Beirut
16°
|
Homepage
"القومي" يطرق باب المعارضة
عبدالله قمح | الاربعاء 05 أيلول 2018 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

خرَجَ الحزب السّوري القومي الإجتماعي من المورد بِلا حُمُّص! حزب الـ ٨٦ عاماً أضحى وللمرّة الأولى منذُ حكومة "الدّوحة" عام ٢٠٠٨ غائب عن السّمع الحكومي. حتّى أنَّ الصّمت حلّ في الروشة التي لم تصلها أي "طرطوشة" حكوميّة منذُ أن اُعلن إنتهاء نِزال الانتخابات. الأنكأ أنّ الرئيس المكلّف سعد الحريري لم يخصّص خَمس دقائق لقيادة القومي من أجل بحث إمكانية توزيرها، مستظلاً بعدم نيلها العلامة المطلوبة (لكل ٤ نواب وزير - حاز الحزب على ٣ نواب) لدخول نعيم التوزير.

للحلفاء أيضاً سهمٌ في إبعاد "القومي" عن السراي. فعند دخول المفاضلة لاعباً سياسياً بين نواب سنة ٨ آذار وكتلة القومي، رَسى برّ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي عند الطَّرف الأول عاهداً على نائبه قاسم هاشم الانضمام الى "تكتّل الستّة" لمنحه مشروعيّة تكفي للتمثيل. أصلاً ، برّي لم يقصّر بحق القوميين، ساهمَ ومعه حزب الله مراراً في الضغط من أجل إدخال القومي إلى الحكومات، لكن ومع تبدّل الخيارات في الداخل وإنسحاب المعركة إلى البيئة الشيعيّة وسط لحظ مخطّطات لضربها إجتماعاً، باتَ حري على برّي والحزب أن يخصّصا شيئاً لنفسيهما.


في مقابل هذا الوضع، لم يكن القوميّون أشدُّ ظلماً على أنفسهم! طوال فترة المباحثات الحكوميّة اشتغلوا ببعضهم! طغت الخلافات والتجاذبات الداخليّة على الإهتمامات الحكوميّة، وصار كلُ واحدٍ يريد حُفظ رقبته في مركزه الحزبي، لا تأمين مركزاً وزارياً لحزبه! هكذا ضاعَ حق القوميين بالتوزير بالتكافل والتضامن بينهم وبين الحلفاء والخصوم في آن.

خلال فترة الإستشارات النيابيّة، يتردّد أن الكُتلة القوميّة برئاسة النائب أسعد حردان، إلتقت الرئيس سعد الحريري وعرضت تصوّرها للحكومة على أن يضم حزبياً منها. بعد ذلك بأيّام، نقل عن رئيس الحزب حنّا الناشف قوله إن "الروشة" تطمح للتمثّل في وزارة خدماتية تبقيها على ميمنة المواطنين وتسعى لخدمتهم.. لكن أياً من ذلك لم يتحقّق.

عقبَ ذلك، دخل الحزب القومي في نقاش جدّي مع الأقطاب في ٨ آذار للتمكين من التمثيل. ينقل عن مطّلعين على تلك المشاورات، أنّ النّاشف إستبقَ التشكيل ونقل الى مجالس الحلفاء مشترطاً أن يحمل الوزير القومي حقيبة وزاريّة، و أن لا يسمّى وزير دولة هذه المرّة، لكن الجواب جاء أن "الثنائي الشيعي" أقفل حِصتّه له، فلم يعد بالإمكان أن يوزّر قومياً من حصّة الشيعة.

ما زاد الطين بلّة ، أنَّ الوزير "القومي المعهود" الذي ربط به التمثيل عن المقعد الشيعي، علي قانصوه، كان يصارع المرض العضال لحد أن تمكن منه المرض وسقط. يقول قيادي قومي أن "وفاة الرفيق علي قضت على قاعدة الوزير الملك في القومي".

أخذت قيادة الروشة تبحث عن باب آخر للتوزير. نقل الحلفاء أن الحلّ قد يتوفّر بالمقاعد المسيحية بظل خروج السنية عن قائمة الإقتراحات بِفعل التجاذب الحاصل بين الرئيس المكّلف الذي يريد أن يُقفلها لصالحه، والنوّاب السُنّة الذين يريدون فرض تمثيلهم. في الحقيقة الحل المسيحي للحزب القومي كان أشد وطيساً من غيره في ظل التصارُع العوني - القوّاتي على الحصص.

يتردّد أن أحدهم همسَ في أذن الروشة كي تصعد إلى بعبدا على متن وفد وتعقد لقاءاً مع رئيس الجمهوريّة ميشال عون لبحث الأمر، على قاعدة إحتمال أن يُقدم الرئيس على تسمية قومي من حصته! لكن ما نُقل عن الرئيس لم يكن مشجعاً، بحيث فُهِمَ من كلامه أن الحِصّة المسيحية "مُقفلة أيضاً".

إذاً كلُّه مقفل! ما زادَ من الإقفال أن التجاذبات والخلافات دخل المجلس الأعلى في الحزب القومي الذي يعجز عن الإلتئام منذ فترة بسبب خلافات بين أعضائه لها صلة بالانتخابات النيابيّة، إستخدمت في بازار التوزير، بحيث بدأت تُسمع معارضات عن إحتمال توزير إسم هذا القيادي أو ذاك، وما زادَ من الإعتراضات أنّ الأسماء التي طُرحت، تُقاس على أنّها "مستحكرة تاريخياً للتوزير".

فقد وجهّت قيادات قومية، إتهام لآخرين بالوقوف وراء تسريب أسماءٍ مُقترحة، من بينها صُهر الرئيس السابق للحزب القومي، النائب أسعد حردان، كأحد إحتمالات التّوزير عن مقعد مسيحي، ما اعتبر يومها "مشروع مشكل جديد" يُصوّر على أنَّه "إستكمال لوضع اليد على الحزب!"، ما يَستعدي خلق جدل جديد "نحن في الغنى عنه".

عناصر قيادية في الحزب السوري القومي الإجتماعي، تنقُل إنطباعاً سادَ بُعَيْد الإنتخابات لدى قيادة الحزب، حول أنّ إحتمال التوزير في ظِل الظُّروف الرّاهنة ونتائج الإنتخابات قد يكون مُستحيلاً، لاسيَّما وأنّ الجَميع ألزمَ بمعيار توزير يفقده الحزب القومي، مما أتاح لهؤلاء صَوغ نظريّة تقوم على الإنكفاء عن التوزير مقابل "الجهد والزهد" في الحقل الإجتماعي الذّي قد يُثمر زَرعه في حال تلقّى العناية الكافية، مقاعد نيابيّة وافرة في الدَّورة المُقبلة.

وَ يقول أصحاب هذه النظريّة، أنه وفي ذروة "التناتش الحزبي الداخلي"، لا يَسَع أحد البحث عن جوائز في الخارج، بل يَجِب إصلاح البيت الدَّاخلي قبل كلّ شيء، وَ الواقع الذي ساد يُعتبر الأفضل بالنِّسبة للحزب القومي، مما يُتيح له "الشُّغل أكثر على نفسه والإنكفاء الى مُمارسة مُعارضة بنَّاءة والتَّخلي بِشكل إستثنائي عن مُوالاة و ادوار حكوميّة لم تذر على الحزب شيئاً".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 9 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 5 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 1
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 10 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
تقريرٌ يكشف مصادر تمويل حزب الله 11 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 7 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 8 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر