"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

سيطرت أجواء المونديال على اللبنانيين، ودخلت كل زاوية وبيت ومقهى حتى العالم الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. طغت حساسيات تشجيع الفرق المشاركة في مباريات كأس العالم لكرة القدم على التجاذبات السياسية على الرغم من الجو المحقون الذي يعيشه لبنان خلال مرحلة تشكيل الحكومة. لكن اللبناني في طبيعته يربط رأيه السياسي وتوجهاته حتى في عالم الرياضة. ووصل الأمر الى اتهام معلّق تلفزيون لبنان بالانحياز الى فريق من دون آخر فقط بسبب ارتباط احدى الفرق بالسياسة المحلية.

وما ان بدأ المونديال حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات وتعليقات وصور وعبارات للتشجيع تارة والتحليل طورا. أضف الى التهنأة والنكات و"التزريك" وإطلاق حملات وهاشتاغات تخص الحدث الذي يشهده العالم مرة كل 4 أعوام. بغض النظر عن الفرق العالمية التي يشجعها اللبناني الّا ان انقسام الرأي حول المنتخبين المشاركين السعودية وإيران لم يكن وفقا لقناعات تتعلّق بتشكيلة الفريق أو تقنية لعبه أو حتى مهاراته بل سياسية بحتة!

ناهيك عن الحملات التحريضية التي صدرت عن بعض الذين ارادوا اسقاط انجازات تلفزيون لبنان والقيمين على المحطة. وبعدما وعد وزير الاعلام ملحم الرياشي ووفى، متمكنا من نقل المونديال مجانا وإتاحة مشاهدته امام جميع المواطنين، حلّت المحطة بالمركز المفترض ان تبقى دائما فيه، متصدرة على زميلاتها المحلية بنسب المشاهدة خصوصا في أوقات عرض مباريات كأس العالم.

وبعد تنبيه الرياشي لأحد المعلّقين على القناة بسبب انحيازه لفريق من دون الآخر أثناء التعليق على احدى المباريات، وما أثاره ذلك من امتعاض عبر مواقع التواصل، أكد مصدر من تلفزيون لبنان في حديث لـ"ليبانون ديبايت" ان الأمر أخذ أكبر من حجمه على مستوى الاعلام والرأي العام. ولفت الى أن "المحطة لجميع اللبنانيين لطالما كانت وستبقى كذلك. والمعلقون جميعهم مهنيون وغير منحازين. والضجة التي أعقبت المباراة هي بسبب ميول البعض السياسية واقتصرت الاعتراضات على هذا المنحى".

في سابقة هي الاولى من نوعها لهذه المحطة، عادت الحياة اليها بعد سنوات من التهميش وتصدرت الاحصاءات. من هنا، أمل القيمون عليها ان تحافظ على هذا المستوى بعد انتهاء المونديال. وأكدوا ان الادارة تسعى جاهدة الى تحقيق ذلك، وان كان على المدى البعيد بسبب تعذّر قلب الموازين بين ليلة وضحاها. وهي بصدد التحضير لشبكة برامج متنوعة تتناسب مع ما يطلبه المشاهد اللبناني.

ودعا أحد القيمين جميع اللبنانيين "لعدم اتخاذ حيّز سياسي في رياضة عالمية تجمع حولها الملايين. والتمتع بروح رياضية والاستمتاع بالمباريات كمادة للترفيه لا للتجاذبات والنعرات في ما بينهم. والتخفيف من حدة الردود عبر مواقع التواصل باعتبار أن الحدث للترفيه لا أكثر".

وفي ما يخصّ تصدّر المحطة في هذه الفترة، أكد مدير الإرسال في التلفزيون سعيد بو ضاهر لـ"ليبانون ديبايت" أن "المونديال اليوم هو الحافز الأبرز لإعادة تلفزيون لبنان الى أمجاده، والحركة في المحطة لم يشهد لها مثيل في السابق. والاتصالات تردنا من كل المناطق اللبنانية التي تعاني من مشاكل في ارسال المحطة او في البث، بسبب أعطال أو غياب المحطات أو الاتصال، اذ يملك التلفزيون 16 محطة موزعة في الأراضي اللبنانية".

ونتيجة فصل الارسال الأرضي عن الفضائي ظهرت أهمية المحطات الأرضية، وعمل فريق العمل التقني لتأمين بث المحطة حتى في المناطق التي لا تشمل التغطية الأرضية ولا تغطية شركات الكابل اللاسلكي أو السلكي. وبإيعاز من الرياشي تم ايصال بث المحطة في مناطق بشري مثل حدشيت وفي مناطق جرود جبيل مثل قرطبا والعاقورة واهمج، كما في مناطق الجنوب مثل بنت جبيل ومارون الراس.

ورأى بو ضاهر ان الاتصالات التي ترد من كل حدب وصوب الى المحطة كافية لإثبات ارتفاع عدد المشاهدين في هذه الفترة، آملا ان تبقى هذه المحطة على هذا المستوى، وترعى الاهتمام من قبل المواطن والمشاهد والمعنيين.