Beirut
16°
|
Homepage
من وراء تخريجة "تهذيب" تصريحات سليماني؟
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 16 حزيران 2018 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

رزح لبنان الرسمي لساعات تحت وابل تصريحات قائد فيلق قدس الايراني الجنرال قاسم سليماني الذي أعلن أنه بات لحزب الله 74 نائباً من أصل 128 في البرلمان اللبناني.

وبصرف النظر عن التوصيف أو مدى دقته، يرى متابعون أن سليماني استقصد من حيث المبدأ ايصال فكرة عامة الى الاقليم بأن حزب الله قد انتصر في الانتخابات اللبنانية على الرغم من كل الحملات التي خيضت ضده ولم يكن كلامه مخصصاً للداخل اللبناني، لكنه وقع في شرور الارقام التي حسبها بالسياق العام لا الخاص، فحسب ان جانباً كبيراً من الكتل النيابية المحسوبة على حلفاء مفترضين لحزب الله قد فازت من ضمن هذا التحالف، لكن الحقيقة ان بعض التحالفات كانت هجينة ولم تندرج تحت خانة التحالف السياسي العريض الواضح بل المصلحي.


آخرون يعتقدون ان "نظرية سليماني" فيها شيء من الحقيقة، لكون النواب الـ74 الذين قصدهم، يصرفون في المكيال السياسي العام من حساب خط الحلف الذي على رأسه حزب الله، ويستند على الانضواء النواب المسيحيين على سبيل المثال تحت خانة فريق سياسي متحالف مع الحزب وله قدرة على صرف القوة بما يخدم تحالفاته.

ويبدو واضحاً ان التصريحات فاجأت حزب الله من حيث الوقت والمضمون وخلقت ارباكاً لديه عمل على احتوائه من خلال التواصل مع الايرانيين بغية فهم مقصد الكلام وعلى مستوى ثاني بعث برسائل توضيحية واجرى اتصالات على مستويات واسعة مع الحلفاء ورؤساء الكتل القريبة لتفسير موقفه.

بعيداً عن القراءات السياسية للمقصد من كلام سليماني، كان لوقع كلامه آثار سلبية على حلفاء حزب الله أنفسهم، كالتيار الوطني الحر الذي وجد نفسه محرجاً امام تفسير التصريحات وفق اهواء مطلقيها، كما وجد نفسه محرجاً على اعتبار ان مسؤولاً ايرانياً رفيعاً وسم العدد الاكبر من النواب تحت خانة الحلف الكامل دون الاخذ بعين الاعتبار ان عدد لا بأس به منهم، اتوا من مشارب سياسية اخرى ولا يجمعهم بالتيار الى الحلف ضمن تكتل لبنان القوي.

التيار الوطني الحر حاول الخروج من الحرج عبر سلسلة مواقف أتت على شكل تغريدات كتبها عدد من نوابه، لعل ابرزها كانت لأمين سر تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان فقال: "تعليقاً على الادعاءات الاخيرة والمهينة لكرامتنا الوطنية بتقاسم دولتنا وممثليها بين محور وآخر ودولة وآخري يحضرني شعار اخترته باللاتينية " Nulli Secundus" وترجمته عربياً: "لسنا ثانياً لأحد"، لكن الباكورة جاءت على لسان رئيس التكتل النائب جبران باسيل الذي ركن في رده على الرد الذي اعلنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، حين اعتبر ان "لا اكثرية ثابتة بل متحركة".

تقول معلومات لـ "ليبانون ديبايت" أن موقف رعد الذي وصف بأنه "تصويب لكلام سليماني" أتى بعد جولة اتصالات قامت بها مرجعيات عليا في حزب الله بغية تطويق ذيول اي تطور او رد فعل كلامي غير محسوب على موقف سليماني، ومن اجل امتصاص ردات الفعل التي قد تصدر عن الحلفاء".

يضاف الى ذلك ان حزب الله سعى الى تقديم صورة ان الكلام المنسوب لسليماني جاء خلال لقاء عام مع مواطنين عاديين وليس لقاءاً خاصاً مع اشخاص ذو خلفيات سياسية، ما يعني انه اجتهاد اتى من مقام الرد في السياق العام وليس مقصوداً منه التعميم على الداخل اللبناني او ارسال رسائل اليه.

وقد جرى التوافق خلال الاتصالات التي خيضت مع الخلفاء بخصة المسيحيين منهم والمحسوبين على التيار الوطني الحر بالذات، أن يجري ضبط اي مواقف مقابل تكليف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد اصدار موقف احتوائي على شكل تصويب لموقف سليماني، وقد عرض هذا الموقف على حلفاء الحزب في التيار ونال الرضا عنه.

اللافت أن القوات اللبنانية سارت من ضمن التفاهم المعقود بين حلفاء الحزب من خارج بحثه معهم، إذ بادرت الى التصريحات من خلال العطف على كلام النائب رعد واعتباره "أفضل رد ممكن"، ما يعني ان ذلك قد خدم وجهت النظر التي عمل حزب الله على تحقيقها.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 9 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
"الموس وصل عالرقبة"... على الحكومة التحرّك فورًا! 10 في جونية... سوريّون يسرقون مخزناً للبزورات! 6 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 2
بيان "هام" من الشؤون العقارية 11 "سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 7 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 3
لتخفيف استعمال الدفع النقدي... بيان من مصرف لبنان 12 نائب يتعرض لوعكة صحية! 8 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر