ليبانون ديبايت - فادي عيد
يتزامن حبس الأنفاس الذي يُسجّل على المستوى السوري عشية معركة إدلب، مع عملية تجاذب و"عضّ أصابع" محلية في بيروت، تحت عنوان تشكيل "حكومة العهد الأولى".
وفي الوقت الذي لا تزال فيه المشاورات لتشكيل الحكومة العتيدة، مفتوحة على كل الإحتمالات الإيجابية منها والسلبية في آن، تتراكم أجواء تشاؤمية يوماً بعد يوم في المعادلات الإقليمية الحالية في سوريا واليمن، وصولاً إلى إيران وتركيا، بحيث كشفت معلومات ديبلوماسية، عن أن الرهان لدى الإدارة الأميركية على إبقاء طهران أبواب الحوار مفتوحة معها، رغم القرار السياسي الرافض لأي نقاش مباشر مع الأميركيين، يؤشّر إلى أن قنوات التواصل غير المباشرة ليست مقفلة، سواء من الجانب الأميركي، أو من جهة إيران، وذلك في ضوء الحراك الروسي على هذا الصعيد، وبصرف النظر عن انشغال موسكو اليوم بوقف انزلاق الوضع الميداني في سوريا إلى مواجهة عسكرية مفتوحة، خاصة إذا ما قرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذ تهديده بتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.
ويطرح هذا الواقع، بحسب المعلومات الديبلوماسية، تساؤلات عدة حول الواقع السياسي اللبناني، كما الأمني، في ظل هذه الإنفجارات الإقليمية الوشيكة، ويلحظ فتوراً في المقاربات الداخلية للمرحلة الصعبة الآتية إلى المنطقة، والتي لن توفّر أي ساحة من ساحات الصراع الذي يتراوح ما بين الصراع العسكري والإقتصادي، مروراً بالصراع السياسي، من خلال تعقيدات خطيرة تحول دون استمرار التفاهمات السياسية التي نشأت منذ عامين، وتمنع بالتالي، أي تسويات جديدة تؤدي إلى تشكيل الحكومة.
وتضيف المعلومات، أن المواقف الأخيرة للقيادات الداخلية، والتي استعادت فيها مفردات مرحلة اصطفاف 8 و 14 آذار، تظهر أن التسوية قد تعرّضت للإهتزاز، الأمر الذي رفع وتيرة المخاوف من أزمة حكم طويلة الأمد وانهيارات للإتفاقات السياسية وأزمات إقتصادية، قد تكون كارثية، نتيجة فشل جهود تأليف الحكومة.
|