ليبانون ديبايت - هيلدا المعدراني

يبدو ان زيارة كريستوفر راي رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي(FBI) الى لبنان مع وفد مرافق له منذ اسبوعين، لم تقتصر على العناوين التي تحدث عنها الاعلام، وهي ان حملت طابع التعاون الامني والاستخباري بالفعل ولكن جانبا منه بقي طي الكتمان.

فلقاء راي مع الرؤساء اللبنانيين اضافة الى اجتماعه مع مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، امر لا بد منه في هذا الاطار، ولكن ما رشح عن اوساط مطلعة ان الاخير كُلف بمهمة "بالغة الحساسية والدقة"، وما دار في اروقة الاجتماعات المقفلة أبعد من تنسيق عام روتيني.

وتحدث مصدر أمني مسؤول لبناني ان راي جاء مكلفا بمهمة ، وهؤلاء اسرهم الحزب خلال معاركه على مدى سنوات مشاركته في الحرب السورية، والطلب الاميركي يقضي بتكليف الدولة اللبنانية دور الوسيط لإتمام عملية استرجاع اسراه.

تطورات الوضع الميداني والخرائط الجديدة التي ترسم في المنطقة من التداخل والتشابك بين افرقاء النزاع، ما يكفي لإخفاء حقائق عدة، منها ان الضغط الاميركي على حزب الله لم يلامس حدود المواجهة الكبرى، وان استخدام عصا العقوبات الاقتصادية ضد ايران وحزب الله لا يمنع الوساطات الامنية، مع غض الطرف عن تدخل الحزب وقتاله في سوريا، كما ان الخلاف المنظم بين أميركا وايران وحلفائها ترعاه خدمات متبادلة مع رهان واشنطن على الدولة اللبنانية لضم حزب الله الى حضنها في اخر المطاف.

وعلى خلفية ما تقدم يتوقّع ان نشهد في الايام المقبلة تسلم الدولة اللبنانية من حزب الله عدد من الاسرى الارهابيين لتسلمهم الى الولايات المتحدة، ولا يمنع ان تجري زيارات اخرى لوفود اميركية لإتمام هذا الملف.