Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
هيل يؤسّس للاستثمار بالعونيين
عبدالله قمح
|
الثلاثاء
15
كانون الثاني
2019
-
1:00
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
داخل بيئة حلفاء واشنطن في بيروت، سُمع أنين متعدد الدَرجات الصوتية، نتجَ عن خيار الرئيس الأميركي إعلان البدء بتنفيذ الإنسحاب من سوريا. هرول بعضهم بإتجاه عوكر أملاً بسماع الجواب الذي يهدأ النفوس؛ ونظراً إلى الضرورات المترتبة عن "فعل ترامب"، نفذت السفارة الأميركية "عملية إحتواء " كان الهدف منها وأد مكامن الذّعر والتخفيف من وطأة القرار، لكن بدا أن الأمر لم يجدِ نفعاً، فتقرر الإستعانة بخدمات أذرع العمليات الخاصة، وإرسال الرجل الثالث من الخارجية الأميركية من أجلِ وضع مواضع الشَّك عند حدودها.
قبل أن يفرض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيقاع نظريته: "عندما تتراجع الولايات المتحدة الأميركية تأتي الفوضى"، كان ثِلة من المؤمنين أميركياً في بيروت يضعون الحزن في الجرنِ متحسرين عن الإنكفاء الأميركي عن المنطقة. هؤلاء أدركوا قبل بومبيو أن تراجع الولايات المتحدة لا يأتي بالفوضى فقط، بل من شأنه أن يأتي عليهم بالتراجعات السّياسية، وقد يؤسس هذا الفعل إلى ترفع المحور الخصم على السّاحة مدة غير معروفة من الزمن، وهو ما لا يمكنُ تحمله وله أن يقض مضاجع النّفوس.
على ذلك، جرى الإستنجاد بوكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السّياسية ديفيد هيل الذي حطَ في بيروت بزيارة قُرأت أهدافها من جدولِ أعمالها. حطّ أولاً في دارة النّائب السّابق وليد جنبلاط، ومنها عرّج إلى بيوت الحلفاء الآخرين، ثم ترك زيارة الرّئاسات الثلاث إلى اليوم التالي، في سابقةٍ دبلوماسية لا تحدثُ إلا في الدُّول الضعيفة ذات الأنظمة المُهترئة سيادياً.
على أي حال ، تحرّك هيل لبنانياً، وخلافاً لبيان السّفارة الأميركية الذي لَخَص الجولة بـ "إعادة التّأكيد على دعم الولايات المتحدة القوي للدولة اللبنانية، بما في ذلك مؤسساتها الأمنية الشرعية.. والتّشديد على قلقِ الولايات المتحدة من أنشطة حزب الله المزعزعة للإستقرار في لبنان والمنطقة"، فإن هيل حمل معه "مهدئات أميركية إلى الحلفاء في لبنان" مرّرها إليهم على شكلِ "صيغ كلامية" على نحو أن "سياسةِ واشنطن تجاههم منفصلة عن وجود القوات على الأرض ومنعزلة عن مصيرها" إلى جانبِ التّأكيد "على إلتزام واشنطن تجاه حلفائها".
وفي أي حال، المحللون لا يمكنهم فصل الإنسحاب الأميركي من سوريا عن التأثيرات على الوضع اللبناني. ووفق قاعدة أن الإنسحاب يحتاجُ سَد ثغراته إيجاد مسطحات أرضية ملائمة، و يعتقدون أن مجيء هيل إلى بيروت حاملاً معه علامات الطمأنينة، يؤسس إلى إعتقاد أن واشنطن قد ترفع درجة الإهتمام السّياسي بلبنان كباب من أبواب تعويض الغياب عن سوريا.
لكن كيف سيحصل ذلك وحزب الله متواجد بشكل "مفرط في القوة" داخل اللعبة السّياسية اللبنانية؟
عملياً، يترتبُ عن الدخول الأميركي "المعزز" إلى لبنان، إيجاد الأرضية المُناسبة لهذا الدخول، وهذا تالياً، يترتبُ عليه توفير الأجواء لا بل الإستفادة من عدّة عوامل موجودة، أو أنها طرأت حديثاً.
لم يَعُد سراً أن مسؤولين في الإدارة الأميركية، أبلغوا ساسة لبنانيون، رغبتهم في الإسراع بتشكيل الحُكومة، لكنهم وضعوا شرطاً هو التّقليل من قيمة وجود حزب الله داخلها بالمعنى العددي، وطالما أن الحزب يرتب أوراقه لـ "حضور وازن" معنى ذلك أن عملية مكافحة واشنطن له لبنانياً ستدوم وفق عناوين شتى منها إجراء عملية "تأخير تكتيكي" لولادة الحُكومة.
وفق مُطلعين على الموقفِ الأميركي، ثمّة مراعاة لقاعدة "عدم منح حزب الله القدرة على التحكم بمستوى القرار السّياسي داخل الحُكومة"، وما دام أن الحزب –أو بعضاً منه- يعاند حليفه البرتقالي في نيلِ بركة الـ١١ وزيراً التي لها قدرة الحل والربط داخل الحُكومة، وإنطلاقاً منها، تسعى واشنطن الإستفادة من جملة تباينات ظهرت على السّاحة الداخلية، على رأسها التباين المتعاظم في المواقف بين حزب الله والتيار الوطني الحر ومنه إلى رئاسة الجمهورية.
ولعل ما ينذر بعدم وجود الخير، تشجيع المسؤولين الأميركيين للطبقة القريبة منهم سياسياً، على الإستفادةِ من هذه العوامل في تمتين أواصل التسوية الرئاسية الحاكمة في لبنان، وعبرها، تعزيز موقع رئاسة الجمهورية وإعادة ترتيب العلاقات مع التيار العوني وفق إطار جديد ولو على حساب من يفترضُ أنهم خصوم سياسيون سابقون له. المثير للإنتباه، أن هذا الترتيب يراد منه تقديم علاقة التيار مع الجهات المحسوبة سياسياً على ١٤ آذار، مقارنة بعلاقاته مع جانب ٨ آذار التي يخوض التيار معهم مناوشات مؤذية.
ولعل أخرى، أن جولة هيل فيها ما فيها من مفاتيح تجاه تثبيت هذا الوزن من السّياسة. إذ يسرّبُ من محيطين بعملية ترتيب اللقاءات، أن هيل أبدى اهتماماً بإشراك ممثلين عن التيار الوطني الحر وحركة أمل في أحد الجلسات التي دعيَ إليها من قبل رئيس تيّار ماروني –درجة ثانية-، وهذا التوجه قرأ لدى سؤاله عن الحضور وإحتمال أن يكون هناك ممثلين عن التيارين فيه!
علامة أخرى، أن هيل، اهتمَ بإبراز محورية العلاقة مع النائب جنبلاط من خلال تمييزه بالزيارة الأولى، بعد أن رصد جنبلاط وهو يتهيبُ لإجراء التفافية قصيرة، أو أنه نفّذ، تجاه حارة حريك، ما كان موضع نقزة لدى خلفاء واشنطن في بيروت.
ويبدو أن ما يسعى هيل للتأسيس له في زيارة الحالية، هو نصح الفئات الداخلة بـ "تحالف تقاطع مصالح مع التيار الوطني الحر" أن تزيد من التقديمات ولو على حسابها، وفي جانب آخر، إهتمام هيل في تقديمِ إغراءات أميركية صوب التيار تأتي كبديل عما قد يخسره بسبب علاقته بحزب الله، كواحد من دواعي العقوبات الأميركية على الأخير.
وقد بدا التيار البرتقالي، في الآونة الاخيرة، مربكاً من سياقِ التعاملات المالية الأميركية التي تطالُ حليفه الشيعي. وقد أهب "العوني" وانتدبَ خبراء ماليين مرّات عديدة من أجلِ زيارة واشنطن ومحاولة معروفة مدى إقتران العقوبات بحلفاء حزب الله وإحتمال وجود تأثيرات عليهم من خلفها، وهو ما قرأ اميركياً على أنه "إرباك" يعاني منه العونيون، والسّبيل الأفضل للتأسيس لتمايز موضعي محدود عن حزب الله، يكمنُ بالإستثمار في نتائج هذه العقوبا
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا