Beirut
16°
|
Homepage
انفجار حكومي مرتقب
فيفيان الخولي | المصدر: ليبانون ديبايت | الثلاثاء 26 حزيران 2018 - 0:01

"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي

حلُّ عقدة وتفكيك أخرى، يليها تشربُك ثالثة ورابعة في عملية تشكيل الحكومة جعل بعض المراقبين يسخر من الوضع القائم مطالبين باستشارة منجمّين. قال أحد العارفين بكواليس الطبخة رداً على ألّا حلّ في الأفق والأمور تتراجع بدل أن تخطو إلى الأمام، "هل تقدمت أساساً لتتراجع؟ لنقل تُراوح مكانها أفضل".

سحب ساسة لبنان، يوم الجمعة الماضي، ورقة "لوتو" واختاروا أياماً خاصة لإعلان النبأ، "إذا مش اليوم، الأحد ستتشكّل الحكومة"، لكن الحقيقة جاءت معاكسة وطال عمر التأليف. هو ضرب جنون إذا تشكّلت، وفقاً لأوساط سياسية، مستهزئة مما يحصل على الساحة. ولا ترى في كل التحركات المكوكيّة السابقة إلّا ضحكاً على الشعب الذي بات من واجبه اليوم التمعُّن بما ارتكب قلمه في 6 أيار الماضي.


مشهد مبك مضحك تلك الحروب المشتعلة بين الأفرقاء كافة بينما يُترك البلد لمصير مجهول على جميع الأصعدة، أبرزها الاقتصادي وحروب الجوار. وفي ظلّ تمسُّك حزب القوات اللبنانية بحقه في الحصول على حقائب تنصف انتصاره النيابي، وتعنُّت التيار الوطني الحرّ بحصته ورئيس الجمهورية، فضلاً عن تدخله في التركيبة ككل، رافضاً اعتبارات الكتل، وفارضاً شروطه، وإصرار الحزب التقدمي الاشتراكي على ثلاثيته الدرزية، وتوافق الثنائي الشيعي على ضرورة تمثيل سنة 8 آذار، ترجّح مصادر مواكبة للتشكيل "انفجاراً مقبلاً لا محالة".

أسوأ ما يعيشه اللبنانيون اليوم يكمن في محاولات تفاهم القوى من دون سقف سياسي، إذ يتوافقون على المحاصصة داخل الحكم، الأمر الذي يشكل طعناً كبيراً للمنطق الديمقراطي والقانون، وتحوُّل البلد إلى نظام شمولي، وفقاً لهذه المصادر.

المفروض اليوم الذهاب إلى تشكيل حكومة مقابل معارضة نيابية تقوم بدورها بشكل كامل على صعيد مجلس النواب. أما المحاولات والإصرار القائم من قبل الطاقم السياسي والقيادات السياسية على أن الجميع يجب أن يشارك في الحكم لا علاقة له بالديمقراطية.

ويقتضي المنطق أن تحكم الأكثرية (بمعزل عن هويتها) ببرنامج واحد واضح. وعلى سبيل المثال لا الحصر، يجب أن يجمع الممثلون في الحكومة على ملف معيّن مقابل معارضة برلمانية، لكن ما يحدث أمر غريب، إذ تتقاتل الحكومة في ما بينها على قضية، في الوقت الذي تقف المعارضة متفرّجة.

وتتوقف المصادر عند نقطة أساسية وهي الحديث عن حكومة وفاق وطني، أي الاجماع على عمل مجلس الوزراء الذي سيتمثّل في البيان الوزاري. لكن جميع الاتفاقات القائمة سواء منذ التسوية والعلاقة بين الوطني الحرّ والقوات، والأخير والمستقبل، والتيارين الأزرق والبرتقالي، وباقي الأفرقاء السياسيين، خالية من أي وفاق أساساً. وما يجمعهم هو تقاسم السلطة، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى انفجار مرتقب وقريباً، وبرزت تشققاته على طريق التشكيل بشكل وقح.

تحذيرات عدة أُطلقت قبل الدخول في هذه الزوبعة، بدأت مع التسوية التي جاءت بالعماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية وسعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، ومن ثم القانون الانتخابي والاستحقاق النيابي، بأنّ تبايُن وجهات نظر الحلفاء الجدد والاصطفافات المبنيّة على المصالح قد تمرّر انتخابات نيابية لا حكومة.

وفي ظل هذه العقبات التي يحاول بعض المراقبين التخفيف من وطأتها، باعتبار أن الحكومات المتعاقبة عاشت الأزمات ذاتها وإنْ بوجوه مختلفة وظروف مغايرة، تجزم هذه الأوساط أن ولادة الحكومة عسيرة، والمأزق مستمر، ولا حلّ إلا بالانفجار، إذ إنّ مسؤولي هذا البلد اعتادوا التكاتف بعد وقوع القتلى.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بيان "هام" من الشؤون العقارية 9 "سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
لتخفيف استعمال الدفع النقدي... بيان من مصرف لبنان 10 "عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 6 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 2
بالفيديو: لحظة فرار منفّذي جريمة العزونية! 11 "الموس وصل عالرقبة"... على الحكومة التحرّك فورًا! 7 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 3
بعد أسبوع... لماذا كشفت إسرائيل إصابة مواقع حساسة بالهجوم الإيراني؟ 12 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 8 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر