Beirut
16°
|
Homepage
حزب الله والنازحون: كي لا يتكرّر 1975
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 06 تموز 2018 - 0:30

سهام المعارضة لم تطاول "آلية عمل" حزب الله لإعادة النازحين السوريين

توافُر معلومات للحزب حول "استثمار مؤذٍ" لإحداث تغيير بنيوي داخلي

التحرك جاء بعد التماس رفض لبناني للتنسيق مع سوريا ورفض دمشق التعامل خارج الأطر الرسمية

الخطة تشمل تفويض لجان تحصي أعداد الراغبين بالعودة والالتقاء بهم

المبادرة استدعت تحركاً دبلوماسياً في بيروت لمعرفة أهداف الحزب


"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

كان متوقّعاً أن تُرمى "آلية العمل" التي طرحها حزب الله لإعادة النازحين السوريين، بالحجارة، كما درجت العادة، لكن الإعلان مرّ من دون أي تعليق، ما دفعَ متابعين للبحث عن الأسباب، لا سيما وأن خصوم الحزب لا يتركون فرصة إلا ويستغلوها من أجل الحرتقة عليه أو تبخيس خطواته عبر ربطها بأمور ذات أبعاد استراتيجيّة تصب لصالحه، أو الايحاء بأنها تخدمه لا تخدم الدولة.

لكن الهدوء قد لا يندرج تحت خانة القبول بما يُطرح، ويمكن لهذا الصمت أن يفسر بهدوء ما قبل عاصفة، بمعنى أن الخصوم يدرسون خطواتهم تجاه الحزب والتي يجب أن تكون منسّقة، لا سيما أن الضاحية طرحت موضوعاً للحل هو محل اجماع لدى كل اللبنانيين. لذا دخول أي طرف على خط قنصه قد يعرّض هذا الطرف للانكشاف والضم إلى خانة اتهام جاهز بأنه يُسهم في ابقاء النازحين عبر الوقوف بوجه خطط اعادتهم. بالتالي، ربط ذلك بمسألة وجود جهات محليّة تدعم فكرة التوطين المدفوعة دوليّاً من بوابة المؤسّسات.


بالنسبة لحزب الله، مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم أساسيّة وغير قابلة للنقاش. ففي عقله إدراك واضح لا يحتمل التأويل من أن الدفع الدولي صوب توفير ظروف بقائهم إنما يحمل في طياته اموراً تستهدف الحزب وبيئته وترتبط به أوّلاً، وتحضّر للعمل لإحداث تغيير بنيوي على الصعيد المحلي ضمن شقّين ديمغرافي وجيوــ سياسي ثانياً، وهي أمور لا يمكن أن يتحمّلها لبنان.

فضلاً عن ذلك، لدى حزب الله إشارات واضحة مصدرها جهات ذات اطلاع وعلم، تبعث بتوفر نوايا لـ"استثمار مؤذٍ" يراهن عليه أكثر من طرف دولي. وثمّة خطط جاهزة ترتبط مباشرةً بالبيئة الشيعيّة، لذا لا يمكن المجازفة بإبقاء الملف مفتوحاً وعرضة لاستثمار في سيناريو يشبه الذي استُثمِرَ به الفلسطينيون وتسبّب بحرب أهليّة في العام 1975.

من هنا، بدأت تفهم الاجراءات التي تتخذ على الحدود اللبنانيّة ــ السوريّة. فهي أكبر من انتشار عسكري روسي يهدف لتقليص دور ونفوذ حزب الله ــ كما روّج، وأصغر من ضبط حركة التنقل غير الشرعيّة بعد اغلاق معابر ترابيّة. ورفع الاسلاك الشائكة لا يستهدف الحد من نشاط المهرّبين اللبنانيين والسوريين بقدر ما يرتبط بتوفير الاسباب اللوجستيّة للشروع بملف الاعادة، التي لم يعد يُخفى أنها منسّقة مع روسيا المنشغلة بالتحضير لإنشاء مركز مشابه لحميميم على الحدود، كان "ليبانون ديبايت" أوّل من تحدث عنه.

لم يقع اختيار حزب الله لدخول ملف النازحين إلّا بعد ملاحظته طريقة التعامل الرسمي اللبناني معه. فالحكومة السابقة أمعنت برفض فتح أبواب التواصل الرسمي مع دمشق لأمور تتصل بالنظرة السياسيّة لدى فريق مُعيّن لنظام الحكم القائم هناك، وهو ما قوبل بتشدّد رسمي سوري حيال التعاطي مع ملف النازحين، كان قابل للتليين فقط ضمن قناة واحدة هي المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.

وقد ساد في عقل دمشق أن رفض لبنان التعاطي الرسمي معها لا يُلزم الحكومة السوريّة بأي تعاطٍ يتصّل بهذا الملف، ويحرّرها من أية التزامات تجاه لبنان إلّا تلك المرتبطة بمواطنيها، ما معناه ترك الأمور على حالها.

قياساً على ذلك قرّر حزب الله تولّي المهام حتى لا يتحوّل ملف النازحين السوريين إلى "أمر واقع"، لكنّه أحاطَ خطواته بشيء من الخصوصيّة. فقد اختار التزام الملف من دون المرور ببحثه مع افرقاء داخلين لكونه يُدرك تماماً أن أمراً من هذا القبيل قد يجعل من الملف ساقطاً نتيجة عدم تأمين التوافق حوله شأن كل ملف يطرح في لبنان، فحصر التنسيق برأس هرم الدولة.

وفي معلومات "ليبانون ديبايت" أن الحزب التزم الملف منذ مُدّة، وقد أودع خطواته التمهيديّة لدى جهات رسميّة رفيعة المستوى قابلته بدفع وتشجيع.

وتفيد مصادر معنية أن حزب الله سمع شكاوى من جهات رسميّة سوريّة ازاء التعامل الرسمي اللبناني مع الملف، واستشعارها أن البعض يحاول ممارسة ابتزاز سياسي لدمشق عبر الفرض عليها حلاً واحداً هو قبول انتداب دولي، وهو محل رفض، فنقل الحزب هذه الرسائل إلى من يعنيهم الأمر.

وتشير المعلومات أن دمشق صارحت سابقاً مسؤولين لبنانيين حول آلية يجب أن تكون معتمدة، فوعد هؤلاء بتوفيرها. ووفق المعلومات ذاتها، كانت الالية عبارة عن انشاء وزارة استثنائيّة تخص النازحين تكون بعهدة جهة جادة في موضوع العودة. لكن التوازنات المحليّة وضعت الوزارة بيد جهة ترفض التنسيق المباشر مع دمشق، ما حوّلها إلى أداة ابتزاز كانت سوريا ترد عليها بالتلكؤ في اعادة نازحين أو إحاطة الخطوات ببطء واضح.

ويكمن الاستدلال على أحد انماط البطء في البيانات الاسميّة للنازحين السوريين التي ترفع عبر الأمن العام اللبناني، فتبادر الاجهزة الامنيّة السوريّة بانتقاء عدد محدّد منهم لتقوم بتسوية أمرهم. وكانت تتحجج في البطء لأسباب تقنيّة كعدم القدرة على درس ملفّات تعود لآلاف الأشخاص في وقت قصير.

ومع دخول حزب الله الشق التقني، يصبح لزاماً على الاجهزة الامنيّة السوريّة التعاطي بسرعة أكبر. وفي المعلومات، أن آليّة عمل "لجنة العودة" ستشمل فضلاً عمّا أعلن عنه في بيان حزب الله أمس الأوّل الذي حدّد مراكز التواصل، تحديد خريطة تضم مخيّمات نزوح يجري توكيل امورها إلى لجان متفرّعة عن اللجنة الام مكلّفة زيارتها وتوجيه اسئلة للنازحين حول الرغبة في العودة وتشجيعهم عليها، ثم ملء "استمارات" تمهيداً لإرسالها للجهات السوريّة المختصّة.

حراك حزب الله لم يكن بعيداً عن اهتمام دبلوماسي غربي وعربي في بيروت فضلاً عن جمعيّات دوليّة، حرّكت اتصالاتها للاستفسار وفهم ما يصبو اليه حزب الله من وراء مبادرته، كما محاولة الاطلاع على بنود خطّته، وقد أطلقت عمليّة رصد وتتبّع لهذا الغرض.

مراقبون فسّروا الاهتمام الدولي وعمليات الرصد الدبلوماسي انها تندرج تحت خانة "توفير الذرائع للكباش المقبل بين الحزب وهذه الجهات"، إذ لن يكون هؤلاء متساهلين امام منح الحزب ورقة يستطيع أن يعزّز اوراقه الداخليّة من خلالها.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر