"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

مرّة جديدة تعود الخلافات في البيت المسيحي إلى الواجهة، وإنما بوتيرة مختلفة عن المحطات السابقة، إذ تنذر بتصعيد غير مسبوق نتيجة انهيار "تفاهم معراب"، وذلك على الرغم من مبادرة "القوات اللبنانية" إلى وقف الردود على كل ما يصدرعن "التيار الوطني الحر". وبرأي مصادر سياسية مسيحية، فإن السلبية باتت تتحكّم بالمشهد الحكومي العام وتحيط بعملية التأليف، في الوقت الذي ارتسمت فيه معادلة سياسية جديدة على قاعدة التقسيمات الوزارية المعلّقة "مسيحياً" حتى إشعار آخر.

وإذا كان الجانب السياسي من الإتفاق قد وصل إلى حائط مسدود، كما تقول المصادر، فإن هذا الواقع ينسحب فقط على القيادات والمسؤولين في التيارين، لأن الشارع قد برهن عن وعي متقدّم لخطورة أي انقسام داخلي، ولم يعد يلتقي بسهولة مع أي استفزاز أو تصعيد، خاصة وأن الأهداف باتت واضحة، وهي آنية، وبالتالي، قد تعود الأمور إلى نصابها مع زوال الظروف التي دفعت إليها.

وفي هذا المجال، تؤكد المصادر المسيحية نفسها، أن المصالحة الحقيقية تحقّقت بين المسيحيين في الشارع، ومن الصعب العودة عنها إلى الوراء، ولكنها لم تخفِ قلقها من أن يؤدي استخدام سلاح الشارع من حيث الإستفزاز والإحتقان إلى تحقيق "إصابات" خارج هذا الشارع قد تطال حلفاء وخصوم، وتنعكس المزيد من التعقيدات في عملية تأليف الحكومة التي دخلت في "ثلّاجة الإنتظار" بانتظار التهدئة على كل المحاور، والتي لن تتأخّر، كما تضيف المصادر المسيحية، ذلك أن أي تدهور في أي شارع سيرتدّ على المشهد العام، ويعيد الوضع الداخلي إلى مرحلة اللاإستقرار والأزمات السياسية في لحظة مالية واقتصادية دقيقة.

يبقى أنه وحتى بلورة نتائج اللقاءات المرتقبة بين أكثر من مرجعية مسيحية في الساعات المقبلة، تعيش الساحة المسيحية حالة "حبس أنفاس" بانتظار صعود الدخان الأبيض من أي جهة كانت من أجل وقف التدهور الحاصل في لحظة داخلية وإقليمية بالغة التعقيد مسيحياً.