ليبانون ديبايت - روني ألفا

أنباء مؤكدة ومن مصادر موثوقة عن إعتقالي متلبّساً بالفساد.

بعد تعقّبات حثيثة وإشارة من النيابة العامة، داهمتني فرقة من الفهود معززة بمساندة نارية وتمّ اقتيادي مخفوراً الى العدالة.

لم يُثبِت التحقيق أي أدلّة تدين أي سياسي في لبنان .أعلنت المحكمة براءة الطبقة السياسية من كل ما نُسِب مع وقف تعقبات لعدم توفر النية الجرمية.

هذا وقد تبيّن ان كلّ مداخلات السادة النواب خلال جلسات منح الثقة للحكومة الجديدة في اليومين الماضيين كانت تلمِّح الى سجّلي العدلي شخصياً.

واتضح بعد البحث والتحرّي أني صاحب سوابق خطير وقد سُطِّرت بحقي عدة مذكرات توقيف غيابية.

الآن تم توقيفي وستنعم البلاد والحمد لله بسنوات من البحبوحة والإستقرار.

أمام قاضي التحقيق الأوَّل اعترفت بهدر المال العام ومصادرة الأملاك البحرية وبتوظيف محاسيبي في ادارات الدولة وبرشوةِ القضاة والجباة وبالتهرّب الضريبي وبتقاضي عمولات لقاء عقود وهمية وبشراكتي في كل محارق النفايات وبامتلاكي الكسّارات والمرامل وبتقاضيّ خوّات من الأكشاك غير الشرعية المبنية على طول الأوتستراد الساحلي من العبدة حتى الناقورة.

هذا وقد تمَّت مداهمتي متلبّساً بجرم تلويث نهر الليطاني كما أُميطَ اللثام عن سمسراتي في صفقة بواخر الكهرباء وتبيّن أن كل الصفقات بالتراضي كانت تتمُّ عبري شخصياً وأني كنت وما زلتُ الآمر الناهي في كل عمليات تصنيع وتهريب الكبتاغون وحشيشة الكيف فضلاً عن توزيع كميات كبيرة من اللحوم الفاسدة وجوانح الدجاج ومراطبين الكبيس وأسماك البلميدا المنتهية صلاحية خراشيمها.

باختصار أنا منظومة فساد متكاملة وكل ما كان يُحاك حول فساد وزراء ونواب وموظفين كان محض افتراء ولا يمت الى الحقيقة بصلة.

أعترف اليوم بكل ما اقترفته يداي وأتقبّل محكوميّتي برحابة صدر وأتلو فعل الندامة بحرارة.

أنا مُواطِنٌ فاسدٌ ومفسود.لم أترك جرماً إلا واقترفته: كسر وخلع، انتحال صفة، ترويج مخدرات، سلب المارة، التخصص باقتلاع جزادين النساء من على متن دراجتي النارية، عملات مزوّرة، شيكات من دون رصيد، دعارة،إتجار بالبشر، خطف، تهديد سلم أهلي وتعامل مع دولة عدوة.

جلّ ما أطلبه من المحكمة الموقّرة تنفيذ حكم المؤبد من دون إستئناف ولا تمييز.

مع هذا الإنجاز النوعي لحكومة "هيا الى العمل"، حكومة "الأفعال لا الأقوال"، سيتسنّى لمجلس الوزراء القيام بما يلزم لتطبيق إتفاق الطائف وتطوير البنى التحتية في لبنان. هنيئاً لخطة ماكنزي ومليارات سيدر. أما أنا فسأحظى بمتسعٍ من الوقت من زنزانتي الإنفرادية للتمتع بهواية مشاهدة الأفلام العربية القديمة علها تعيدني الى رشدي... رشدي أباظة ومحمود ياسين وحسين فهمي ونور الشريف وفريد شوقي وحش الشاشة العربية. ضراوة هذا الوحش أحبُّ إلى قلبي من وحوشنا المحلية.

من سجني الإنفرادي في المبنى باء الطابق الرابع أهديكم تحياتي.