Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
إدارة التعطيل حتى نهاية العام!
عبدالله قمح
|
الاربعاء
07
تشرين الثاني
2018
-
1:00
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
يقيسُ بعض القارئين بفنجان تشكيل الحُكومة الأمور وفقَ مسطرتهم. بعضٌ يكيلُ الإتهامات لحزب الله الذي يرمي من وراءِ تعطيل الحُكومة إلى تقطيع فترة العقوبات الأميركية بالحزم المُستحدثة على إيران، وآخرون يعتقدون أن السعودية كانت أمضى من الحزب في ممارسةِ تعطيل دام ٥ أشهر. جانب ثالث يحاولُ أن يكون موضوعياً رامياً أسباب التّعطيل إلى عوامل مشتركة بين الجانبين; فكيف ذلك؟
خلال فترة دوران عجلة التّشكيل الحُكومة، ظهر حزب الله كأكثر فريق مشجع على التأليف، وخلالَ تلك الفترة، قاربت بعض التحليلات الأمور من وجهةِ نظر إقليمية أيضاً، مدّعية أن الحزب يريدُ تشكيل حكومة كي يستفيدُ منها في العبورِ بين ألغام رزم العقوبات الجديدة، ومع دخولِ مسألة عقدة التوزير السّنية مدار الجد، أي قبل أن تدخل العقوبات حيّز التّنفيذ في ٥ الجاري، بدل هؤلاء مواقفهم من استفادة لحزب الله من التسريع الى نية في التأخير، ما أعطى إنطباعاً أن التحليلان لا يرتكزان إلى دعائم قوية بل يخضعان للتبدلات الطارئة.
لقد ألمح الرّئيس المُكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري مراراً أن حزب الله "يسهّلُ" التّشكيل، ولم يُبدِ في أي وقتَ إمتعاضه من أدوار يقومُ بها الحزب وتخدم فكرة التعطيل، مع الإشارة هنا إلى أن مصدر التّعطيل الذي دام ٥ أشهر، كان يأتي من حلفاء الحريري. يتوقفُ القارئون أمام سرعة التّنازل التي سلكت دربها معراب، منتقلةً من تشدد ازاء المطالب الحكومية التي وصلت حد الإحتجاب عن المشاركة، إلى تنازلات عامودية أفضت في النّتيجةِ إلى تذويبِ ما إصطلح على تسميته "العقدة المسيحية".
يتردّد وعلى نحوٍ ضيّق، أنّ كلمة السّر السعودية التي نقلها الرّئيس المُكلّف من الرياض خلال مشاركته في مؤتمر "دافوس الصحراء" وصبّها في بيروت، حملت تبدلات سياسيّة طارئة لفحتها رياح أميركية، وصلت إلى قناعة أن حزب الله يستفيدُ من سيناريو التّأخير الداخلي في الحُكومة، وقد يستخدمهُ للتكيّف مع العقوبات وتمريره لها، لذلك، تفترض المصادر، أن الرّسالة التي وضعت في معراب، قابلها رسائل أخرى أميركية حملت المضمون نفسه، مما أجبر القوات على صرفِ النظر عن العقدة والقبول بالحد الأدنى.
ويقال، أن البعض في الإقليم، أراد تحميل حجّة التّعطيل عند الدخول في الوقتِ الحاسم، إلى حزب الله، كنوع من حشره، وهو تكتيك مارسته السعودية حين إختارت أن تحرّر الحريري وحلفائها الجدد في بيروت من مطالبها، وقد ذكرت أمامهم نيتها ذا.
من هنا، يفسرُ القارئون صمت معراب عن موضوع "العقدة السّنية" وتفويض أمورها إلى نوابها الذين ما برحوا يغادرون قاعة النّقد والهجوم اليومي من هذه الخانة على الحزب.
الجانب الآخر لا يأخذُ في هذه المقولة بحرفيتها لكنه يتطابقُ معها في بعضِ الأحداث، كمثل الإيهام أن حزب الله يريدُ أصلاً التّأخير في تأليفِ الحُكومة كي يتبلور المسار الإقليمي ، لكنّه من جهة ثانية كان يستفيدُ من حشر الحُكومة من قبلِ حلفاء الحريري كي يصور الأمر على أنه إستهداف ليس فقط للحريري، بل للعهد أيضاً من جهاتٍ سياسيّة خارجية.
من وجهةِ نظر هذا الجانب، أن الفريق الدّاخلي المناوئ لحزب الله، إستطاع رمي تهمة التّعطيل عن نفسه ووضعها على كاهلِ الحزب آخذاً بممارسة نوع من "التّرهيب المعنوي" عليه، من خلالِ إغراق الإعلام بسيناريوهات شتّى تحاكي فكرة تقوم على توفّرِ مصلحة للحزب من التّعطيل، وهو لا يرمي من وراءِ ذلك إلى خلقِ حالاتٍ من الضغط تنجحُ في سحبِ "تنازلات" من حزب الله، بقدر ما هي "حرتقة إعلامية غايتها تشويه الصّورة ليس أكثر".
وما أدلّ إلى ذلك المُعطيات التي يعلمها من هُم منغمسون في خطِ التّأليف، الذين يعلمون جيداً أن الأزمة الرّاهنة، وبصرفِ النّظر عن حملها تأثيرات إقليمية من عدمه، مردها الأساسي ليس إلى أية أمور سوى مسألة تصريف نتائج الإنتخابات على نحوٍ يدخلُ مع الرّئيس المُكلّف شريكاً مضارباً، وهم يعلمون أن طرح الثنائي الشيعي توزير سنّي معارض ليس "إبن ساعته" ولم يكُن مناورة، بشهادة الحريري نفسه، الذي أدارَ مفاوضات مع الحزب في الغرفِ المغلقة حولَ هذا البند تحديداً و أُبقيت مضامينها بعيدةً عن الإعلام .
الفريق الثّالث لديه مقاربة مختلفة. يعتقدُ أن حزب الله كان يدفعُ إلى حكومة قبل سريان مفعول العقوبات، لكنه إرتابَ حين وجدَ أن الولايات المتحدة والسعودية إنقلبتا على فكرةِ التأخير بدليل حيثها معراب على ضرورةِ دخول الحكومة ولو على مضض. وقد وجِدَ أن عملية التنازلات جاءت قبل أيام قصيرة من بدءِ تطبيق رزم العقوبات الجديدة، فتوجس، ثم أخرج عقدته إلى زاوية أشد علماً أنها كانت موجودة أصلاً.
في تحليلِ هذا الجانب، أن الحزب يريدُ قراءة المشهد العام الذي سيلي ٥ نوفمبر. اللّافت أن السّلبيات خيّمت على العراق الذي عانى من أمرِ التّعطيل نفسه، وهو ما يزيدُ الإعتقاد بأن أمور المنطقة متشابكة وقد دخلت في عمليةِ إنتظار.
الجدير بالإنتباه، أن هذا الجانب، يحملُ علامات تفضي في النتيجةِ إلى تسيد فكرة تُرخي عن ظن بوجود مصلحة جماعية مشتركة لجميع السّاسة في لبنان، لكن ضمن هوامش معينة، من الابقاء على غيابِ الحُكومة مرحلياً ريثما ينجلي غبار العقوبات. أما دلالتهم إلى ذلك هو بعدم حصول تصعيد جامح في المواقفِ الدّاخلية كرد على "تعطيلِ الحُكومة "، لها أن تمهد لتنازل سياسي كما درجت العادة، وأن الأمور تقتصرُ حالياً على "إعتراضات ناعمة".
وفي ضوءِ ذلك، لا يبدو أن هناك بصيص أمل في أبصارِ الحُكومة النور أقلّه خلال الشّهر الجاري، هذا إن لم تنتقلُ الأزمة إلى مطلع العام القادم، كنتيجة لدراسة سلوك العقوبات، أما السّائد اليوم فهو دخول مرحلة "إدارة التعطيل" مدار التطبيق.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا