ميقاتي يبيع سنة 8 آذار... ماذا يحصل في دار الفتوى؟

Beirut

16°

Coming
Soon

نهلا ناصر الدين

السبت 15 أيلول 2018 - 0:00

لم يكن قرار التمديد لمفتي طرابلس مفاجئاً في الأوساط الدينية الشمالية

تاريخ انتخاب الشعار مفتياً للشمال يعود لتاريخ 27/1/2008

قرار التمديد جاء عقب اجتماع مغلق بين دريان وميقاتي عصر الاربعاء

ملاحظات عدة على فساد يضرب البنية الشرعية ومؤسساتها في الشمال

بعض شيوخ دار الفتوى يقدمون دروساً في الوهابية في سجون طرابلس

"ليبانون ديبايت" - نهلا ناصر الدين

لم يكن قرار التمديد لمفتي طرابلس مالك الشعار مفاجئاً أقله في الأوساط الدينية الشمالية، فهو التدبير السياسي الذي كان لا بدّ أن يحصل وفاءاً لرجل الدين الذي يُسجل له اعتداله، وإن كان أهمل مهماته الشرعية وتفرّغ للانتخابية تحت عباءة تيار المستقبل.

أما المفاجأة فكانت على مستوى الشارع السني أكثر، إذ شكّل "رضوخ" مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان للإملاءات السياسية خلافاً للقوانين الشرعية التي يحتكم لها منصب مفتي الشمال، في نظر السُنة ضرباً لهيبة مقام دار الفتوى الأم، وشرّع أبواب الأخيرى للتدخلات السياسية.

علماً أن تاريخ انتخاب الشعار مفتياً للشمال يعود لتاريخ 27/1/2008، بعد 16 سنة من توليه منصب القضاء الشرعي، ويحتّم القانون الشرعي اعادة انتخاب المفتي كل 5 سنوات من قبل اعضاء المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى في كل لبنان بالإضافة إلى مدرسي الفتوى.

يسأل شمالي عتيق "كيف رضخ دريان لقرار المستقبل، ومدّد ولاية الشعار خلافاً للقانون بالرغم من أنه تجمعه بالأخير علاقة غير مستقرة وبالرغم من اعتراض النواب السنة المعارضين، وأعضاء المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى في طرابلس بالاضافة إلى أعضاء من بيروت، على التمديد؟"

يجيب مصدر مقرب من دار الفتوى: "القطبة المخفية في التمديد للشعار كانت عند رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، إذ أبلغ دريان الحريري بأن لا مانع لديه من التمديد، لكن العقبة الأساسية عند ميقاتي، وربط دريان التمديد بموافقة ميقاتي".

وعلم "ليبانون ديبايت" أن إصدار دريان قرار التمديد للشعار مساء الأربعاء الماضي، كان عقب اجتماع مغلق بين دريان وميقاتي عصر الاربعاء. ويرجّح المصدر نفسه أن موافقة ميقاتي جاءت بناءً على تسوية معينة، إما حكومية، يقدم فيها الحريري تسهيلات لتيار العزم، وإما شرعية، أي أن يضمن ميقاتي بعد سنة و3 أشهر أن يكون مفتي الشمال مقرب منه لا من تيار المستقبل. الأمر الذي أدى إلى امتعاض كبير في أوساط نواب سنة 8 آذار، وتحميل ميقاتي مسؤولية التمديد، واعتباره منشق عن المعارضة السنية ومنقلباً عليها.

في مقلب آخر يؤيد شيخ متعاقد مع دار الفتوى في الشمال، قرار التمديد للشعار لسببٍ واحد، وهو اعتدال الأخير الذي يعطي عن طرابلس صورة تغاير التطرف الذي يحاول كثيرون جوراً ربط المدينة به.

إلا أن للشيخ نفسه ملاحظات عدة على فساد يضرب البنية الشرعية ومؤسساتها في الشمال، لم يلتفت لها المفتي الشعار خلال 10 سنوات من ولايته، بالرغم من مناشدات داخلية عدة له بإيجاد الحلول الجذرية.

ومن هذه النقاط، التي لا زال هذا الشيخ وغيره من الحريصين على نزاهة المؤسسات الدينية، على أمل بأن يضع الشعار حداً لها خلال ولايته الجديدة الممدة (سنة و3 اشهر)، يذكر الشيخ المتعاقد في حديث لـ"ليبانون ديبايت" منها: أن من يقوم بجمع كل الأموال الوقفية في طرابلس هو شخص واحد مقرب من تيار المستقبل، ويتقاضى رواتب 4 موظفين كون دائرة الأوقاف يجب أن تضم 4 موظفين لا موظف واحد، ما يحرم 4 موظفين من هذه المهمة، وبالتالي يمنع المراقبة ويضع اشارات استفهام على حصر هذه المهمة الدقيقة والحساسة بشخص واحد.

وثاني أبرز نقاط الفساد المتعلق بدار الفتوى في طرابلس، ما يسميه الشيخ المتعاقد "دكاكين الشهادات" واستنسابية التثبيت لأسباب سياسية ومادية، وغض النظر عن شراء وبيع الشهادات الشرعية، إذ أن ش.ش وهو الشيخ الأقرب للشعار في دار الفتوى، قد اشترى شهادته بـ500 الف ل.ل من سوريا، بحسب الشيخ المتعاقد.

أما ثالث النقاط وأخطرها فهي أن بعض الشيوخ من دار الفتوى يقدمون دروساً في الفكر الوهابي المتعصب في سجون طرابلس، ويكشف الشيخ اسم الشيخ الذي يقوم بتنسيق هذه المهمة بين دار الفتوى والسجون ويسمى ر.ف.

ما هذه النقاط إلا غيضٌ من فيض بحسب أهل البيت الشرعي الطرابلسي... فهل يحاول الشعار تطهير دار الفتوى من دنس الفساد فيما تبقى له من ولاية، أم ستكون تركةً ثقيلة في رقبة المفتي الجديد؟