Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
خرق أمني أو سياسي في المجلس الأعلى للدفاع؟
المحرر السياسي
|
الاربعاء
30
كانون الثاني
2019
-
12:15
"ليبانون ديبايت" - المحرّر السياسي
مرّت 5 أيّام على نشر صحيفة "الأخبار" تقريرين متصلين يتضمّن الأول معلومات مسرّبة عن آخر اجتماع عقد للمجلس الأعلى للدفاع، تضمّن نقاشات في محاور مختلفة كان من المفترض أن تكون سرية ومضامين غاية في الأهمية من الحدود البرية والبحرية والخروقات الاسرائيلية وكيفية المواجهة، والموضوع الثاني "معطيات" سردها الكاتب مدعياً وجود أنماط الغاية منها تغيير "عقيدة الجيش".
ومرّت الأيام دون حصول أي تحقيق جدي لمعرفة مصدر التسريبات والغاية منها، وبغض النظر عن مدى صحتها، فالتسريب بحد ذاته يعتبر عملًا عدائيًا لأنه خرق السرّية المفترضة لأعلى سلطة تتخذ قرارات مصيريّة على مستوى البلاد خاصة أن مستوى الحاضرين يرقى إلى أعلى درجات المسؤولية.
تساور شكوك لدى متابعين حوّل النيّة والغاية من وراء التسريب، إستدراج هو أم زلّة لسان عن حسن نيّة أم إحتمال تصفية حسابات سياسيّة عن سوء نيّة، والهدف منه اعاقة وتوهين وتثبيط عزائم ومحاولة إفشال عمل مؤسسة تراكم نجاحات كبيرة في عملها، سيما تزامن النشر وموقف جانب سياسي منه، مع أشياء وممارسات أخرى تغرق فيها البلاد كمحاولة لاثبات فشل جهة سياسية.
وهنا يكمن سؤال: هل تصويب الاتهام باتجاه قيادات أمنيّة وعسكريّة الهدف منه إيصال رسالة إلى العهد؟ وهل يكون التنافس السياسي بإستخدام الأسلحة المحرمة، وهو ما وضع طرف سياسي يمثله أحد الوزراء في "المجلس" موضع الاتهام المباشر.
يضاف إلى ذلك الحملة المبرمجة وتزاحم المعطيات المتصلة بالجيش والتي تتعمّد أقلام في الداخل والخارج نشرها، بما يتضمن تشويه حقائق واسقاطات من نسج الخيال وبما تنضح به نواياه من أفكار لا تمت إلى الواقع والحقيقة بأي صلة، ما يدل إلى اعتقاد حول وجود آلية تعمل على ممارسة استهدافات مبرمجة تضرب صورة الجيش وفي هذه المرحلة الحساسة بالذات.
نيّة الاستهداف بدت واضحة. ففي حين كان الرأي العام منصب الاهتمام صوب إطلالة الأمين العام لحزب الله محاولاً البحث عن إجابات حول الوضع العام لا سيما الكباش مع إسرائيل، ارتأى المسرّب أن يضع أمامهم عينة من المقالات "مشوهة الوقائع" كان لها أن نقلت جانب من اهتمام بيئة المقاومة من المقابلة إلى قيادة الجيش، وسط بروز حملات اتخذت الصفة الهجومية بحق المؤسسة العسكرية، ما دفع بالسيّد حسن نصرالله إلى توجيه تعليق صريح وواضح خلال المقابلة حول متانة ثقته بالجيش و "الوقوف خلفه".
المستغرب أن عملية استهداف الجيش في الداخل والايحاء كما وأنه يتحاشى الرّد على الاعتداءات الإسرائيلية لغياب النية لديه كنتيجة لـ"تفاهمات مسبقة" ابرمها أو كالتزام منه تجاه الاميركيين لقاء تزوّده بالعتاد، يتزامن وعمليات استهداف يقوم بها بعض الضباط الاميركيين السابقين والخبراء الاستراتيجيين والكتاب الدائرين في خانة إسرائيل بواشنطن، على شاكلة مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، ديفيد شينكر، الذي يتحدث كما غيره باستمرار عن "عملية الاستثمار" في الجيش اللبناني لتحوير عقيدته القتالية ونقلها من مواجهة إسرائيل إلى استخدام محلي لبناني صرف ضد حزب الله "لا تؤتي مفعولها".
ويعاكس هؤلاء الرغبة الأميركية في استمرار دعم الجيش مستخدمين حججاً يدعون أنها مقرونة باثباتات تدعي أن قيادة الجيش اللبناني تعمل ميدانياً وتنسق مع حزب الله، لذا يعتقدون أن "100 مليون دولار سنوياً من المساعدات ليس مكلفاً نسبياً، غير أنه نظراً إلى ديناميكيات لبنان، يجب أن تبقى توقّعات الولايات المتحدة محدودة. فالجيش اللبناني ليس الدواء الشافي، بل هو مؤسسة مموّلة من الولايات المتحدة تعمل مع حزب الله" بحسب ادعائهم.
فأين إختبر المحرر وجود تغيير في العقيدة ما دام الاميركيون يشتكون من وجود تنسيق بينه وبين الحزب؟ ولماذا تجاهله الدائم لما يرد في مقالات معهد واشنطن وغيره حول الجيش وعقيدته وعلاقته بفكر المقاومة والدعوة المتكررة لوقف المساعدات؟ وتغييب السجال الدائر أميركياً حول "الفائدة من الاستثمار بجهة غير مضمونة"؟
إلى جانب ذلك، التزمت القيادة العسكرية عدم الرد على ما أشيع وثمة تأكيد ومن مصادر رفيعة، أن بعض المداولات التي حصلت في جلسة المجلس الأعلى للدفاع، جرى نقلها بطريقة ملتبسة ووفق أهواء من سرّبها ومن خارج سياقها.
فالكلام الذي جرى نقله على لسان بعض المسؤولين بعيد كل البعد عن أدبيات وأفعال وطريقة عمل هؤلاء لاسيما أن هدف ودور القيادات العسكريّة والأمنيّة نقل الصورة الحقيقية لواقع الأرض والظروف المحيطة في أي مشكلة يواجهها البلد إلى القيادة السياسيّة دون قفّازات وأساليب السياسة وزواريبها وبكل شفافّية ووضوح وهذا الأمر الذي لم يعتد عليه ناقل التسريبة.
إلى جانب ذلك، وقبل التوجه إلى سؤال القيادات العسكريّة عن حقيقة ما جرى، وقبل فتح محاكمة ميدانية للجيش، لماذا لا يكون التوجه صوب أعضاء "المجلس الاعلى للدفاع" الذين لم يستطيعوا تأمين التفويض المناسب للجيش، علماً أن قائده كان قد أبدى استعداده في اجتماعات سابقة لـ"ترجمة ما يصدر عن المجلس حرفياً"! اذاً فالمشكلة في الفريق السياسي، بجميع أركانه، خاصة المصنفين في خانة القرب من المقاومة، الذين لم يثبت في أي اجتماع، أن ضربوا أيديهم على الطاولة طالبين إصدار أمر إلى الجيش بالرد العسكري المباشر ودون مراعاة أي فريق آخر .
من جهة أخرى، طال الاتهام من وراء ما كتب حزب الله بصفته أحد المستفيدين من التسريب، نسبة إلى قرب الصحيفة الناشرة سياسياً منه.
مصادر قريبة من حزب الله، ارتأت عدم التعليق على مضمون ما كتب "نظراً لتضمنه التباسات". مقابل ذلك عبرت عن رفضها التعرض للمؤسسة العسكرية "تحت أي ذريعة" وما جرى نشره "ليس موقف حزب الله ابداً" خاصة ما يتعلق بعقيدة الجيش، كذلك كان حال المؤسّسة العسكريّة التي رفضت مصادرها "التعليق أو إبداء رأي حول ما كتب محيلة الاجابة عنها إلى نتائج التحقيقات".
وقد بدا وكأن المصادر المواكبة لموقف الحزب قد نفضت اليد من كل ما نشر، بدليل "غضبها واستغرابها توقيت صدور ما صدر وتزامنه مع مقابلة الأمين العام لحزب الله ثم تضاربه مع إجراءات ميدانية مارسها الجيش تحديداً في ميس الجبل وقبلها في العديسة وقبلها في أنصارية".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا