ليبانون ديبايت - المحرّر السياسيّ

من جديد، حضنت بكركي رؤساء الكتل والنوّاب الموارنة، في صرحٍ وطنيٍّ وبيتٍ يستقبل جميع اللبنانيّين، بهدف التباحث من أجل توحيد الرأي حول كيفيّة الخروج من حال الخطر السياسي والاقتصادي والمالي والمواضيع كافة. وفق ما أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في كلمته خلال افتتاح اللقاء التشاوري.

البطريرك الراعي، صمّم على عقد اللقاء في موعده، على الرغم من الوعكة الصحية التي ألمّت به قبل أيّام، نظراً لأهميّة هذا الحدث ودقّة الوضع الذي يمرّ به لبنان، مشدّداً على عدم وجود أي نيّة لإقصاء أحد.

صحيح أنّ الأنظار، اتّجهت الى اللقاء وما سيصدر عنه من بيانٍ، بيد أنّ الرصد دائماً ما يتعقّب "المناكفات" التي تحصل على هامش هكذا اجتماعات وخصوصاً تلك التي تجمع "الأضداد".

السجال الأبرز، سُجّل بين رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة والنائب زياد أسود، إذ توجّه الأوّل الى عضو تكتّل لبنان القوي، بالقول:"لم نأتِ الى هنا لدعم الثلث المعطل لرئيس الجمهورية"، مشدداً على أن "الحكومة بتمشي اذا بيتخلى التيار عن اسم واحد".

وأضاف فرنجيّة:"يجب التخلي عن الوزير الـ 11 لأن حزب الله صبور ولن يتراجع".

أما أسود، فأكّد لفرنجيّة، أنّ "التيار الوطني الحر لم يطالب بالوزير الحادي عشر وهذا الأمر إن حصل فهو مكسب للمسيحيين".

وعلى هامش اللقاء، كان بارزاً حصول خلوة بين النائبين ابراهيم كنعان وجورج عدوان تضمنت البحث والتنسيق في بعض الأمور المطروحة على الساحة السياسية.

بدوره، قال رئيس التيّار الوطني الحرّ الوزير جبران باسيل، "في بكركي نصلّي مسيحياً ونتأمل مارونياً ونفكر لبنانياً من اجل وطننا وإنساننا وندخل اللقاء الوجداني بايجابية وانفتاح ومحبة".

ولوحظ مغادرة باسيل اللقاء قبل انتهائه، لإجتماعٍ ضروريّ عليه أن يحضره في وزارة الخارجيّة.

هكذا انتهى الاجتماع... "على خير"، وتمّ تعيين لجنة لصياغة البيان الصادر عن اللقاء في بكركي قوامها النواب: ابراهيم كنعان، جورج عدوان، سامي الجميل، اسطفان الدويهي، فريد الخازن، هادي حبيش. بحضور المطران سمير مظلوم.

وبعد اللقاء، أكّد النائب ابراهيم كنعان أنّ "البيان سيعبّر عن الكثير من المسائل التي تجمعنا والنقاط العالقة ستتابع بجدية وعمق لتصغير رقعة الاختلاف". لافتاً، الى أنّ "الجميع تمثل بلجنة المتابعة وهناك نقاش حصل ولكن لا تشنج لان القضية الوطنية المسيحية ليست ملكا لاشخاص".

بدوره، شدّد النائب جورج عدوان، أننا "نريد قيام دولة حقيقية وعلى رأسها رئيس الجمهورية، والمطلوب من عون والرئيس المكلف سعد الحريري أمس قبل اليوم تأليف الحكومة".

أما النائب فريد هيكل الخازن، فقال:"لقاء بكركي سيكون له مفاعيل إيجابية اقلّه أن الموارنة يجتمعون تحت سقف البطريرك بالرغم من اختلافاتهم السياسية وهم متفقون على الكثير من المسلمات".

وأعلن النائب هادي حبيش، ان "لجنة صياغة البيان الختامي ستتحول الى لجنة متابعة لكافة المواضيع التي تم بحثها والتي ستصدر في البيان الختامي".

من جهته، لفت النائب سيمون أبي رميا، أنّ "اجتماعنا في بكركي هو للبحث في أمور أساسية وليس ظرفية". مؤكّداً أنّه "علينا دعم الرئاسة الأولى لبناء المؤسسات وترسيخ دولة القانون والدفاع عن فرادة صيغتنا".

النائب نعمة افرام قال بدوره، أنّه "إذا خير الموارنة بين الحرية والعيش المشترك، فليكن معلوما للجميع أنهم سيختارون الحرية". مشيراً الى أنّه "إذا كان من تطوير مطلوب للنظام، فهو لتحفيز الإنتاجية فقط لا غير".

وشدّد النائب فادي سعد، على "استعادة الدور الوطني المسيحي معبره -الدولة اللبنانية والدستور والقوانين والشرعية، الأمر الذي يجعلنا كقوات لبنانية نرفع عنوان الدولة كأساس في مشروعنا وأهدافها السياسية لأنها الوحيدة القادرة على إيصال اللبنانيين الى شاطئ الأمان".

كما دعا الوزير والنائب بيار بو عاصي، الى "ضرورة إعلاء الحوار في العلاقات بين بعضنا البعض كمدخل أساس لحل كل الخلافات والتباينات".

أما من خارج "دائرة" اللقاء في بكركي، كان لافتاً تصريح عضو كتلة الجمهورية القويّة النائب سيزار المعلوف، الذي غرّد على حسابه عبر "تويتر"، كاتباً:"عندما قال المفكر ميشال شيحا بما معناه "من أراد إلغاء طائفة في لبنان أراد إلغاء لبنان بكامله، فاته ان يضيف "من أراد حصر المسيحيين بالطائفة المارونية، أراد إلغاء مسيحيي لبنان كلّهم".

إشارة، الى أنّ مسؤول الاعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض، تلا تفاصيل البيان الختامي الذي تضمّن 13 نقطة أكّد المجتمعون عليها بعد نقاش معمّق.

كما تعهّد المجتمعون، "مواجهة التحديات المقلقة وتنظيم وتنسيق اطر واليات مواجهتها عبر تشكيل لجنة متابعة تضم ممثلين عن الكتل النيابية المشاركة في اللقاء والسّابق ذكرها، تباشر اعمالها فورًا لاستكمال البحث في النقاط التي طرحت في خلاله على ان تعقد اجتماعات موسعة لاحقًا في ضوء نتائج عملها".