هل يرتدي الرئيس بزّة الجنرال؟

Beirut

16°

Coming
Soon

فيفيان الخولي

المصدر: ليبانون ديبايت

الاربعاء 11 تموز 2018 - 0:01

لا حلّ في تسريع تشكيل الحكومة إلّا بالعودة إلى الدستور

التأليف قد يأخذ وقتاً طويلاً والتمني عدم تكرار توقيت حكومة سلام

تشبُّث جميع الطوائف ينتهي عند حلحلة العقدة المسيحية

لا يمكن للرئيس التدخل مسيحياً وحكومياً وفقاً للدستور والعهد

رجل واحد ينقذ نفسه ولبنان اسمه سعد الحريري

"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي

يسارع رجل عتيق سياسياً إلى القول إن لا حلّ في تسريع تشكيل الحكومة إلّا بالعودة إلى تطبيق القواعد الدستورية، رافضاً عمليات التهديد والابتزاز التي يتعرّض لها رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري من قبل بعض القوى السياسية لتسريع التأليف، إنْ من خلال التلويح بعقد جلسات نيابية استثنائية، أو عبر سحب الثقة منه.

التشكيل قد يأخذ وقتاً طويلاً، تخرج العبارة من فم الرجل الذي خاض غمار الحياة السياسية لأكثر من 20 عاماً، بهدوء وسلاسة، وكأن الأمر طبيعي جداً، لكنه يتمنّى ألا تتشابه مع حكومة رئيس الوزراء السابق تمام سلام، التي ولدت بعد حوالي 11 شهراً.

يستند في حديثه إلى العقد من جميع الأطراف، مشيراً إلى أن صمت بعض الأصدقاء لا يعني رضاهم عن العزل، إذ ما إنْ تُحلّ عقدة حتى تباغت الحريري عقدة أخرى. "من قال إن الأخير ليس إحدى العقد أساساً!". لكن الرجل لا ينكر أنّ فكفكة العقدة السنيّة محتملة في حال تمّ كسر تلك المسيحية وإعادة تلحميها بطريقة أفضل، ما يجعل بقية الحصص الدرزية والسنيّة وغيرها تلين تلقائياً.

ويرى أنّ خلاف الطرفَين المسيحيين يكمن في وجهات النظر المتباينة، إذ لكل منهما قراءته الخاصة حتى في ما يخصّ تفاهم معراب، مستغرباً توقيع ورقة بهذا الثقل السياسي من دون رؤية موحّدة، معتبراً أنه حتى لو تمسّك الطرفان بخيوط المصالحة، والتي بدت ملامحه، أمس، عبر تهدئة الجبهات، لكن لا توافق يجمعهما مستقبلاً.

صلاحيات رئيس الحكومة المكلّف في ما يخصّ الطائفة السنيّة والحقوق الدرزية يلخصّها السياسي، "بتنحلّ لمّا بيخلص المشكل المسيحي". إذاً، لماذا لا يتدخّل رئيس الجمهورية في هذه الحالة؟ يجيب الرجل ذاته، لا يحق له الغوص في تشكيل الحكومة، الدستور يضع كامل المسؤولية على رئيس الحكومة المكلّف. وحين تدق ساعة الاستشارة، يقدم له الحريري صيغته، وعلى الرئيس أن يقوم بدور دبلوماسي في المناقشة لا أكثر ولا أقل.

وفقاً للأجواء المسربة من قصر بعبدا، لا شيء يشي بأن الأمور تجري على هذا الشكل، وبات لدى الجميع رؤية واضحة حول تسليم ملف التأليف إلى رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، الذي أثار غضب معظم الأطراف، يتقدمها الحريري. لماذا لا يتدخل الرئيس لحلّ العقدة المسيحية طالما أن حزب القوات اللبنانية ناشده، وعلى هذا الأساس تتوالى فكفكة البقية لإنقاذ عهده؟

يهزّ الرجل رأسه، راسماً ابتسامة، المطلوب أن يخلع رئيس الجمهورية ميشال عون ربطة العنق ويرتدي الجنرال بزته العسكرية ليرضي الجميع! القائد في تلك الحقبة موجود لكن لم يعد باستطاعته القيام بتلك المغامرات، كما أنه بجزء كبير منه لا يريد فعل ذلك، الظروف اختلفت والأسباب كثُرت وتغيّرت.

الرئيس راضٍ عمّا يقوم به باسيل بمنع القوات من الحصول على حصته، وبكل التحركات الداخلية والخارجية. وحزب الله راضٍ عن تصرفات الاثنين، على الرغم من عدم تدخله بشكل مباشر في التفاصيل. عون يمون على رئيس حزب القوات سمير جعجع لكن لا يمكنه فرض شروطه عليه بقوة العسكري. رجل معراب لم يكن يوماً ذلك الخاضع ولن يفعلها اليوم، وإنْ بالمونة، ما يعني أنّ ذلك العهد ولّى، وعهد اليوم يتأرجح، ورجل واحد ينقذه وينقذ نفسه، اسمه سعد الحريري. هو الرجل الذي سيغامر في حال عدم رضى الأطراف، بضرب اليد، وتقديم أفضل ما يمكن من تشكيل حكومي، وعليه، يسير الجميع.

تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا