Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
أسرار من معارك الجرود تكشف للمرة الاولى
المحرر الأمني
|
الثلاثاء
21
آب
2018
-
1:00
"ليبانون ديبايت" - المحرر الأمني
عامٌ كامل مضى على خوض الجيش اللبناني لعملية فجر الجرود، وآخر مثله مضى على خوض حزب الله لجانب في جرود القلمون الغربي السورية وعرسال اللبنانية تحت اسم "وإن عدتم عدنا". وإذا ما سلمنا ان العمليتان جرتا بشكل منفصل من حيث الفعل الميداني لكنهما اشتركتا بقائمة الاهداف من وراء قرار الخروج الى الحرب، وبالتالي يكون الاشتراك قد تعدى المشاركة وصولاً الى زرع بذور الانتصار.
لا يخفي أحد المراقبين عن كثب لمجريات المعركة بشقيها، أنها تضمنت نماذج كثيرة تصلح للتدريس في الاكاديميات القتالية الحديثة، نسبة لأنها مزجت بين العمل العسكري - الحربي الكلاسيكي وبين اساليب وفنون حرب الجيل الثالث الذكية التي اتخذت أكثر من ميدان وضمن أكثر من شكل.
انطلاقاً من هنا دأبت بعض الدول الغربية على ارسال وفود عسكرية عبارة عن ضباط للاستفادة من خبرات نظرائهم في الجيش من المعركة. وعلم "ليبانون ديبايت" ان اليرزة تجري منذ انتهاء معركة فجر الجرود دورات ومحاضرات عسكرية لضباط غربيين مكلفين من قبل بلدانهم مهمة الاطلاع على النماذج القتالية التي استخدمت، ما رفع الجيش اللبناني، وفق المراقبين، من شريك في الحرب على الارهاب الى عقل مدبر لها.
ولا يقتصر اهتمام هؤلاء على دراسة الاساليب العملانية التي خيضت في الميدان بل ينتقل اهتمامهم الى الاساليب الامنية - المخابراتية التي ساهمت في معالجة تهديدات وتفكيك عدد لا يستهان به من الشبكات وتوقيف افرادها او قياداتهم، وذلك باستخدام الرصد الافتراضي من خلال مواقع التواصل او عبر اعتماد نماذج الملاحقة الميدانية، ما حولهم من مشاريع اهداف متنقلة الى كنوز معلومات جنت عبرهم مديرية الاستخبارات خبرات وتراكمات معرفية عززت من مهارات عناصرها.
خلال فترة خوض المعارك، كان المواطنون يشاهدون عمليات قصف أو تقدم عسكري أو التحام مباشر من مسافات تتراوح بين 0 أو أكثر، لكنهم لم يكونوا يشاهدوا عمليات الحرب الذكية التي مورست قبل وخلال المعركة من وراء الكواليس، والتي يقول المراقب انها مثلت تقريباً نحو 50% من الفعل المؤثر في المعركة واسهمت في اماكن عديدة بإسقاط مواقع.
أحد النماذج مثلاً هو ذلك الذي استخدمه الاعلام الحربي في حزب الله للإيقاع بين قيادات المسلحين الذين يأمرون كتائب بعضهم بعضاً. تكشف الاوراق ان الاعلام الحربي عمل على مستويين:
- مستوى أول عبر تأمين حصول عملية اختراق لحسابات تعود لميدانيين جرى استخدامها في عامل الحرب النفسية قبل وخلال المعركة.
- مستوى ثاني ارتبط بإطلاق حسابات مارست فعل هجومي الكتروني ادى لذرع بذور فتنة بين المسلحين.
وقد أسهمت هذه النماذج في مرات لا تحصى لحصول اقتتال داخلي على شاكلة الذي حصل مثلاً بين تنظيمي داعش والنصرة في جرود عرسال قبل المعركة.
نموذج آخر مارسه الجيش اللبناني بعيداً عن مسرح الحسابات الالكترونية، كان عبارة عن تجنيد قادة. فمثلاً، تذكر مصادر كيف ان استخبارات الجيش نجحت بتأمين "باب تعاون" مع أحد القياديين البارزين في "سرايا أهل الشام" المعروف بلقب "العمدا" ومعاونه "ابو طه العسّالي" من خلال وسطاء، مما أفاد في حصول تبدل تكتيكي بقواعد اشتباك الجماعة، أي عبر انتقالها من التحالف مع التكفيريين –سيما داعش- الى مواجهتهم.
وكانت هذه الجماعة تصنف على انها "كتيبة عسكرية توالي الجيش الحر تنشط ضمن مخيمات النازحين المتواجدين في جرود عرسال".
وقد استفادة استخبارات الجيش من خلف عملية التجنيد باتباع طرق "استخباراتية واستعلامية دقيقة لتأمين المعلومات عن التنظيمات الإرهابية"، منها تشغيل مصادر ميدانية كلفت مهمة رصد تحركات مسلحي داعش واعداد تقارير حول قدراتهم وذلك بالاستفادة من نزول العناصر من الجرد الى المخيمات لشراء لوازم لوجستية، ما كان يفسح في المجال امام مصادر الاستخبارات لاستطلاع اوضاع "من هم فوق".
وقد افادته هذه العناصر بعملية الدرس الميداني قبل العملية، وايضاً تمكن عبرهم من وضع حاجز فصل بين المناطق التي يسيطر عليها التكفيرين والمناطق التي تخضع لسيطرة "سرايا اهل الشام" واهمها مخيمات النزوح، مما أسهم في الحد من انتشار داعش. أضف الى ذلك ان عملية التتبع هذه وفرت الافادة من ناحية تحديد ساعة صفر العملية التي جرى ضبط ساعتها بعد توفر معلومات عن حصول "إنهاك لوجستي" لدى مسلحين داعش.
وقد ادى ذلك، وفق أكثر من مراقب، الى حصول عجز تنظيمي - عسكري مع ضعف ووهن واضحين أديا خلال معركة رأس بعلبك لحصول انهيارات سريعة افادت في توفير الظروف لعملية التسليم عبر مفاوضات الانتقال الى داخل سوريا.
وشكل هؤلاء خلال مراحل سابقة حالة هجوم ضد داعش وجبهة النصرة في اكثر من مكان، وشكلوا خط دفاع اول عن مخيمات النازحين بعدما سعى داعش للتوغل فيها خلال المعركة من اجل ممارسة ضغط على الجيش يحول دون استئنافه عمله، وهو ما فقد خلال فترة سريان العملية إذ أخذت "سرايا أهل الشام" على نفسها موقعاً محايداً.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا