Beirut
16°
|
Homepage
عرض إيراني مُذهل للبنان: دواء أرخص بـ 90%
عبدالله قمح | الاثنين 17 أيلول 2018 - 0:00

وفد إعلامي لبناني زار طهران ومكث فيها أسبوع

ابلغ الوفد ان ايران يمكنها ان توفر الدواء للبنان باسعار أرخص بـ90%

ينقل الايرانيون انهم عرضوا على لبنان اقتراحاتهم ومن ضمنها مده بالادوية

من بينها إنشاء معامل والمساعدة في تدريب اختصاصيين لتصنيع الدّواء

لكن وزارة الصحة اللبنانية ما زالت تتجاهل الاقتراحات.. فلماذا؟


"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

مُذهلة فروقات أسعار الدّواء بين لبنان وإيران. الوفد الإعلامي الذي زارَ الجمهورية الاسلامية خلال الأسبوع الفائت ومكث فيها قرابة السّبعة أيّام بدعوة من وزارةِ الصّحة الإيرانية، لمسَ هذه الفروقات التي وصلت في غالبية الأحيان إلى ٩٠%، مما أتاح لأعضائه أن يسألوا: "لماذا الدواء غالٍ في لبنان؟؟!"

يعودُ السّبب في ذلك إلى الآليات المُعتمدة من جانبِ البلدين، فبينما يعتمدُ الطّرف اللبناني على استيراد الدّواء و فتح سوقه أمام الشّركات الأوروبية والأميركية، تتبنى إيران سياسة الإعتماد على السّوق المحلي بنسبة ٩٦%، إذ تقوم أكثر من ١٠٠ شركة محلية (بعضها موقّع شراكات مع شركات إنتاج دواء أوروبية) بإنتاج الدّواء المحلي بجودة عالية ووفق المعايير العالمية، مما جعلَ من الدّواءِ منخفض السّعر الى حدود لامست مثلاً ٥٠ سنت لـ علبة دواء داء الضغط الواحدة!


من بين الأسبابِ أيضاً لجوء إيران الى إنتاجِ بعض المواد الاولية، أو استقدام أخرى من دول خارجيّة بأسعار متدنية جداً، بالإضافة الى ذلك، انتهاج وزارة الصّحة الايرانية لسياسات رقابية على الأسعار وأخرى تَحُد من التهريب، فضلاً عن تغذيتها السّوق المَحلي بأكثر مما يحتاجه، ما جعلها من الدّول ذاتَ الفائض المرتفع من الدواء.

خلال لقاءٍ بينَ الوفد الإعلامي اللّبناني مع معاون الأدوية والغذاء في وزارة الصّحة الإيرانية الدكتور غلام رضا أصغري، شرح الآليات التي تَعتمدها إيران لبلوغها هذا المُستوى من التّطور الدّوائي والائتماني، والتي تقوم على الاستفادة من العقولِ الإيرانية وتجيير الطلاب ذوي الإختصاصات العلمية الى أكثر من ٨٠ كليّة طب في الجمهورية الإسلامية ، تُعتَمد في مناهجها التعليمية على مناهجٍ ودراسات خارجية وقسمٌ داخلي تعودُ حصرية إنتاجه الى عُلماء وخُبراء محليين.

ويتابعُ أنّ سرّ التفوّق الإيراني في مجالِ صناعةِ الدّواء، يعودُ إلى تلكَ الكفاءات التي جرى تَجييرها على مدى سنين، ومن ثُمّ إعادة ضخها في السوق الإيراني على شكلِ خبراء صناعة الدّواء، مما جعل من شركاتِ إنتاج الدّواء الإيراني تَرتَقي في المستوى لتبلغ قدرتها الإنتاجية الحالية إلى حدودٍ جعلت منها دولةً مُكتفية ذاتياً في مجالِ الدّواء، إذ تُنتج ٩٦٪؜ محليّا وتستوردُ نحو ٤٪؜ فقط من الخارج، ثمّ دولة مصدرة تستورد منها بين ٣٠ إلى ٤٠ دولة من بينها ​روسيا​ و​العراق​ و​سوريا​ واذربيجان وتركيا ودولٌ أخرى.

لماذا لا يَحذو لُبنان حذو إيران؟
هناكَ طريقٌ طويل للوصولِ الى الهدف، بدايته تقوم على "تصفية النيّة" وإتاحة المجال لتأسيسِ شركاتٍ محلّية لُبنانية تخلف شركات الدّواء الأوروبية والأميركية، فكما في إيران كفاءات علمية كذلك في لُبنان، إذ تستقبل الجامعات الإيرانية أعداد كبيرة من الطلاب اللبنانيين المهتمين في مجالِ الطب.

العائقُ في لبنان، بحسب المسؤول الإيراني كما عَدد من الخُبراء المحليين، هو تفضيل الشّركات الأوروبية والأميركية على ما عداها، علماً أن هذه الأخيرة تقدمُ الدّواء إلى لبنان بأسعارٍ مرتفعة.

يكشفُ الدكتور غلام رضا أصغري عن رؤية إستراتيجية إيرانية تقوم على مساعدة لبنان في مجالِ إنتاج وتصنيع الدّواء، وذلك على مراحل تبدأ من تأمينِ الكفاءات العلمية، ثم تأسيس الشّركات، ثم المصانع.. لكن هذا الطريق بحاجة الى قرارٍ سياسيٍ كبير على مُستوى محلي، أي بمعنى آخر، يستندُ في الأساس على التّخلي عن الحاجة للشركات المحتكرة للسوق اليوم.

بصريح العبارة، يعرب أصغري عن إستعداد إيران لتأمينِ حاجة لبنان، على وجهِ الخُصوص إستعداد بلاده لتدريب اختصاصيين لتصنيع الدّواء في لبنان، مما يساعد على تخفيض الأسعار إلى ١ على ١٠، أي بنسبة ٩٠٪؜. وبحسب الرؤية الإيرانية، الطريق الى ذلك بحاجة الى تأسيس شركات وبعدها تُصبح الامورُ سهلة من جانبِ الجّمهورية الإسلامية التي على أهب الإستعداد لتوكيل شركات إيرانية في مجالِ مساعدة لبنان على الحَذو خطوة إلى الأمام في هذا المجال.

لكن قبل الوصول الى ذلك، تُوفّر الجّمهورية الإسلامية طُرقاً أقصر، تقوم على تسجيل عدد من أصناف الّدواء الإيراني لدى وزارة الصّحة اللبنانية، ما يتيح شرائها من قبل المُستهلك اللبناني بنسبة أسعار أقل بـ ٩٠٪؜ من الموارد الأخرى وبنفس الجودة.

لكن يبدو أنّ الأمور مُتعثرة بعض الشيء نتيجة انطواء الوزارة في لبنان على تفضيلِ الدّواء الأوروبي والأميركي لا الإيراني أو غيره، وهذا له أسبابه التي تبدأ من سَطوة تلك الشّركات على السّوق اللبناني بالإضافة الى أسباب سياسية أخرى رفضَ المسؤول الإيراني الخوض بها كما الخوض في الأسباب آنفة الذِّكر.

وَسَط ذلك ، يكشفُ أنّ بلاده في طور العمل على تسجيل العديد من المنتوجاتِ الإيرانية لَدَى وزارة الصّحة اللبنانيّة، داعياً المسؤولين اللبنانيين الى تلقف المسعى الإيراني وانتهاج سياسة الإنفتاح بما يخدم الشّعب اللبناني. ثم يُقدّم عيّنة صغيرة عن الفروقات بين البلدين، فبينما تستثمرُ إيران ذات الـ ٨٠ مليون نسمة مبلغ ٥ مليار دولار في مجالِ صناعة الدّواء، ينفُق لبنان الذي يقطنُه نحو ٤ مليون لبناني، مبلغ ١.٤ مليار دولار أميركي تقريباً على شراء الدّواء، أي ما نسبته ٢٨٪؜ من الذي تنفقه إيران!

ووفقاً لـ خبراء في المجال، أنّ لبنان يستطيعُ توفير أكثر من نصف المبلغ تقريباً في حالِ إنتقل الى شراءِ الدّواء من مصادر ذات جودة غير الأوروبية والأميركية، ثم أكثر من ذلك في حال قرر إنتاج الدّواء في الداخل بجهود محلية صافية.. فهل سَيُقدِم لبنان على خطوة شجاعة من هذا النوع؟
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر