"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

قرأت مصادر مسيحية وثيقة الإطلاع على أوضاع "التيار الوطني الحر" ما حدث في ذكرى ١٣ تشرين، وما فعله الوزير جبران باسيل رئيس هذا التيار وفقاً للتدرّج الآتي:

١ ـ أمر باسيل جيشه الإلكتروني بشنّ هجوم عنيف ضد "القوات اللبنانية" ورئيسها الدكتور سمير جعجع، على خلفية أحداث ١٣ تشرين بطريقة مقزّزة، واستثناء جيش الرئيس حافظ الأسد الذي اجتاح مناطق سيطرة العماد عون في حينه.

٢- عمد باسيل إلى مهادنة "القوات" ورئيسها في خطابه في الذكرى، داعياً إلى حماية المصالحة وتطويرها، ومتحدثاً عن أخلاقيات العلاقة بين الطرفين.

٣- تعرّض باسيل لهجوم لاذع من قبل مستشارة الرئيس ميشال عون كريمته ميراي عون منذ حوالي أسبوعين على خلفية الإساءة إلى العهد.

٤- يتعرّض باسيل يومياً لانتقادات عنيفة من قبل عونيين كثر تحمّله مسؤولية فشل العهد.

٥- يجاهد باسيل لأجل تحسين صورته وتحصينها، وقد استعان بفريق كبير لهذه الغاية تحضيراً لإمساكه الكامل بهرمية "التيار الوطني الحر"، وقد عمد لهذه الغاية إلى إلغاء الإنتخابات الحزبية، وإلى حلّ المجلس السياسي من أجل حصول انتخابات مبكرة يمسك من خلالها بأكثرية أعضائه بعد تراجع ميراي عون عن الترشّح لعضوية هذا المجلس وخوض المعركة في وجهه.

٦- لن يفوّت باسيل وسيلة للقضاء على أخصامه، بل أعدائه، داخل "التيار البرتقالي"، وهو مستعجل على ذلك لأسباب معروفة لديه، ويتّكل على اللواء نديم لطيف كما على رئيس الجمهورية ليستمدّ منهما شرعية تقوى يوماً بعد يوم، وتسقط أخصامه الواحد تلو الآخر.

وعليه عمد باسيل، إلى ذَرَّ الرماد في العيون وإطلاق قنابل دخانية عبر محاولته إعادة إحياء الصراع المسيحي مع "القوات"، وهو الذي قال يوماً لأحد المراجع غير المسيحية، أن أكبر ضرر تعرّضت له قيادة "التيار" هو المصالحة مع "القوات اللبنانية"، حيث استفاد جعجع وتضرّرنا نحن.. وما كل هذا الدخان غير المجدي إلا في سبيل تغطية تقدّمه على أخصامه داخل "التيار"، والتي على ما يبدو تحظى برضى كامل من عون.