حضرت اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون الاحتفال الذي اقيم مساء امس برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كاتدرائية القديس يوسف في الاشرفية، تكريما للفنان الراحل شارل ازنافور وتقديرا لعطاءاته في المجالين الفني والثقافي، تحت عنوان "Pour Toi Aznavour" من تصميم واخراج المايسترو هارون فازليان.

الاحتفال الذي دعا اليه المعهد الوطني العالي للموسيقى وجمعية "هامسكايين" الارمنية للثقافة والتربية، بدعم من مصرف الـ"BBAC"، أحيته الاوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو هاروت فازليان، وكل من السوبورانو كورين متني، والتينور إليا فرانسيس وهايك بيتروسيان وعازف البيانو كارين أنانيان.

وكانت السيدة عون وصلت الى الكاتدرائية عند الساعة الثامنة والنصف مساء، حيث كان في استقبالها رئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى بسام سابا، رئيس مجلس ادارة جمعية "هامسكايين" في لبنان بيدروس تزاروكيان، مدير الجمعية هاغوب هافاتيان، ورئيس مجلس ادارة مصرف "BBAC" السيد غسان عساف وزوجته.

استهل الاحتفال بكلمة لرئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى، شكر فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "لرعايته هذا التكريم كما اللبنانية الاولى على حضورها"، مشيرا الى أن "هذا الاحتفال هو تحية لشارل ازنافور الذي ولد في فرنسا، من اصول ارمينية وسجل اكثر من 1200 أغنية بسبع لغات، وشارك في كتابة أكثر من 1000 أغنية، وقد تعاون مع الكثيرين من الفنانين. فهو المغني والمؤلف والشاعر والممثل، دخل قلوب الناس وسكن بيوتهم، وقدم أحاسيس مرهفة جدا للاجيال التي عايشته، وهو الذي غنى الحب والحياة والموت والانسان، وقد عرف بدعمه للقضايا الانسانية والاجتماعية".

وأوضح أن "الكونسرفتوار اراد اليوم، الربط بين جميع هذه المزايا الفنية والانسانية، لتتجسد في عمل فني يحمل في طياته الجمال والمتعة والثقافة، خصوصا أنه يحمل مسؤولية ترجمة الفكر الانساني الى اعمال فنية تعني الانسان من الداخل. فوظيفته ليست فقط إحياء أمسية فرح ومتعة، بل نشر الثقافة والفكر"، شاكرا "المايسترو هاروت فازليان وأعضاء الاوركسترا على عطائهم وجهودهم لإنجاح هذا الاحتفال".

وألقت نانور درسركيسيان كلمة باسم جمعية "هامسكايين"، شكرت فيها الرئيس عون "لرعايته هذا الحفل والسيدة عون لحضورها"، ثم عددت مزايا شارل ازنافور ومكانته كمبدع استثنائي "مغن، شاعر، ملحن، مؤدي وممثل، قدم اعماله المميزة على معظم مسارح العالم، فأدهش واسر وحرك انبل المشاعر. وقد مجدت اعماله اجمل واعمق واسمى المشاعر والقيم والحالات الانسانية، من الحب الى الجمال والحق والعدل والوحدة والظلم والفقر... كما وسع ازنافور مجالات الفن والموسيقى لاحياء الموروث الموسيقي لعدة شعوب وامم وادخالها رحاب الموسيقى العالمية".

واشارت الى أن "ازنافور الذي اكد ان فرنسا وطنه والارمنية هويته، لم يخف محبته لبلاد الارز، فلم يفوت فرصة لزيارتها، فبادلته المحبة واستقبلته بحفاوة كلما زارها".

ثم ألقى السيد عساف كلمة باسم مصرف BBAC، شكر فيها "السيدة عون لحضورها ممثلة رئيس الجمهورية"، وقال: "نجتمع الليلة لنستمع ونستمتع بألحان وكلمات شارل ازنافور، فهو اسطورة الاغنية الفرنسية الذي ادهشنا بفنه الجميل والراقي لسنوات طوال. ازنافور الذي نشأ في عائلة متواضعة لاجئة في فرنسا، كان وبالرغم من الصعاب مفعما بالحياة والسعادة كما عبر في اغنيته الشهيرة "la Boheme".

ولفت الى ان ازنافور "كان انسانا طموحا عصاميا منذ نشأته الاولى، واثقا من نجاحاته المستقبلية. ففي اغنيته المعروفة "je m'voyais déjà"، تخيل الاف الجماهير تصفق له وقوفا، وهذا ما حصل فعلا. لقد تحققت احلام ازنافور نتيجة عمله الدؤوب واصراره على النجاح، فصار من عمالقة الفنانين العالميين. هي الروح بالذات التي تجلت بالمجتمع الارمني - اللبناني الذي اغنى لبنان بمواهبه ومهاراته، وكان له الاثر الكبير في نمو الاقتصاد ليصبح ركنا اساسيا في بلدنا الحبيب لبنان. لذا فإن هذه المناسبة ليست تكريما لذكرى ازنافور فقط، بل انها ايضا تكريما للبنانيين الارمن الذين تربطني بهم كل المودة والاحترام والتقدير".