ليبانون ديبايت - روني ألفا

مبروك أوَّل شتوَة على اللبنانيين.كانَت مناسَبَة رائِعَةَ البَلل لاختبار أحواض السباحَة الطبيعيَّة علَى الطّرقات مثلُ كلّ سَنَة.أحواض طبيعيَّة بِكلور طَبيعي. وحدُه"الماتر ناجور" لَم يَكُن مَوجوداً مع صفّارَتِه ليمنَعَنا عَن السباحَة ضِدّ التيّار. مَن يسبَح ضدّ التيار هذه الأيام يَكون ضِدّ لبنان القَوي.كلّ لبنان القَوي احتَفَلَ على فِكرَة بأوَّل شتوَة. كانَت أوّلَ شَتوَة بِرعايَة وحضور لبنان القَوي.

منتفِخٌ بطنُ لبنان القَوي. حَبَلُهُ واضِح. ينتظِرُ لبنان القَوي حكومَة.بيتُ الرّحَمِ ضيِّق.لا دواء ناجِع ضِدّ وِحام الحِصص.الحِصص وضَعَت مولودَها في الإنتخابات الجامعيَّة.طبعاً لبنان القَوي حَصَدها.غداً سيخرّجُ لبنان القَوي طلّابَه بشهادات فريدَة مِن نَوعِها: فنون الكاراتيه السياسي.

ولبنان القَوي جائِع.كانَ جائِعاً وأكَل. أكَل ولَم يشبَع.تدعوه شهيّتهُ لالتِهامِ كلّ مَن ليسَ قويّاً مثلُه.لا مَكان للضعفاء إلا في إمعاء لبنان القَوي. نحنُ مِن فصيلَة المَواطِنين الضعفاء. نحنُ لا نملِكُ بطاقَة إنتساب للبنان القَوي.مهمّتنا التفرُّج عَلى أبطال كاراتيه من خرّيجي نادي لبنان القَوي يستَعرِضون فنون قتاليَّة في الوزارات والمَواقِع.نحنُ ممنوع علينا دخول هذه المَواقِع.هي ثكنات مَحروسَة بلبنان القَوي.

نحنُ ولِدنا لنلحَس واجِهات محّلات الملابس. زَوجات لبنان القَوي ولِدنَ للتسوّقِ منها. نحنُ مواطِنو شاوَرما وهم مواطِنو اللقّز الرّملي. نحنُ مواكِب جَنازات وهم مَواكِب سيّارات.

هيهات لَو نَعود إلى لبنان الضّعيف.كانَ أقوَى على ايَّةِ حال. كانَ فيهِ رِجال بِكاراتيه أخلاقي.الخَزينَة كانَت خطّاً أحمَر. في أيام لبنان القَوي صارَت الخَزينَة مِثِل قرن البوظَة.الكلّ يلحسُها.

أكثَر من ثلاث عشرَة سَنَة مِن عمرِ لبنان القَوي.لَم يفرِّم ولَم تنبت لهُ ذقنٌ بَعد.أما نحنُ المنتَظِرين، نحنُ الذينَ غنّى لَنا يَوماً ربيع الخَولَي "يا ناطرين ...شو ناطرين" فيبدو أنّ لبنان القَوي أكَل انتظارَنا أيضاً. لَم يَعد لَدينا أي رَغيف إنتِظار في مطبَخنا.

بالفِعِل، لا ننتَظِرُ شيئاً مِن لبنان القَوي.جلَّ ما نريدُه ألا يتمرَّن عَلينا.رَجاءً ألا يستعمِلَنا أكياس ملاكَمَة في بطولاتِه. سبقَ وأن أكلنا رَكلات مُحكَمَة منهُ.لبنان القَوي حائِز على الحزام الأسوَد بالكاراتيه السياسي ومواجَهتُهُ تحدِثُ تورّمات في أجسادِنا النّحيلَة. لَم نعد نحتَمِل أوراماً. الأورام السرطانيَّة تَكفينا.

جلَّ ما نريدُهُ خَلاص لبنان القَوي بالسّلامَة. أما كاسات المِغلي فستَكون كالعادَة على حساب الخَزينَة ووسطَ جَلَبة مَرموقين جُدُدٍ مِن حامِلي الأحزمَة البيضاء بالكاراتيه السياسي يرفسون ويلكمون خبطَ عَشواء لِحمايَة...لبنان القَوي!