Beirut
16°
|
Homepage
الأميركيون يبحثون عن حزب الله
عبدالله قمح | الجمعة 24 آب 2018 - 1:00

يبدي الاميركيون اهتماماً بشكل تمثيل حزب الله داخل الحكومة

ينقل عن السفيرة في بيروت تحذيرها المعنيين بتاليف الحكومة من ارتكاب دعسة ناقصة

يتقاطع هذا التحضير ومعلومات عن رفع مستوى الضغوطات

يتزامن ذلك واهتمام اميركي بشكل وجود حزب الله في سوريا

يسأل الاميركيون زوارهم دوماً حول امتلاك اية معلومات تتعلق بموعد خروج الحزب من سوريا


"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

تواترت في الأسابيع الأخيرة الرسائل الأميركية إلى لبنان التي تنوعت بين ما هو علني من خلال الحث على الاسراع في تشكيل الحكومة والتشديد على استقرار لبنان وسلامة الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية فيه. تزامناً مع ما يجري النطق به في العلن، ثمة رسائل تطلق عادةً في السر درجت العادة ان توزعها السفيرة الاميركية إليزابيت ريتشارد.

ينقل عن مجالس في بيروت ان الكلام الاميركي "كلاسيكي" بحيث ان واشنطن دأبت على إطلاق اشارات ايجابية، لكن لا يمكن الاعتماد على تلك المواقف في قراءة بيت القصيد الاميركي، والافضل في هذه الحالة استطلاع المواقف السرية التي توزع على "الاصدقاء" حتى يتسنى فهم الموقف الاميركي الحقيقي.


وفي خلاصة هذه المجالس ان الاميركيون يبدون اهتماماً خاصاً بلبنان في هذه المرحلة بالذات، لكون الاجواء الدولية تتبلور باتجاهين، حلول سياسية لازمات، واستعصاء وتشدد حيال ازمات اخرى، لذا على واشنطن ان تحرص على ابقاء عيناً في لبنان.

أمر آخر تظهر نواياه ويريده الاميركيون في بيروت، يتلخص باستكمال ملاحقة إيران التي فرضت عليها رزمة عقوبات خلال الشهر الجاري ومتوقع ان تعزز برزمة اضافية تستهدف مجال الطاقة في تشرين الأول المقبل. وهنا يبرر الاميركيون ارسال وفد رسمي الى بيروت يضم مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي روبيرت كاريم ومديرة مكتب لبنان في الوزارة آن بيرازن وعدد من مساعديهما ويضعونه في إطار "متابعة الالتزام بتطبيق العقوبات".

يقول عارفون ان الاميركيين وبناءً على التجربة، دائماً ما تتجاوز وفودهم برنامج العمل المحدد، فيخلعون الكلاسيكيات ويضعون الرتابة جانباً ثم يبدؤون الغوص في التفاصيل المملة بالسياسة.

من وجهة النظر الاميركية، ان طهران قد تنفر الى دول اخرى من اجل فك طوق العقوبات عنها وذلك من خلال استدراج عروض تفيد اقتصادها قد تغري دولاً ما، وهنا يقوم الاستدلال الاميركي على آخر زيارة اجراها مساعد وزير الخارجية الايرانية حسين جابري انصاري الى بيروت قبل وقت قصير والتي سرب انه بحث خلالها اموراً تتجاوز المهمة الرسمية المكلف بها، اي ايصال رسالة من الرئيس الايراني حسين روحاني الى نظيره اللبناني ميشال عون.

ويفهم بالتأسيس على هذه الاجواء، ان الاميركيين يسعون لإدراج عملية احاطة في لبنان تعرقل على طهران افكارها.. وإذا صح الكلام، ماذا عن حزب الله؟

وفق التسريبات، فإن زيارة الوفد الاميركي الذي حددت مهامه بـ "التثبت من تنفيذ العقوبات المتدرجة المفروضة على إيران ومدى التزام الدول التي طلبت اليها الولايات المتحدة التعاون"، سترتبط بشكل او بآخر بمعرفة الآليات التي يستخدمها لبنان ليس فقط في مجال الالتزام بالعقوبات على إيران، بل المستخدمة في تطبيق العقوبات على حزب الله ايضاً.

وعلى هذا الاساس تعتقد اوساط سياسية أن واشنطن ستتخطى الرتابة المعروفة باتباعها في مقاربة الملف السياسي اللبناني لصالح الانتقال الى مستوى آخر يقوم على ممارسة ضغوط ظاهرها تطبيق المطلوب وباطنها استخدام تشدّد في ضوء التبدلات السياسية الطارئة.

يتقاطع هذا الكلام وتحذيرات دبلوماسية كان قد تلقاها عدد من المسؤولين والاقطاب عند دخول الملف الحكومي معترك التشكيل، تقوم على احتمال عودة الضغوطات الاميركية على ‏لبنان في ضوء النتائج التي ترتبت عن الانتخابات، على ان تعزز هذه الضغوط كلما سعي الى تقريش الارقام في السياسة. الجديد الذي ورد على بعض المجالس لا يختلف كثيراً عن القديم، لا بل ينذر ايضاً باتباع واشنطن لسياسة "الشحنات الزائدة" من الضغوط في الايام والاسابيع المقبلة.

يأتي هذا الحديث مقروناً بتحذير آخر جرى تناقله في عدة مجالس عن لسان السفيرة الاميركية وجه إلى المعنيين بعملية تأليف الحكومة من مغبة القيام باي دعسة سياسية ناقصة يتم عبرها القبول بشروط حزب الله الحكومية.

اللافت ان التحذير ربط بين اجواء الداخل واجواء الإقليم. وفي ظل عدم ظهور ملامح مؤكدة بعد، طلب من المعنيين " الانتظار وعدم الاستعجال في التشكيل"، مع شيء من التحذير المبطن أن "لا تهاون اطلاقاً في حال جرى التنازل وأصبح قرر الحكومة في يد حزب الله".

يجر هذا الكلام كلامٌ آخر ورد عن لسان ريتشارد نفسها ومرّره أحد السياسيين من سامعيه الى اصدقائه ومن هناك سرب الى مختلف المجالس، من ان "واشنطن لا تقبل بحكومة يتحكم بقرارها حزب الله باختلاف حلفائه الذين يمثلوه، وواشنطن لا تقبل ان يمسك حزب الله بوزارات اساسية تفتح له ابواب عقد اتفاقات، وفي حال سمح وجرى تجاوز هذا الامر فسيكون هناك حديث آخر.

لكنها وفي نفس الوقت قدمت تطمينات أن واشنطن لا تزال تحفظ الاستقرار في لبنان وتمنع البعث به الى حد اعتبار الامن اللبناني من الامن القومي لواشنطن في المنطقة.

أمر آخر، ان الاميركيون يبدون وعلى نحوٍ غير مسبوق اهتماماً بالحصول على اجوبة على سؤال محدد يتعمدون طرحه في كل مرة يلتقون بمسؤولين لبنانيين او تلتقي سفيرتهم بمسؤولين مفاده: "هل يعود حزب الله من سوريا، كيف ومتى؟".

وفي مرة، ينقل عن سياسي استهجانه من اطلاع الدبلوماسية الاميركية في بيروت بتفاصيل عسكرية تخص حزب الله بسوريا. فيقول انه وفي احدى المرات، طرح امامه ان الحزب لديه بالإضافة الى قواته الميدانية مستشارون عسكريون يرافقون القوات السورية بشكل منتظم، وهؤلاء مهامهم غير محصورة بالأعداد والاشراف على الاعمال العسكرية بل أكثر.

وقد قوطع هذا الكلام مع الحديث الاسرائيلي الدائم حول وجود "مستشارين لحزب الله" يعملون على تنظيم خلايا عسكرية تتبع له تنظيمياً وهي مشابهة من حيث الطريقة التي اعتمدت في العمل العسكري خلال مرحلة احتلال جنوب لبنان، ليستنتج وكأن الاميركيون مهتمين بعودة هؤلاء المستشارين أكثر من عودة القوات العسكرية الاساسية!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
هذا ما يحصل متنياً 9 سقطة غير مبرّرة لنائب التغيير... من أنتَ؟ 5 الضاحية الجنوبية تغلي عسكريًا: تفاصيل ليلة سقوط "السفّاح"! 1
تعميم أوصاف جثّة رجل مجهول الهوية... هل من يَعرف عنه شيئًا؟ 10 لاعادة النازحين وكشف خبايا جريمة سليمان... تعاون بين الدولة اللبنانية والسورية! 6 الأب إيلي خنيصر يُحذّر من الشهر "المزاجي"... أسبوعان مجنونان بانتظاركم! 2
الشامي يكشف عن موعد حصول لبنان على دعم مالي! 11 مذكرةٌ من ميقاتي بشأن عطل رسمية... اليكم التفاصيل 7 بالتفاصيل… شعبة المعلومات تفك لغر فرار داني الرشيد 3
الحلبي يعلن أيام العطلة في عيدي العمل والفصح الأرثوذكسي 12 بعد إصابته بجروح خطرة جراء طلق ناري... نقل كينجي جيراك إلى المستشفى! 8 "الحالة كانت خطيرة جداً"... الحريري يتعافى 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر