Beirut
16°
|
Homepage
كلام حكومي كبير!
عبدالله قمح | الاربعاء 23 كانون الثاني 2019 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

على مسمعِ كافة الدوائر السّياسية أعطي "أمر اليوم"؛ حكومة خلال الأسبوع الحالي أو "لا حكومة". كلام ردّد من أعلى الهرم ونزولاً وحتى ترتفع لغة الجدّية مطعمة بنكهة الحزم، أوكل إلى النّائب جميل السيّد مهمة إصدار مذكرة الجلب "إما حكومة خلال الأسبوع أو إسقاط التّكليف".

"الإنزال السّياسي" الذي نفذه النّائب السيّد، يعبر عن التوجهات القادمة لدى الفريق الأكثري في المجلس، الذي باتَ يعتبرُ نفسه مستهدفاً من التعطيل، وما دام الأمر على هذا النحو لماذا يكتفي فقط بالدفاع ولا يبادر إلى الهجوم؟ وعلى نحو ذلك فإن المعركة إذاً باتت في الأمتار الأخيرة، والوضع الآن كما يلي: "عض أصابع من الآن وحتى نهار الأحد" والأثنين لناظره قريب!


رئيس الحُكومة المُكلّف سعد الحريري الذي أدرك منطق الجدّية والحزم، كان قد باشر محادثات مع الوزير جبران باسيل بتغطية من بعبدا من أجل صوغ الحل النهائي وإدراك أعتاب إنهاء الأزمة، لكن يبدو أن ما قدم على طبق بيت الوسط جاء وفق منطق "التسلل" ما لم يعجب الثنائي الشيعي الذي أبلغ من يعنيهم الأمر أن المشروع المقدم للحل كناية عن "مشروع مشكل".

تأهب الثُنائي الشيعي جاء بعدما وردت إليه ليل أمس الأول مقترحات يسوّقها الوزير جبران باسيل لا تنسجم والضوابط المعمول بها، إذ تمنح الأفضليّة الحكومية للرئيس الحريري وتحافظ على حصّة فريق رئيس الجمهورية، ولو أنها تعطي اللقاء التشاوري وزيراً لكنها تكرّس أعراف طائفية مرفوضة، كمثل تجاوز حق العلويين بالتزوير ضمن صيغة الـ ٣٢ وزيراً ومنح الوزير رقم ٣١ للطائفة السّنية كتعويض للحريري عن دخول سنّي معارض!

هذا الأمر أبلغ رفضه من قبل مراجع عليا، وبعد أن لمس الرئيس الحريري شدّة الغضب التي انتابت عين التينة ثم ما تبعها من إصدار أمر بـ"القصف المركز"، حضر إليها بأمر يشبه الإستدعاء مبرّراً ما جرى التطرق إليه وبأي سياق أتى، وربما اُسمع الحريري ما يجب أن يسمعهُ حتى ترك أمر إسقاط مبادرة الـ ٣٢ إلى الرئيس برّي وفضّل أن يولّي هارباً.

ربما أفصح الحريري أمام بري عن حقيقة مصدر طرح اعتماد ٧ وزراء سنّة بل وقد يكون نفض اليد منه بعد أن بات الجميع يعلمُ من أين جاء الإقتراح ومن سرّب الخبر إلى الإعلام، لكن هل بات الحريري يمتلك الشجاعة الكافية للكشف عن الأسباب التي تحتجز الحُكومة؟

في بواطنِ نفوس فريق الثنائي الشيعي وحلفاؤه، إعتقاد راسخ أن مسألة تأخير تشكيل الحُكومة، لا تندرجُ تحت خانة "التكتيكات الداخلية" بل أن ما سمع من لغة نطق بها المبعوث الأميركي إلى بيروت، دايفيد هيل، (دعا إلى تفعيل حكومة تصريف الأعمال وعدم منح حلفاء حزب الله الأفضلية في الحكومة) يفيدُ إعتماده كسبب من أسباب تعمّد التعطيل، وطالما أن الخيار الأميركي هو المواجهة داخلياً، فلماذا نحن لا نتخذ قرار الهجوم؟

هذا الكلام يردّد منذ الأمس على السّنة أقطاب وازنة داخل الفريق، وما تصريحُ النّائب السيّد إلا تعبير عن هذا التوجّه وضيق الصدر الذي بات ينتابُ هذا الفريق من عملية الفرار المستمرة واستفزازه على الدرجات العالية، فمسألة طرح الثّقة بمشوار الرئيس الحريري باتَ وللمرة الأولى يبحث على نارٍ حامية، ولا يجبُ أخذ كلام السيّد على سبيلِ ممارسة الضغوطات أو التهويل.

لكن ما لم يصرّح به النّائب السيّد تتكفّل مصادر اللّقاء التشاوري بالبوح به لـ"ليبانون ديبايت"، كاشفة أنهم كفريق سياسي وجزء من فريق سياسي وازن في البلد، يرفضون فكرة إعادة إحياء حكومة تصريف الأعمال و "جاهزون للمواجهة".

الكلام عالي السقف، بحسب المصادر، مردهُ إلى النوايا الكامنة خلف الطرح واتضاح وجود رغبة أميركية في ذلك، وما دام الأميركي يرغبُ يعني أن ثمّة توجهات لديه تتصل بمصالحه.

أضف إلى ذلك، أن اللّقاء التّشاوري باتت تساوره شكوك حول أدوار الوزير جبران باسيل، فهو "يدفع إلى تكريسِ منطق الحريري ويريدُ أن يركّبه على ظهرنا".

أمرٌ آخر يندرجُ تحت الخانة نفسها ، تنطق به مصادر مقربة من حزب الله التي تكشف لـ"ليبانون ديبايت" أنها سمعت من مسؤولين في الحزب أنهم "ضد فكرة تفعيل حكومة تصريف الأعمال" لأنها أمر "لا يصح ما دامت الإنتخابات أفرزت نتائج تختلف جذرياً عن واقع الحُكومة المُستقيلة".

أكثر من ذلك، حزب الله، يرى في الخطوة إستهداف له كي لا يحقق رغبته في تبوء وزارة الصحة للمرة الأولى في تاريخه. ثمّة أمر آخر، يدلُ إلى عدم ترك فريقه السّياسي ينعم بعطاءات الانتخابات التي منحته التقدم على نظرائه، ليس كذلك فقط، بل أن ثمّة من يسعى إلى تكريسِ قاعدة، أن مجلس نواب ٨ آذار لا بد وأن يكون مقابله مجلس وزراء فيه الغالبية الـ ١٤ آذار، هذه المعادلة لن يقبلها الحزب.

لكن ما يضعُ العقل في الجرن، أن الرّئيس نبيه بري هو الذي دفع صوب تفعيل حكومة تصريف الأعمال مؤخراً! في إعتقاد المصادر، أن اندفاعة برّي أتت لأمر محدّد فرضته الظروف، والظروف ذاتها أدّت به إلى صرفِ النظر عن الخطوة بعدَ الكلام الأميركي الذي سمعه في بيروت فـ"ليس بري من يقدمُ الخدمات للأميركيين!"
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 9 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 10 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 3
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 12 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر