Beirut
16°
|
Homepage
العِلْم حَسمَ الموضوع: المثلية ليست مرضًا
الخميس 15 تشرين الثاني 2018 - 17:43

ليبانون ديبايت - الدكتورة سهى بلّوط والدكتور عمر فتّال
 
قد يتراءى البعض أنّ المثلية مرضٌ أو "شذوذٌ" جنسيٌّ، غير أن العلم يُؤكدّ أنّها مجرّد اختلافٍ طبيعي في التوجه الجنسي عند الانسان. وعلى الرغم من ذلك، غالبًا ما يتعرّض أفراد مجتمع "الميم" من المثليّين والمثليّات لمحاولات تغيير الميول الجنسية (SOCE) ، بهدف تغيير ميولهم من المثلية الجنسية إلى المغايرة الجنسيّة (الانجذاب للجنس الآخر أو Heterosexual).

تتنوّع هذه المحاولات بين توجيه النصائح والاستشارات، الخضوع للعلاج النفسي الإجباري، والاستخدام العشوائي للأدوية، حيث يقوم بعض الأطباء بوصف هرموناتٍ وأدوية مخصّصة لعلاج الضعف الجنسي، علمًا أن هذه الممارسات أثبتت عدم جدواها، وأدّت إلى تداعياتٍ سلبية خطيرة على الصحة الجسدية والعقلية للأفراد المستهدفين.


وقد أدانت الجمعيات اللبنانية والعالمية الرائدة في مجال الصحة النفسية والعقلية، محاولات تغيير الميول الجنسية (SOCE) ، نظراً لنتائجها الخطيرة. فقد أصدرت الجمعية اللبنانية للأطباء النفسيين (LPS)  والجمعية اللبنانية لعلم النفس (LPA) والجمعية الأميركية للأطباء النفسيّين (APA) وجمعية علم النفس الأميركية (APA) ومنظمة الصحة للبلدان الأميركية(PAHO) ، بياناتٍ عدّة مندّدة بهذه الممارسات.

بدورها، أعدّت الجمعية الطبيّة اللبنانية للصحة الجنسية (LebMASH) بالتعاون مع جمعية "حلم"، المتخصّصة بحقوق المثليّين والمثليّات والمزدوجين/ات جنسيًّا ومتغيّري/ات النّوع الإجتماعيّ (مجتمع "الميم"- LGBT)، دراسة نموذجية حول محاولات تغيير الميول الجنسية (SOCE) في لبنان. وأظهرت النتائج مسارعة معظم الآباء والأمهات، لدى اكتشافهم ميول أبنائهم المثليّة، إلى استشارة اختصاصيّين في هذه الممارسات، وذلك بناءً على نصيحة الأساتذة أو الممرضين/ات في المدرسة.

الدوافع الكامنة خلف هذه المحاولات ارتبطت أحيانا بالنظريات الزائفة تجاه المثلية الجنسية، و أحيانا بالمعتقدات الدينية والموروثات الثقافية. يتعرّض المثليّون في سياق هذه الممارسات للوصم بالعار، ويُجبرون أحيانًا على التصرف بعكس طبيعتهم، وتُفرض عليهم العلاقات المغايرة الجنس. مع العلم، أنّ محاولات تغيير الميول الجنسية (SOCE) أثبتت فشلها في "إصلاح" أي شخص، بل فاقمت الشعور بالعار والقلق والاكتئاب، وحتى التفكير بالانتحار.

وفي سياق الحدّ من هذه الممارسات الخطيرة، أطلقت (LebMASH) حملةً بعنوان "المثلية الجنسية مش مرض (HINAD)"، بهدف رفع مستوى الوعي، وحثّ الأهل والأساتذة وممرّضي/ات المدارس والراغبين بالاستفسار عن الميول الجنسية، على استشارة المتخصّصين المؤهّلين بتقديم الرعاية الصحية الأمثل كهؤلاء المدرجين ضمن إطار الدليل الإلكتروني للجمعية(LebGUIDE)، الذي يضمّ اختصاصيّين مؤهلين للتعاطي مع أفراد مجتمع "الميم". https://www.lebmash.org/lebguide/

ونظّمت حملة (HINAD) الأسبوع الفائت مؤتمراً صحافياً، تحدّث خلاله أمين سر الجمعية اللبنانية للأطباء النفسيين (LPS) الدكتور جورج كرم، فلفت إلى أنّ "الجمعية تطرّقت عام 2013 إلى موضوع محاولات تغيير الميول الجنسية عبر الاعلام، حيث أكّدنا حينها ولأول مرة بشكل علني في بلدٍ عربي، أن المثلية ليست مرضًا. واليوم، نُعيد ونشدّد على أنّها ليست مرضًا، وبالتالي لا تحتاج إلى أيّ علاج، وإلا فإنّنا نتخطّى بذلك أطر العِلم". من جهتها، دعت رئيسة الجمعية اللبنانية لعلم النفس ( LPA ) الدكتورة إيمي كرم، إلى "دعم ذوي المثليين والمثليات وعائلاتهم، إن لجهة تقبّلهم للمثلية الجنسية، أو لجهة توعيتهم حول سبل مواجهة المجتمع وأحكامه القاسية في معظم الأحيان".

ومن هذا المنطلق، تناشد الجمعية الطبيّة اللبنانية للصحة الجنسية (LebMASH)، كلاً من الحكومة اللبنانية ونقابة أطباء لبنان، إلى حظر محاولات تغيير الميول الجنسية (SOCE) ، خصوصاً تلك التي تطال القاصرين والقاصرات.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
هذا ما يحصل متنياً 9 سقطة غير مبرّرة لنائب التغيير... من أنتَ؟ 5 الضاحية الجنوبية تغلي عسكريًا: تفاصيل ليلة سقوط "السفّاح"! 1
صدمةٌ بين الأهالي... بلدة لبنانية تستفيق على مأساة! (صورة) 10 لاعادة النازحين وكشف خبايا جريمة سليمان... تعاون بين الدولة اللبنانية والسورية! 6 الأب إيلي خنيصر يُحذّر من الشهر "المزاجي"... أسبوعان مجنونان بانتظاركم! 2
يخضع منذ الصباح للتحقيق... والتهمة صادمة! 11 مذكرةٌ من ميقاتي بشأن عطل رسمية... اليكم التفاصيل 7 بالتفاصيل… شعبة المعلومات تفك لغر فرار داني الرشيد 3
تعميم أوصاف جثّة رجل مجهول الهوية... هل من يَعرف عنه شيئًا؟ 12 بعد إصابته بجروح خطرة جراء طلق ناري... نقل كينجي جيراك إلى المستشفى! 8 "الحالة كانت خطيرة جداً"... الحريري يتعافى 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر