Beirut
16°
|
Homepage
الحزب والتيّار: دقّت الساعة
عبدالله قمح | الاربعاء 16 كانون الثاني 2019 - 0:50

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

استنجد رئيس التيّار الوطني الحرّ بـ 6 شباط "مار مخايل" للرّد على 6 شباط "عين التينة" بعد ان بلغ مستوى المواجهة استخدام الضربات تحت الحزم. في قاموس الوزير جبران باسيل هناك 6 شباط واحد -وفق ما أعلن-. 6 شباط "الباسيلية" ذات مدلولات تختلف نوعاً ما عن 6 شباط عين التينة؛ هي تحمل روحية خاصة، بل ربما تصل الى ذات الحرارة التي يحملها الحركيون تجاه 6 شباط 84.

ساعة انتفض باسيل على تفسير رؤياه حول 6 شباط، كان يحاول اضفاء طابع القداسة على تاريخ واحد، اي 6 شباط 2006، ربطاً بقاعدة توحيد التواريخ عند التيّار، الذي مثلاً، لا يعنيه 14 آذار سوى ذلك المؤرخ عام 1989 وليس بعده. هو أراد من وراء تمجيد 6 شباط 2006 أن يقدم صورة ظاهرية الى من يعنيهم الأمر، أن حلفه مع حزب الله بألف خير، فهل هو كذلك أم أن باسيل يصبو من وراء نعت 6 شباط الى تصحيح العلاقة؟


لا شك أنّ التمايز بات يظهر بأشكال متعددة بين كل من رئيس الجمهورية وحزب الله وجبران باسيل، لكن هذا التمايز يبقى ضمن الاطر المسموح بها، ويحمل طابع الموزون المدروس الذي لا يبيح المحظورات ولا يقفز فوق الخطوط الحمر، وطبعاً، لدى وجهتي نظر الجانبين، التمايز حق مشروع ما دام لا يمس بما اتفق عليه.

المتابع لشؤون الحليفين يُدرك أن "تفاهم مار مخايل" يعيش أياماً صعبة، بل سنواتٍ عجاف، وهذا الوضع الناشئ متوقع أن يدوم أقله حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون.

تعود الاسباب الى رزوح العلاقة بين الجانبين تحت وابل الاستهداف متعدد الاطراف، فلا أحد يريد الخير لهما ولا يريد المودة والرحمة او استمرار هذا التفاهم، لا في الداخل ولا في الخارج، بل ان آخرين قاسوا ان استمرار التفاهم على النحو الذي هو عليه اليوم، قد يبقي لبنان تحت رحمة رؤية سياسية واحدة، ولكي تجري فكفكتها عليكم بالتفاهم!

لكن المريب، ان اطرافاً محسوبة على الجانبين، لم تدرك بعد طبيعة الاستهداف وابعاده -ربما-، بل تراها تغرق دائماً في سياق طويل في الجدل الثنائي الذي يوحي ان الامور ليست بخير بين بعبدا وحارة حريك أو ميرنا الشالوحي، ما له ان ينسحب بوتيرة سلبية الى القواعد الشعبية، التي تعاني اصلاً من الاستهداف الذي له شأن توظيف التباينات وخلق الانقسامات.

قبل فترة قصيرة دعي قومٌ برتقاليون الى جلسة استماع سياسية على مائدة أحد السياسيين. جاءت تلك الجلسة في موعد مريب تزامن وحصول اختلاف في وجهات النظر بين الضاحية وبعبدا عند اول منعطف متعلق بأزمة العقدة السنية. تطرق الجالسون يومها الى أكثر من ملف، وعند بلوغ النقاش "وثيقة التفاهم" سمعوا أحاديث عن ضرورة ان يجري الاتفاق على آلية تعتمد من أجل الحفاظ على بنوده، بل ان البعض كان له رأي آخر، يتلخص في الذهاب نحو ضرورة احداث "لجنة" من ضمن آلية معينة، تسهر على ادخال تعديلات على التفاهم وفق المصلحة المرحلية.

للوهلة الاولى ظن البعض ان الغاية من خلف الطرح ادخال مزيد من الحرارة الى تفاهم مار مخايل او نقله من خانة الاتفاق الثابت الى الاتفاق المتحرك، لكن سرعان ما ثبت ان الغاية هي خلق اجواء تأزيمية يمكن لها ان تنسف في لحظة كل التفاهم في حال جرى الاختلاف على نوعية التعديلات المقترحة، فجرى العدول عنه.

اصلاً، حزب الله يجد نفسه غير معني بإدخال اي تعديل، فما كتب مع ميشال عون (زمن رئاسته للتيار) قد كتب، وهو نص يبلغ مستويات القداسة، القداسة نفسها التي اشار اليها الوزير باسيل خلال حديثه قبل ايام دون ان ينطق بمعناها الحرفي، لذا، فلا بديل عن التفاهم "بورقته الحالية" ولا نية في اجراء تعديلات، أما ما معنى ادخال تعديلات طالما ان التفاهم من أصله طال مواضيع تتجاوز الزمن الذي كتب به وما زالت صالحة للاستخدام؟

على العموم تسمع داخل البيئة الادارية لكل من حزب الله والتيار الوطني الحر، عبارات على وزن دعوات لفتح مصارحة، فهل أن الامور وصلت بينهما الى مستوى طرح المصارحة على الطاولة؟

البعض يجيب بـ "نعم" طالما أن الاتفاق مرّ على توقيعه أكثر من 10 أعوام، فأمور كثيرة قد تغيرت منذ 2005، وجانب آخر يعتبرها ضرورة، سيما بعد الجولات الاخيرة التي نسبت الى مقربين من الجانبين وتسببت بجدل، والجدل لا يمحوه الا مصارحة مباشرة لا بدّ ان تتم في أقرب فرصة، والوقت الافضل هو بعد الفراغ من الازمة الحكومية لكونها تتحمل وزر المسؤولية.

الدافعون خلف هذا الطرح ينطلقون من عدة عوامل ذاتية وغير ذاتية، تتصل بطبيعة النظرة للعلاقة لدى بيئات الجانبين والسعي الى استخراج عوامل التأزيم وتنقيتها من التراكمات والشوائب، وجانب آخر يتصل بطبيعة الاستهداف المتكرّر الذي يعد على قائمة التهديدات "الاكثر فتكاً".

فالولايات المتحدة مثلاً، تحضر نفسها لاستغلال عوامل الاشتباك بين حزب الله وحلفائه، وليس سراً انها وضعت التيار الوطني الحر على قائمة "الاكثر اهمية"، ومن جهة ثانية تمارس عملية "ترهيب" بحق هؤلاء الحلفاء، على نحو تذكيرهم بمخاطر العقوبات المالية وإمكانية ان تطالهم شظاياها، ما يؤسس لحالة هلع لدى جانب واسع من هذه البيئة.

وليس سراً ايضاً، ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، دخل على خط تبديد اي التباسات عند التيار الذي لفح مرة بهواء عليل يحمل امطار العقوبات، بل انه تدخل شخصياً لمعالجة عدة أمور ومنع تفاقمها وحتى تبديد مخاوف الحلفاء من سلسلة اجراءات اتخذتها واشنطن او هي في صدد اتخاذها.

وتذكر مصادر مطلعة على اجواء الضاحية، أن باسيل طلب في مرة سابقة الحصول على ايضاحات بشأن العقوبات المالية على الحزب واحتمالات انفلاشها صوب الحلفاء ومدى حقيقة انعكاسها على عملية تشكيل الحكومة، فتكفل نصرالله بإيضاحها الى باسيل وتهدئة باله، ومن جملة ما سمعه من "السيد" انه يرى افضلية في تشكيل حكومة بأسرع وقت لأن ثمة من يكيد لنا.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
تحذيرٌ "عاجل" من اليوم "الحارق" المُرتقب... وهؤلاء عرضة للخطر! 9 صدمةٌ بين الأهالي... بلدة لبنانية تستفيق على مأساة! (صورة) 5 يخضع منذ الصباح للتحقيق... والتهمة صادمة! 1
اسرائيل تحضّر لـ "اقتحام برّي" في الجنوب والجولان! 10 هذا ما يحصل متنياً 6 "رسائل خطيرة على الهواتف"... وتحذير جدّي إلى المواطنين! 2
أسعارٌ جديدة للمحروقات! 11 بعد فصل طالبة لبنانية من جامعة أميركية... دعوةٌ من إعلامي لبناني! (فيديو) 7 "إجتياح من نوع آخر" لمدينة لبنانية! 3
ممارسات إسرائيلية تشكّل تهديداً لمطار بيروت! 12 المهندس "أبو علي" ضحيّة جديدة للإعتداءات الإسرائيلية! 8 "الثمن مُكلف جدًا"... لافتة تُثير الإستغراب في الغبيري! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر