"ليبانون ديبايت"

تدور "العقدة السنية" دورتها كاملة لتعود الى المربع الاول، المربع الذي رسمت الاطراف من خلاله شروطها "التعجيزية" لولادة الحكومة، رغم كل التحذيرات والمخاطر التي تحيط بنا.

وعلى مرأى ومسمع من جمهوره وجه الرئيس سعد الحريري رسائل الى "الساحة السنية" لم تحتاج الضاحية الى فك شيفراتها لرسم تصور أولي عن موقف الرئيس المكلف، الصارم والرافض "قطعا" لتوزير واحد من نواب اللقاء التشاوري الستة.

عضو اللقاء النائب جهاد الصمد يستذكر الاخضر الابراهيمي حين سُئل يوم كان وسيطا لحل الازمة اللبنانية، عن امكانية ايجاد حل للأزمة فكان جوابه " نعم" في حال "صَلُحت النوايا".

اليوم يشدد الصمد على ضرورة أن تصلح النوايا لايجاد حل للأزمة، وبرأيه فان الرئيس المكلف سعد الحريري لم يُغلق الابواب ولكن موقفه "حمال أوجه" فالموقف الواضح وفق الصمد يكون باعتذار الحريري عن التأليف.

يرفض نائب الضنية تشبيه الحريري بجنبلاط، فالاخير حصد سبعة نواب من ثمانية وبالتالي يحق له أن يقول انه يمثل الدروز، أما الرئيس الحريري فحصد كتلة بسبعة عشر نائبا، وبالتالي عندما يقول انه تنازل فهذا لا يعني أنه ألغى حضوره.

انطلاقا من هذا التوصيف فان سنة اللقاء التشاوري لا يهدفون الى تحصيل مقعد وزاري بقدر ما يريدون الاعتراف من قبل الطرف الآخر بحضورهم على الساحة السُنية التي لم تعد حكرا على الحريري يؤكد الصمد، "المعركة سياسية بامتياز ولا تتعلق بحسابات أو خلافات شخصية مع أحد".

غير أن الحريري في المقابل كان واضحا حيال تمثيل النواب الستة، فأشار الى انه لو ترشح هؤلاء سويا منذ بداية الانتخابات وقالوا إنهم في حال فازوا فإنهم سيشكلون كتلة واحدة لكان عندها مجبرا على تمثيلهم. هذا التوصيف يرفضه الصمد فهو لم يرَ في أي قانون أو نظام داخلي في مجلس النواب يشير الى انه يجب على النواب خوض الانتخابات على اساس حزبي، ويسأل عن المستند القانوني الذي يُحظر الانتماء الى كتلة أو عن موعد معين لتشكيل هذا التكتل؟.

وينطلق من كلام الحريري عن أنهم "نواب سنة 8 آذار" للتأكيد على انهم تكتل نيابي شرعي.

وفيما يُصر الصمد على أن الحل يُحتم تمثيل النواب الستة بوزير منهم، يستغرب في المقابل كلام الحريري الذي يقول فيه ان تمثيل النواب السنة هو انتحار سياسي له ويقول: في حال يرفض الحريري الانتحار فلماذا "ينحرنا" برفض توزيرنا؟