ليبانون ديبايت - روني ألفا

بعضُ البلدان تَرمي فيها شُعوبُها المسؤولينَ الفاسِدين في بَراميلَ قمامَةٍ كبيرَة. تغطّي وسائِلُ الإعلامِ الحدَث.تبحَثُ عَن تَجاعيدِ النّدَمِ عَلى وجوهِ هؤلاء وقَد اختَلَطَت مَع طَماطِمَ مهتَرِئَةٍ ونِفاياتٍ عضويَّةٍ متحلِّلَة.

في لبنان قرّرَ المسؤولونَ أنْ يَغمرونا بالقمامَةِ وقررَنا نحنُ بالمقابِل أن نَغمُرَهُم باللُّطف.قرّروا أن يُغرِقونا في الظّلمَة وقرَّرنا بالمقابِل أن نُغرِقَهُم بِمَديحِنا وبآياتِ الشّكرِ والمَديح.

تَعَوَّدنا أنْ نَزورَ أعتابَهُم المقدّسَةَ وننتَظرَ في طَوابيرِ الذلِّ فنتسوَّلَ وَظيفَةً في الدّولَةِ وإعفاءً مِن مَحضرِ ضَبطٍ وتَسويَةً لِمُخالَفَةٍ وقِسطاً مَدرسيّاً وورَقة خروجٍ مِن مستَشفَى.

حُكّامُنا أوبَعضُهُم لَن يَتَغيَّروا. مبسوطونَ مِن طقوسِ تأليهِهِم. الحاكِمُ في لبنان بَطرِيرك سياسي. تُلثَمُ يَدُهُ،تؤخَذُ بَرَكَتُهُ وتُستَهابُ سطوَتُهُ. المواطِنُ بالمقابِل مؤمِنٌ مُواظِبٌ عَلى إقامَةِ شَعائِرِ ذلِّهِ،حامِلٌ مُحترِفٌ للمَبخَرَة ومُمارِسٌ يواظِبُ عَلى ِطقوسِ الإنِحناء.

نحنَ لسنا بِحاجَةٍ إلى مَن يحرِّرَنا مِن الزّعيم. نحنُ بِحاجَة إلى مِن يُحّرِّرَنا مِن خنوعِ خضوعِنا المُطلَق. عِندما نخرُجُ مِن خضوعِنا يخرُجُ الزّعيمُ مِن الباب ويَرحَل.

هذه الطّبقَة السياسيَّة سَرَقَت فِلسَ الأرمَلَة.سلَبَت العجّزَ رِعايَةً صحيَّةً لائِقَة. سَرطَنَت طَعامَنا وهَواءَنا وماءَنا.حَرَمَت أولادَنا مستَقبَلاً لائِقاً.صبّت بَحرَنا في كؤوسِ الأملاكِ البحريَّةِ وشَرِبَتهُ. طبقَةٌ سياسيَّةٌ ملّحَت أطباقَ مجلسِ الإنماءِ والإعمار وأكَلَتها وتحلّت بصندوِقِ المهجَّرين وصناديق تَحلِيَة أخرَى.طبَقَة حوّلَت دَوائِر الدّولَة إلى كاراجات إتِرنيت مَلَأتها بالمؤمِنين وحَمَلَةِ المباخِر لِيَحرسوا كِرشَها ومَوائِدَها ويَعمَلوا عمّالَ تنظيفٍ لسمعَتِها وطرّاشينَ لإنجازاتِها الوهميَّة.

بالأمسِ خَرَجَ الشيوعي والناصِري ومَعَهم زِياد الرّحباني إلى الطّريق. دَولَةٌ فاشِلَة صَحيح. بِدايَةٌ ناجِحَةٌ لِمواجَهَة دَولَةٍ فاشِلَةٍ صَحيح. لَكِن لَم نَرَ واحِداَ في الشارِع قرّرَ ألا يَزورَ بيتَ الزّعيمِ صباحِ أحَد. ما زالَ المُواطِنُ يحجُّ إلى القَصرِ والدّارِ والبيتِ والمَكتبِ والمركَزِ ويتسلَّقُ الأعتابَ الرّسوليَّةَ بحلمٍ واحِدٍ أحَد...أن يرمقَهُ الزّعيمُ بِنظرَة. أن يلفتَ نظرَهُ. أن يتحرّكَ ضَميرُ جَيبَةِ الزّعيم بدولارِ الخضوع. هؤلاء إن لَم ينزلوا إلى الشارِع يبقى الشارِعُ كَما هوَ: شارِعُ تَكرارِ الخضوع.

إقتِراحٌ برسمِ المُواطِنِ إذا استيقَظ: أُرسُمْ دميَةً مِن كَرتونٍ للزّعيم. خُذها مَعَك وأنتَ في طريقِكَ إلى برميلِ القمامَةِ على الجهةِ الأخرَى من الرّصيف. ضَع نفاياتِكَ العضويَّةِ في البَرميل.َضَعْ دميَةَ الحَرامي أيضاً.فلتَمتَلئ شوارِعُ الوَطَن بِدُمَىَ الحَراميَّةِ في بَراميل.