينهم نائب رئيس مجلس الوزراء مكلّفاً اياه تولّي تطبيقه من غير تحديد مدّة للتطبيق، ما يعني أن السعوديّة أعطت الحريري وقتاً مفتوحاً لتحقيق المطلب ودونه لن تبصر الحكومة النور.
حمل الرئيس المكلّف أغراضه وعاد إلى بيروت، وفي مستهلّ عودته أبلغ الطلب إلى رئيس التيّار الوطني الحرّ الوزير جبران باسيل. ووفق المعلومات لم يرضَ الأخير إلّا بـ"3 وزراء للقوات". أمام هذا الواقع، لم يجد الحريري إلّا دق باب الرئيس ميشال عون مفاتحاً إياه بالطلب ليلتَمس منه برودة حياله.
لكن الامر في قصر بعبدا لم يمر خاصة مع استشراف الرئيس عون أن الحريري يخبئ في مضمون كلامه تشدّداً سعوديّاً واضحاً ولن تقبل المملكة بأقل مما تطلب لحليفها المدلّل الجديد، ما يعني إلزام الجميع بالوقوف عند تطبيق المشيئة السعوديّة، مسنوداً على اعتقاد راسخ أن المملكة لا تريد حكومة في لبنان ما دام أنها ستعكس التوازنات الجديدة في المجلس، ولا حكومة ما دام أن الساسة لن يأخذوا بمطالب حلفائها. وهو ما دفع الرئيس لإبلاغ دوائر قريبة منه أن "الخطوات السعوديّة موجهّة ضده شخصيّاً وضد عهده"، وفهم من كلامه أنها إشارة دفع صوب قلب الطاولة على خطوات المملكة.
التهيؤ للمرحلة المقبلة يبدو واضحاً من الحراك السياسي الذي نشط في اعقاب الرسائل السعوديّة، إذ يعمل على اقصى ما يمكن لتدوير الزوايا بغية الالتفاف على الافخاخ السعوديّة، وفي ذلك رهان على تقبّل الوقائع. لكن ثمة آخرون يراهنون على الوقت وتمديده وهو أكثر ما يثير غضب الرئيس عون الذي يستشرف وجود نيّة سعوديّة بعرقلة عهده بعدما جرّبته لعام ووجدت أن سياساتها لا يمكن أن تتطابق وسياساته.
في الاساس، وضع الرئيس عون نصب عينيه أن "يُقلّع" بعهده من فترة العام والنصف على اعتبار أن هذه الفترة ستذهب من رصيده لمصلحة اعداد قانون الانتخابات ثم اجرائها، وفي باله أن التقليعة ستكون بعد هذا التاريخ. وعليه يستشعر أن ثمّة رهان على الوقت، إذ للسعوديّة مصلحة في ادخاله بسيناريو تأليف طويل الأمد كبادرة ابتزاز لتحقيق المطالب، مع احتمال أن الانتظار قد يطول ويتجاوز الرقم القياسي الذي حققه رئيس الحكومة السابق تمام سلام، ما يعني بالإجمال أن الاعداد للعهد سينسحب إلى نصف مدّة الولاية. وهي فترة ستذهب من حصيلة ولن تكون كافية لتحقيق ما يصبو اليه، ما يعني حكماً اسقاط العهد في مهده، فما الحل؟
يعوّل الرئيس الحريري على وعد تلقاه من جدّة يقوم على احتمال عقد لقاء بينه وبين محمد بن سلمان ليس على هامش افتتاح المونديال الروسي والمباراة الاولى بين السعوديّة وروسيا حيث ستكون الانظار شاخصة إلى المستديرة الخضراء، بل في الطائرة التي ستقلّ بن سلمان في طريق العودة إلى الرياض عند حلول العيد والتي قد ينضم اليها الرئيس المكلّف متوجّهاً لقضاء العطلة مع عائلته.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا