"هوا عكار"... هل يهدد بيئة وصحة أهالي شدرا؟

Beirut

16°

Coming
Soon

نهلا ناصر الدين

السبت 01 أيلول 2018 - 0:00

جعلوك: موقع المشروع هو ثاني أكبر وأهم ممر للطيور المهاجرة في لبنان والشرق الاوسط

العوارض الصحية ستصيب أهالي الحارة الشرقية في شدرا وجزء من الحارة الغربية

ويتوقع جعلوك أن تصبح الاراضي الواقعة ضمن خط الـ 600 متر غير صالحة للسكن

هوا عكار: نقوم من خلال شركة موريس بالدراسات اللازمة التي ستصدر في تشرين الثاني

"ليبانون ديبايت" - نهلا ناصر الدين

في إطار متابعة "ليبانون ديبايت" التفصيلية لمشروع "هوا عكار" الذي تضع عليه بلدية ظل شدرا إشارات استفهام عديدة، نطرح اليوم بعد الوقوف في حلقات سابقة عند إشكاليتَي الأرض وملكيتها، والعقد المبرم بين بلدية شدرا والشركة وقانونيته، الإشكالية البيئية والصحية لهذا المشروع.

يشرح الطبيب والناشط البيئي جورج جعلوك الضرر البيئي والصحي لمشروع هوا عكار المزمع تنفيذه في شدرا، ويؤكد أن الخطر الاكبر الناجم عن هذا المشروع هو ان البلديات "شدرا، مشتى حسن، مشتى حمود، المقيبلة والسهلة في أكروم" تقع ضمن الـ600 متر من مزرعة المراوح المنوي انشاؤها من قبل شركة هوا عكار، وهي ممر للطيور المهاجرة بامتياز وهي ثاني أكبر وأهم ممر لها في لبنان والشرق الاوسط، بحيث تمر من منطقة مزرعة المراوح آلاف الطيور، حوالي 400 نوع من الطيور النادرة سنويا بخاصة النسور الملكية النادرة جدا وغيرها، وتعريض هذه الطيور للخطر يُعتبر مخالف للقانون اللبناني رقم 360 تاريخ 11/8/1994، والذي تتعهد بموجبه الدولة بتطبيق اتفاقية الامم المتحدة الموقعة في ريو دي جينيرو في 5/6/1992 التي تفرض على الدول عدم التعرض للطيور المهاجرة.

يتابع جعلوك بسرد الاضرار المتوقعة من المشروع، ويقول ان حوالي الـ 30 ألف نسمة معرضين للتهجير من الضرر الصحي الناتج عن المراوح لتعرض السكان للضجيج المنخفض الترددات، وضجيج الترددات تحت الصوتية.

فإن العديد من الدول التي تستعمل نفس توربينات الرياح المنوي استعمالها من قبل شركة هوا عكار لإنتاج الطاقة الكهربائية مثل الدنمارك، هولندا، اليابان، كندا واستراليا وكذلك منظمة الصحة العالمية، قد حددت الحد الاقصى لنسبة الضجيج المنخفض الترددات والتي لا تؤثر على صحة الانسان وهي ما دون الـ 40 Db، وبما ان جميع هذه الدراسات أثبتت أن نسبة الترددات ما فوق الـ 40 Db تصل الى 1500-1600 متر من طرف مزرعة توربينات الرياح بحيث جميع السكان المتواجدون في هذه المنطقة هم معرّضون الى مشاكل صحية عديدة، في مقدمتها: اضطراب في النوم، وهو الشكوى الأكثر شيوعا من الأسر التي تعيش بالقرب من توربينات الرياح، والنقص المطول في النوم يؤثر بدوره على قدرتهم على التعلم ويؤثر سلبا على ذاكرتهم، ومزاجهم، وصحة القلب، ومستويات التوترات العصبية المتواصلة التي تؤثر على الهرمونات التي تنظم النمو والبلوغ والخصوبة لديهم، ويمكن أن يؤدي أيضا إلى ارتفاع ضغط الدم، والتغيرات في معدل ضربات القلب، وزيادة في أمراض القلب، فضلا عن مرض السكري وزيادة الوزن وخفض المناعة ضد الامراض، والنعاس الدائم في النهار، وقد تم الإبلاغ عن هذه الأعراض بشكل منتظم من قبل الأفراد الذين يعيشون بالقرب من مزارع توربينات الرياح، بحسب جعلوك.

ويؤكد ان هذه العوارض الصحية ستصيب أهالي الحارة الشرقية في شدرا، وجزء من الحارة الغربية، وتمنع التمدد السكاني الموجود حالياً فقط باتجاه الجبل الشرقي، كما أن السكان في قرى اكروم وخاصة سهلة، وكذلك مشتى حسن، مشتى حمود والمقيبلة تصاب ايضا، بالعوارض نفسها لوقوعها ضمن الـ 1600 متر من مزرعة توربينات الهواء، على اعتبار ان المراوح المستعملة سيتراوح ارتفاعها بين 135 و150 متر، علماً أن العقد المبرم بين بلدية شدرا وشركة هوا عكار لا يلحظ نوع التوربينات التي سوف تستعملها.

ويتوقع جعلوك أن تصبح الاراضي الواقعة ضمن خط الـ 500 او الـ 600 متر، بلا قيمة وغير صالحة للسكن، في حال تنفيذ المشروع، كذلك الأراضي التي سوف تقع تحت اسلاك التوتر العالي لنقل انتاج الكهرباء من مزرعة المراوح الى المناطق اللبنانية. اما تأثير الحقل الكهرومغناطيسي التي تنتجه مزارع توربينات الهواء فيؤثر، برأي جعلوك، على موجات عواميد ارسال الهواتف الخليوية، وهنا اما سكان هذه المناطق سوف تستغني عن استعمال الخليوي او تلزم شركات الخليوي الى تقوية كثافة موجات الارسال فوق المعايير الدولية المسموح بها.

وبدورها أكدت مصادر شركة "هوا عكار" لـ "ليبانون ديبايت" أنها تقوم ومن خلال شركة موريس بجميع الدراسات اللازمة والتي تتماشى مع قوانين البنك الدولي ومعايير وزارة البيئة. وأن تقييم الاثر البيئي للمشروع أمر اساسي تعمل الشركة عليه معتمدة على معايير ومواصفات عالمية تراعي السلامة العامة والطاقة وفق هذه المشاريع الاستراتيجية. وأنها تأخذ بعين الاعتبار التنمية البيئية الصحيحة والتنمية المحلية والواقع الاجتماعي والاقتصادي ودراسة ممرات هجرة الطيور وديمومتها، وهناك فريق عمل متخصص يعمل على دراسة كل هذه الامور. وتكشفت المصادر أن الدراسة قد تنتهي في تشرين الثاني المقبل، وسيتم تعميمها على كل المعنيين، والرأي العام اللبناني.

وعلقت "هوا عكار" في توضيح رسمي لها على إشكالية ملكية الأرض، موقع تنفيذ المشروع، التي تتطرق لها "ليبانون ديبايت" في مواضيع سابقة، وأكدت أن "محاولة التعدي الحاصلة هي فعلاً على الملك العام البلدي من قبل المدعين، ولا علاقة للشركة بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد".

تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا