Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
بين اللواء والعماد.. إصلاح يواجه الإقطاع
نصري لحود
|
الاثنين
17
أيلول
2018
-
0:27
ليبانون ديبايت - نصري لحود
سيظل يوم 23 ايلول 1958 تاريخاً مضيئاً في مسيرة السياسة اللبنانية، فهو اليوم الذي تسلم فيه أول لواء وأول قائد في تاريخ الجيش اللبناني سدّة رئاسة البلاد، في عهد أطلق عليه تسمية "العهد الذهبي" نظراً لما شهدته سنواته من إصلاحات وتحديث للإدارة وإطلاق مؤسسات عامة ورسمية وتعزيز للديموقراطية والعدالة الإجتماعية.
في 23 أيلول 1958 تسلّم اللواء فؤاد شهاب رئاسة الجمهورية اللبنانية، جاهداً في أول سنتين إلى إعادة اللحمة والوئام بين الشعب الذي مزّقته أحداث دامية، مستلهماً أسساً ومبادئ جديدة في الحكم منها العدالة والتنمية الإجتماعية والوحدة الوطنية والسيادة والإستقلال وعلاقات لبنان بمحيطه وعلاقاته الدولية، بحيث مزج بين انتماء لبنان العربي والإنفتاح على الغرب والعالم، وهو ما نجح في جعل الشعب اللبناني من كل الطوائف يجمع على نجاحه كل على طريقته، فكان فؤاد شهاب رئيساً لسلطة عادلة، ورئيس الإنجازات ومواجهة الإقطاع السياسي بكل أشكاله (وقتها).
استطاع الرئيس اللواء فؤاد شهاب، أن يبعد المؤسسة العسكرية عن الصراعات السياسية والعقائدية رغم صعوبة ما مرّ به البلد، فكان الجيش فوق الصراعات السياسية ومصالح السياسيين.
شهد عهد الرئيس اللواء، ما لم يشهده غيره قبله أو بعده، من إصلاحات واستقرار ونمو، ورغم ذلك لم يقبل أن يجدّد لنفسه معتبراً رغم كل النجاحات التي حقّقها أن الشعب لم يكن جاهزاً بعد للتخلي عن الطائفية والإقطاع والتطلّع لبناء دولة مدنية حديثة، ففضّل الإبتعاد على أن يشارك في ما كان يُعَدّ للبلاد من سيناريوهات ومخطّطات بدأت عند نهاية عصر فؤاد شهاب ونهجه السياسي والإصلاحي في العام 1970 الذي سمي بالنهج الشهابي لأنها لم تكن قابلة للتنفيذ في عهده.
وإذا كان البعض يعتبرون أن عهد ونهج اللواء فؤاد شهاب لن يتكرّر، فإن بعضاً آخر يرى في عهد الرئيس العماد ميشال عون محاولة لتكرار تلك الحقبة التاريخية، مع الإقرار أن المهمة اليوم أصعب بكثير فالوقائع تغيّرت، والنمط السياسي تغيّر، والسياسة تغيّرت والمحيط يغلي ويتغيّر يومياً، والأهم ما يشهده الشرق الأوسط من "كباش" دولي تدفع ثمنه دولاً أكبر وأغنى من لبنان، لم تستطع أن تصمد كما فعل البلد الصغير، ربما بسبب صمود مؤسّسات بنيت في عهد فؤاد شهاب.
وإن كان عهد فؤاد شهاب تاريخياً ومجيداً في التاريخ السياسي والمؤسساتي والإجتماعي اللبناني، فإن أول سنتين من عهد العماد ميشال عون تشبهان إلى حدّ كبير أول سنتين في عهد اللواء فؤاد شهاب، مع الأمل أن تكون السنوات الأربع أفضل وأغنى إصلاحياً وتنموياً مما شهدته سنوات عهد اللواء شهاب اللاحقة، ومن أوجه الشبه أن اللواء والعماد تخرّجا من مدرسة الوطنية الصرفة قائدين للجيش (في أحوال مختلفة) مترفّعين عن الصغائر والمصالح الشخصية مع رؤية نابعة من الشعور بالمسؤولية تجاه الشعب والدولة، ومنطلقين من مبادئ وطنية صرفة عنوانها الديموقراطية والإصلاح والتنمية وبناء مؤسسات تُصلح الدولة لتكون دولة لشعب، وليس دولة زعماء وإقطاعيين وتجار.
ومع أن مهمة الرئيس العماد أصعب مما قام به الرئيس اللواء في عهده، بسبب ما شهده لبنان من حروب (فيه وعليه)، فإن المحاولة التي يقوم بها الرئيس ميشال عون للإصلاح والتنمية ومكافحة الفساد تستحق التنويه والدعم، فهي تجربة، وإن كانت تشهد مواجهات متوقعة مع الطبقة السياسية والإقطاعية المتحكمة بالبلد منذ عقود مائلة ومتلوّنة بألف لون ولون، فهي تجربة ثابتة وواعدة، وعنوان نجاحها ظهر من تكتل كل المتضرّرين منها ضدها، وما العراقيل التي توضع أمام حكومة العهد الأولى التي قال العماد أنها ستلي الإنتخابات النيابية التاريخية التي حصلت، فهو الدليل على أن عنوان العهد قرأته الطبقة السياسية والإقطاعية من عنوانه "لا لتجربة فؤاد شهاب" ثانية!
وإذا كان العهد الشهابي زاخراً بالإنجازات المؤسساتية والتنموية والإجتماعية والقوانين التي وضعت، والتي لا تزال حتى اليوم تسيّر مرافق البلد، فإن بداية عهد ميشال عون شهدت إنجازات يمكن وصفها بالنظر إلى عدم جواز المقارنة بين الزمنين، بأنها تاريخية ومفصلية، منها تعزيز وإعادة دور الرئاسة الأولى الجامع، وحياد لبنان عن صراعات المنطقة المشتعلة وعلاقاته الدولية الممتازة، والإحترام الذي فرضته الدبلوماسية اللبنانية على كل العالم، والإنتخابات النيابية التي أجريت على أساس قانون نسبي، مع السماح للمغتربين بالتصويت، إضافة إلى إقرار قوانين حماية واستخراج الثروة النفطية من بحر لبنان، وتحري الجيش للأراضي التي احتلها الإرهاب، ووضع خطط تنموية، وإن لا يزال تنفيذها متعثرا بسبب تكتل الإقطاع ضد الإصلاح.
والسؤال، هل يكرّر العماد تجربة اللواء، فيبني مؤسسات للمستقبل تتيح للبنان وشعبه أن يعيش عدالة تمتد إلى أكثر من 60 سنة عاشتها المؤسسات التي بناها اللواء؟
نأمل ويأمل معظم الشعب اللبناني معنا ذلك ويتمناه.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا