Beirut
16°
|
Homepage
حزب الله... ولى زمن المهادنة
علاء الخوري | الخميس 14 شباط 2019 - 3:05

ليبانون ديبايت - علاء الخوري

لم تعد "التفاصيل اللبنانية" ثانوية على أجندة حزب الله كما كان يقول المسؤولون في الحزب، ودفعته تطورات السنوات الخمس الأخيرة الى إعادة جدولة "اولوياته" الداخلية وايلاء الشأن العام أهمية بعد تقاعص نوابه ووزرائه الذين تعاقبوا على الحكم، والانتقادات التي طالتهم من قبل قاعدتهم الشعبية، فانسحبت الصرخة من الضاحية الى البقاع والجنوب، ووصل الامر بالبعض الى شتم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والنزول الى الشارع احتجاجا على سياسات الحزب.

وجاءت العقوبات الأميركية القاسية على ايران لتدفع بحزب الله الى الاندماج أكثر بمؤسسات الدولة، فاختار وزارة الصحة كأول حقيبة "وازنة" يتسلمها منذ أن دخل المعترك السياسي اللبناني، وأصر عليها رغم "التمنيات" الرئاسية والسياسية بالعدول عنها وبطلب أميركي، بل خصص السيد حسن نصرالله في اطلالته بعد تشكيل الحكومة جزء من كلامه لشرح استراتيجية الحزب في هذه الوزارة وتلميحه بإدخال الدواء الإيراني الى السوق اللبناني في حال كانت أسعاره أقل من تلك التي تباع في لبنان.


وما بين الضاحية والبقاع، استنفار سياسي لمواكبة تطورات المرحلة وعكست جلسات الثقة في ساحة النجمة توجه الحزب، والى "مشاكسات" النائب علي عمار في المجلس انضم "السيد" نواف الموسوي والنائب حسن فضل الله، ليقاطعوا زملاءهم متى "استدعى الامر" ويكفي مقاطعة الموسوي للنائب سامي الجميل واسترجاعه لوقائع الحرب ومفرداتها وطريقة "اسكاته" للنائب نديم الجميل الذي وقف مدافعا عن والده، لنستدل على "فائض القوة" الذي بدأ الحزب استعماله على الساحة الداخلية، وهذا الامر كان حذر منه أكثر من طرف، لأن كلام القيادات والنواب ينسحب على القاعدة الشعبية التي بدأت "تقطف" ثمار قتالها في سورية بأسلوب "فوقي" يستخف بالخصم، وهو الأخطر على بيئة الحزب داخل النسيج اللبناني.

وكان السيد حسن تحدث عن هذه الإشكالية قبل سنوات، حين استحضر بعض الوقائع التي تعكس "الغرور" في بيئة حزب الله ومظاهر الترف الزائد والصرف العشوائي من قبل طبقة على صلة بقيادات الحزب، فيما تعاني طبقات أخرى من الفقر والعوز.

وتُذكر هذه التجربة بأخرى مماثلة عاشتها منظمة التحرير الفلسطينية حين كانت في "أوجها" وأوصلها ذلك الى الانهيار أمام الاستخبارات الإسرائيلية.

امتحان كبير يخوضه الحزب في لعبة خلط الأوراق والاستراتيجيات في المنطقة، أما اللبناني فتعب من الامتحانات والاسئلة الاستراتيجية التي تدفعه الى مزيد من الحروب الاهلية والانتكاسات.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 9 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 5 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 1
تقريرٌ يكشف مصادر تمويل حزب الله 10 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 7 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 3
أسعارٌ جديدة للمحروقات! 12 واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 8 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر