Beirut
16°
|
Homepage
هل طعن جنبلاط القوات؟
عبدالله قمح | الاثنين 22 تشرين الأول 2018 - 0:01

ثمة اشارات تدل على "عتب" من جعجع على جنبلاط

جرى اسبيان العتب على لسان النائب جورج عدوان الذي اعتبر ان جنبلاط "اخطأ"

جنبلاط فوّض عون مسألة العقدة الدرزية من خارج التنسيق مع معراب

حكومياً كانت نهار الاحد ناشفاً الايجابية الوحيدة التي سجلت التوصل الى شبه مخرج سني

عون غير مستعد للتخلي عن العدل ومعراب فوضت الحريري ايجاد حل


"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

عندما ذهبَ نائب رئيس حزب القوات جورج عدوان إلى إعتبار أنّ رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النّائب وليد جنبلاط قد أخطأ في التكتيكِ والحساب، فهذا معناه أن القوات تأخذُ على جنبلاط، ويعني أيضاً أن عدوان الذي لا ينطقُ عن الهوى بل موحياً إليه أي أنه يحملُ رسالة من الدكتور سمير جعجع، مضمونها "تركتنا يا وليد"!

كلام عدوان الذي جاءَ تحت قبّة البرلمان، أتى من بابِ التّعليق على تنازلِ جنبلاط لمصلحة تفكيك العقدة الدرزية التي تلازمهُ بالمصير والمسار مع المسيحيةِ وشكّلتا معاً نقطة قوّة في سبيلِ الدّخول بقدرات معززة إلى حكومة عهد ميشال عون الأولى، علاوة على ذلك تضمّن كلام عدوان نقد قاسٍ لجنبلاط وإن أتى بعبارات منمقة ناعمة.


كان قد سبقَ كلام عدوان "العاتب" تفاهم سري بين معراب والمختارة أدخل إليه بيت الوسط، حصلَ منذ ما بعد الإنتخابات النّيابية، فإحتوى أن دخول الحكومة من قبل الأطراف الثلاث يتم في حالةٍ واحدة، تحقيق المطالب جمعاء، وإلا لا دخول حتى تتم مراعاة، هذا يعني أن جبهة واحدة نشأت بين الأطراف الثلاثة تتلازم فيها المصائر، وقد جرى ستبيان تكفلها منذ تاريخ تكليف الرّئيس الحريري التشكيل.. فلماذا جرى نقد التّفاهم مِن قِبَل جنبلاط؟

بالنسبة إلى زعيم المختارة بدأ التّحول حين لمسَ تبدُلات دولية طارئة على ملفات المنطقة انعكست على المِلف اللبناني، ونسبةً الى أنّ جنبلاط قارئ ماهر في السّياسة، أدرك أن زمن التمييع والتمهُّل آفل لا محال وثمة توجّه دولي للضغط صوب تشكيل الحكومة، كانت نواته فرنسية، إدراكها زعيم المختارة تماماً كإدراكه غياب المصلحة من إستمرار تأخُّر التّأليف، فكانَ أن إختار إعادة التموضع حكومياً وفتحَ المجال للتوافق على الدرزي الثالث، من بابِ المُحافظة على المكتسبات.

يعلمُ جنبلاط أن أي من الشخصياتِ الدّرزية المقترحة للتزوير لن تكونُ طرفاً محايداً. غالبية الشّخصيات تقريباً تحتفظُ بإنتماء سياسي لهذا البيت أو ذاك، ويعلمُ أكثر، أن السّواد الأعظم من تلك الشّخصيات تنضحُ بالولاء له أو بالحد الأدنى مُقرّبة منه، لذا رأى أنّه مستفيد من خيار توزير درزي ثالث من خارجِ الهوية الحزبية، يكون بذلك قد ضربَ أكثر من عصفورٍ بحجر. ظهرَ أنّه مسهل، ثُم حافظَ على سيطرتهِ على المقعد، والجميع يعملُ أن "الوزير الملك" الذي سيحلُّ ضيفاً على المقعدِ الثالث، سيتموضعُ إلى جانبِ جنبلاط في حالِ تبدّل الموازنات، أي أن جنبلاط أعارَ خصومه وزيراً من كيسه!

كانت في هذا الوقت معراب تفاوض بعبدا ومن خلفها ميرنا الشالوحي عبرَ الرّئيس المُكلّف سعد الحريري الذي تناوبَ على نقلِ الرّسائل المُتبادلة بين الفريقين، التي خلصت في نتيجةِ الموقف إلى قبولِ معراب بمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء واقرارها بذلك على الملأ، علماً أن جنبلاط لم يكد ينتهي بعد من حمّامِ معركته مع الّتيار القائمة على رفضِ توزير الوزير طلال ارسلان بأي طريقة.

تغمزُ مصادر قريبة من كليمنصو، أن جنبلاط سرّع في مسألةِ حل العقدة الدّرزية حين أدرك أنّ معراب تجاوزته وبدأ بالفعل تفتيت العقدة المسيحية، كاشفةً أن "تفاهم عون - جعجع على منصب نائب رئيس مجلس الوزراء أتى من خارجِ التّنسيق مع جنبلاط، وفقَ ما يجب أن يكون".

إستناداً إلى هذه القاعدة، بدأ أن جنبلاط وجدَ نفسه متحرراً من ثقلِ القوات التي ذهبت تفاوضُ العهد وحيدةً بالتكافل والتضامن مع الحريري. هنا، وجد جنبلاط أن يقتنصُ الفرصة ويلبّي دعوة الرئيس عون إلى قصر بعبدا، ثم يهبهُ مسألة حل العقدة الدّرزية من خلالِ تخريجة " الرشاتات " بينه وبين الوزير ارسلان، علماً أنه كان سابقاً قد فوّض الرّئيس برّي الحل!

عند هذا الحد وبعد إقناع جنبلاط بالتنازُل لمصلحة العهد من دونِ التّنسيق مع القوات، معيداً خلط الأوراق التي إستفادت منها بعبدا على إعتبار أن جنبلاط قد سبقَ حليفته القوات الى الحل، ويقالُ أن معراب دفعت سريعاً إلى مسار جامح وقبلَ التقاط انفاسها بدأت التّنازل واللعب على دراجات التّفاوض بغية تأمين ما تم تأمينه من مكتسبات.

حراك جنبلاط السّريع و تموضعه في خيار حكومي آخر، مثل عقدةً بالنسبة إلى معراب التي و بضوء ذلك، فرضت عليها ضغوطات جعلتها وحيدةً في المعركةِ بوجه عون، سيّما مع رعونة الحريري وليونة جنبلاط، فمثل كلام عدوان أكثر مستوى من الإمتعاض.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد أسبوع... لماذا كشفت إسرائيل إصابة مواقع حساسة بالهجوم الإيراني؟ 9 "عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 5 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 "الموس وصل عالرقبة"... على الحكومة التحرّك فورًا! 6 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 2
بقوة 5.6 درجة... زلزال "يهز" شمال تركيا! 11 لتخفيف استعمال الدفع النقدي... بيان من مصرف لبنان 7 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 3
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 12 بالفيديو: لحظة فرار منفّذي جريمة العزونية! 8 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر