Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
"كمين مفخّخ" للدبلوماسيّة الإيرانيّة
عبدالله قمح
|
الاربعاء
13
شباط
2019
-
1:00
ليبانون ديبايت - عبدالله قمح
الإستطلاع «السفاراتي - الغربي» لزيارة وزير الخارجيّة الإيرانيّة إلى بيروت، محمد جواد ظريف، لم تنتهِ مفاعيله مع مغادرة «الوزير الضاحك»، وخلافاً للزيارات المعهودة، ما برح الدبلوماسيّون يغادرون الصالونات السياسيّة بحثاً عن إجابات و إستفسارات حولها خبايا وخفايا الزيارة.
لعلّ ما أفرغ شهية السّفارات ليسَ فقط الزيارة بشكلها، بل الإحتفال الذي دعت إليه السّفارة الايرانيّة في بيروت بمناسبة الذكرى الـ٤٠ لإنتصار الثورة، حيث اعتبرَ الإحتفال «الأكبر» من بين إحتفالات الممثليّات الايرانيّة حول العالم، ما أدّى إلى مواكبة السّفارات الأخرى له ومحاولة فهم الرسالة التي أراد الإيرانيّون إيصالها من خلفه.
الأغلب الأعم من السفراء والملحقين، خاصة المواكبين للتفاصيل اللبنانيّة، خصّصوا نشاطهم يوم أمس في محاولة استيضاح ما نتج عن زيارة ظريف إلى لبنان، وإذا ما تمكّن من سحب «تسهيلات لبنانيّة»، أو أنه حقّق نسبة من أهداف الزيارة، وما إذا كان قد أسّس لتفاهمات مع الدوائر السياسيّة المحليّة حيال شكل من أشكال التعاون بين البلدين، خاصة وأنّه طرح على مسمع من التقاهم «آلية تعاون» مشابهة لتلك التي تنظّم التعاون المالي بين إيران ودول الاتّحاد الأوروبي.
ولعلّ أكثر ما يزعج هؤلاء السفراء والملحقين، هو تمكّن الوزير الإيراني من إرساء «قاعدة عمل» قابلة للحياة، وفقاً لقول مصادر واكبت الزيارة، لذا عمّموا على من يعنيهم الأمر، ضرورة تحسّس الفترة القادمة لمعرفة شكل العلاقة الجديدة في حالِ تعذّر الوصول إلى إجابات.
وقد نوديَ بالسفارة الأميركيّة كي تحملُ مهمّة البحث عن الإجابات العميقة عن الأسئلة الجريئة، وللغرض، سُرّب أن مقرّبين من السّفارة أوكلت إليهم مهمّة إستطلاع النتائج ومحاولة معرفة القدر الذي وصل إليه الوزير الضيف.
يدلُ كُلّ ذلك إلى نجاح زيارة الدبلوماسي الإيراني «الناعم»، خلافاً لبعض المزاعم الإعلاميّة التي راجت يوم أمس حول أن الزيارة «لم تؤتِ مفعولها» أو أنها «حركة بِلا بركة». وبحسب مصادر مطّلعة على موقف دوائر سياسيّة، أفادت «ليبانون ديبايت» أنّ الوزير محمّد جواد ظريف خرج من لبنان مبتسماً، وهذه دلالة إلى أن الأجواء التي لفّت المحادثات كانت «مثمرة».
وكان لافتاً أنّ المفردات الإعلاميّة التي طرحت في أعقاب زيارة ظريف، أي تلك التي رفعت السقوف وحوّلت الزيارة إلى ما يشبه «عراضة تجاريّة» تريد إيران من خلالها النفاذ من العقوبات، ووضعت على وزرها الكثير من الأثقال، تبيّن أن الجهة نفسها التي تروّج إلى فشلِ الزيارة هي نفسها التي وقفت خلف ترويج «شائعات برنامج الزيارة»، ما يدلّ إلى وجود نيّة مبيّتة في «الكمن» للزيارة وترويج أخبار مضخّمة حولها تمهيداً لاستراق مفردات إفشالها لاحقاً، وتبرير ذلك من خلال وقائع برنامج الزيارة المفتعل.. هذا التصرف قادَ مصادر مواكبة للزيارة إلى الإعتقادِ بأن «الكَمين» جاء «من أجلِ حرف الأنظار عن القضية الأساس التي جاء ظريف لطرحها في بيروت».
ويبدو أنّ الوزير الإيراني لم يغص كثيراً في طرح المواضيع الاقتصاديّة من جوانب تفصيل كل أمر بأمره، لكون هذه الملفّات ليست من اختصاصه بل من إختصاص وزراء آخرين، لذا يستدل من هذا الأمر والتمليح إلى إرساء «قاعدة عمل»، أن الأمور التفصيليّة منوطة بالوزراء المعتمدين لها، ما يمهّد إلى تعبيد الطريق أمام زيارات عدة متتالية لوزراء إيرانيين مختصين ومثلهم لبنانيين.
وخلافاً لما نُشر، لم يَثبت في أي اجتماع، أن طلب الوزير الإيراني اشكالاً تفصيليّة من التعاون بين إيران ولبنان، بل جلَّ ما طلبه هو إقتراح حول أشكال تعاون يبقى للبنان أمر بتها، وبين الطلب والإقتراح فرق واسع.
الأمر الآخر الذي أرساه ظريف لبنانياً، هو تثبيت أقدام طهران في بيروت، وهو أكثر ما قَدِمَ الزائر الإيراني لأجله، بحيث أن الاحتفال بالذكرى الـ ٤٠ لإنتصار الثّورة الإيرانيّة الذي استضافهُ فندق فينيسيا، أعدّه متابعون أكبر حشد تقدم على اقامته تمثيليّة دبلوماسيّة أجنبيّة في بيروت منذ مدّة، وهو الأضخم من حيثُ المقارنة بينه وبين احتفالات شهدتها سفارات أخرى كالأميركيّة مثلاً، لا بل أنه الأضخم على الإطلاق الذي تقيمه سفارة إيرانيّة حول العالم.
ولعلّ أبرز ما يؤكّد نيّة إيران من وراء الزيارة، أي في تثبيت حضورها في لبنان، يكمنُ بحضور ظريف شخصيّاً إحتفال بيروت بدل أن يحضر الإحتفال الأضخم منذُ ٤٠ الذي شهدتهُ بلاده بالمناسبة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا