Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
الموسوي يُهدي "الكورنيت" إلى القوّات
عبدالله قمح
|
الثلاثاء
19
شباط
2019
-
0:00
ليبانون ديبايت - عبدالله قمح
بعد أن خمَدت نيران التّقاذُف الكلامي وحلّ العقل مكان التأزيم، وبعد أنّ جرى احتواء «الكلام النّيابي» وتداعياته عبر الركون إلى وضعيّةِ «تَبويس اللّحى» المعهودة كفعلٍ أتى من جرّاء ازدحام المخاطر وتراكمها مع خروج جن الطائفيّة من قُمقمِه، باتَ هناك مجال لإحصاء النتائج المُترتبة عن «غزوة البرلمان» بين النائبين نوّاف الموسوي ونديم الجميّل.
بصرفِ النّظر عن التّطرُق إلى «طبخة البحص» التي كان بموجبها أنّ أوقفَ النّزيف الكلامي وردّت المحاور إلى جحورها، ليس لوجود نيّة في تجاهلها بل لسببٍ يعود إلى أنّ تفاصيلها باتت في متناول الجميع، لا بدَ من الحديثِ الآن حول بعض الأمور التي طبعت تلك الغزوة ونتائجها، التي قال فيها النّائب محمّد رعد أنها «صدرت عن انفعالٍ شخصي من أحدِ أُخواننا في الكتلة».
في الدّرجةِ الأولى، خرجَ النائب نوّاف الموسوي أكثر المتضرّرين من ما جرى بعكس حزب الله الذي ظهر بمظهر الطرف الرّافض للشكل كما المضمون والحريص على رصانةِ اللغة، ما مكّنهُ من سحبِ عباراتِ الإشادة والإحترام من أفواهِ خصومه.
لقد أجبرَ النّائب الموسوي، كما هو واضح، على تصحيح هفوته بنفسه، من خلاله وضعه أثناء المبادرة الأولى بمواجهة النّائب القوّاتي إدي أبي اللّمع بما يشبه «وضعية الاعتراف» التي قدّم خلالها الموسوي مضبطة إتهام بحق نفسه تخرج حزبه من «المعموعة». في الثّانية أتى الحلّ على حساب الموسوي من خلال أولاً الإجتماع الذي عُقد مع «لجنة المتضررين» من الحادثة في مجلس النواب، ثم عبر «تصريح الإعتذار» الذي أذاعهُ النّائب رعد على مسامعِ الجميع، من دون وجود للموسوي على مقاعد الكتلة، بعد أن فضّل الإبتعاد عن الحرج.
هناك من يردّدُ أنّ الموسوي بكلامه ذا قد أحرج حزب الله لدرجةٍ أنّ الحزب لم يستطع الخروج من عبارات نائبه الغاضب، حتّى أنّه لمسَ استغلالاً واضحاً للكلام لدرجة أنّ حزب الكتائب مثلاً بنى افتراضات غير صحيحة أو مفهومة، ورفع سقوفاً، وحقن وجيّش مؤيديه، وعمدَ إلى إلصاق الكلام بالحزب رسميّاً، ما اوجبَ استحضار لغة السلاح وهو ما وجد به الحزب استغلالاً صرفاً غير بريء بُغية إقتناص أكثر من هدف بضربة واحدة.
وعلى نحوِ ذلك تكوّنت خلاصةً لدى المراقبين مفادها أنّ الموسوي أخطأ في تقديرِ توقيت طرح موقفه الذي قدّم خدمة مجّانيّة إلى الكتائب على أعتابِ محطتين رئيستين كان ينتظرهما حزب «الله وطن عائلة»: المؤتمر العام الـ ٣١، وزيارة الموفد السعودي نزار العَلولا.
أكثرُ من ذلك، ثمّة من يقول أن ّ«الموسوي» وكنتيجة لإنفعاله، بصرف النظر عن وجود أسباب دفعتهُ إلى ذلك، قد منحَ حزب القوّات جرعة دعم كان بأمسِّ الحَاجة إليها لتصحيح علاقته مع رئاسة الجمهوريّة، وبدل أنّ يرمي الدبّابة الإسرائيليةّ و «نحرقها بصاروخ كورنيت»، قدّمَ هذا الصاروخ إلى معراب لترمي الموسوي وكتلته النيابيّة به!
لقد صوّرت القوّات نفسها من خلفِ كلام الموسوي انّها حامية شرعيّة لموقع رئاسة الجمهوريّة، علماً أنّها كانت قبل الفترة التي سبقت رمي الموسوي لقنبلته تخوضُ سلسلةً من المواجهات وحملات طاولت التيّار الوطني الحرّ خلال مرحلةِ تشكيل الحكومة، ولم تنأى برصاص القنص عن رئاسة الجمهوريّة، بعدما وضعت معراب الجهتين في سلّة «محاولات ضرب حضور القوات».
ولم يكن من وراءِ استفاقتها الأخيرة وردَّها على الكلام القائل بأنّ «ميشال عون وصل ببندقيّة المقاومة» إلّا لتوفر نيّة لديها في إزالةِ شوائب مرحلة تشكيل الحكومة التي أثبتت أنّ القوات كانت أكثرُ من وقف بوجه موقع رئاسة الجمهوريّة من بوابة الجمع بين مطالب التيّار حكوميّاً. وعملاً بذلك تكون القوّات قد صحّحت علاقتها مع القصر على ظهرِ الموسوي!
من جهةٍ ثانية، أظهرت الردود على كلامِ نائب حزب الله أنّ ثمّةَ فريقاً في لُبنان ما زالَ يُراهن على السلاحِ من أجلِ إجراء تغيير أو تبديل على المُعادلات في ظروفٍ سياسيةٍ ما، وهو ما دامَ يحتكمُ إلى لغة ِالسّلاح، وأمّا إدِّعاء وجود مخاطر كلّما «دق» فريق سياسي بأفكار هذا الفريق، هو تصرّف لا يستقيمُ من جهاتٍ تدّعي الحرص على المؤسّسات وديمومتها وحرّية قرارها.
وقد نُظِرَ إلى تصرّف كُلٍّ من «الكتائب» و «القوّات» لناحية التهديد والتلويح بالسلاح، أنّهُ أقل صبيانة من كلام الموسوي نفسه! وإنّ هذان الفريقان لا يجدا أمامهُما من أجلِ شد عصب مناصريهم إلّا لغة التّخاطب المستمدّة من مرحلة الـ٧٥ ما تبعها وما سبقها، وهو تصرّف يزيل «ورقة التوت» المُتبقية، ويؤكد أنّ هناك فريقاً مستعداً للقبض على الزناد متى حانت الفرصة.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا