Beirut
16°
|
Homepage
"طبق سرّي" بين جنبلاط والحريري
عبدالله قمح | الجمعة 22 شباط 2019 - 0:00

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

على طبقِ عشاء مُزدحم بغير «القريدس» الذي يفضّله النائب السّابق وليد جنبلاط، انعقدَ «مؤتمر الصلح» بينهُ وبين رئيس الحُكومة سعد الحريري بدعوةٍ من «شيوخ» محّليين و إقليميين من الذين تبرّعوا لحلّ الخلاف. ملح العشاء تطييب خواطر وتلطيف أجواء ريثما توضع آليّة يركن إليها الطرفان لحل الأمور العالقة ومتابعة أي إختلاف بوجهات النّظر قد يطرأ في «ساعة تخلٍ».

الأكيد أنّ العشاء شهد «سلّة» إعترافات دسمة تقدّما بها على المائدة كان لا بد منها لأجل إنهاء فترة القطيعة، وكان للإعتراف أن أزال من الطريق رواسب فترة التغريد والتغريد المُضاد المعلّب بوجبات كاملة الدسم من الإنتقادات التي طالت البنيان الشخصي للطرفين، وقد اعتّدَ الطرفان انطلاقاً من الفترة الرّاهنة إلى عدمِ اللّجوء لخيارات أخرى شبيهة بتلك التي طَبعت الحقبة الماضية.


وعلى رأي مواكبون لخط تطييب العلاقة بين بيت الوسط و كليمنصو، إنّ العشاء أعطى فسحة أمل لتعزيز النّقاش حول القضايا العالقة التي تحتاج إلى ورش عمل وجهد كي يجري ترشيدها إلى عقول المعنيين بها، وطبيعي أن لا تستقيم الأمور من اجتماح واحد أو تزال الترسّبات أو ينجحُ طرفٌ بإقناع الآخر بخياراته، خاصةً وأن الخيارات متباعدة والنظرة إليها مختلفة لا بل متباينة، لذا فالإحتكام الآن إلى معاوني الطرفين من أجلِ التأسيس إلى مساحة جديدة لإعادة بناء الثقة.

ويظهرُ جلياً أنّ غياب الثّقة كان عاملاً أساسيّاً في التباعد الذي دخلَ على خطِ العلاقة، كما أنّه كان اليوم باباً لاعادة توطيدها بالإستناد إلى أسس الثّقة نفسها التي يجري إصلاح ذات بينها، لكن بعوامل جديدة، على حدِ ما تقول الأوساط.

بعد العشاء يمكنُ القول أنّ السعوديّة نجحت في رأب الصدع بين حليفيها من بعيد بعد جولة فاشلة قادها المستشار في الديوان الملكي نزار عَلولا الذي زار بيروت كمبعوث رسمي لبلاده.

وبالعودة إلى تلك الفترة وخلال حضوره في بيروت، سعى عَلولا إلى جمع وليد جنبلاط وسعد الحريري إلى الطاولةِ المستديرة من أجل إنهاء الخلاف بينهما. أتى ذلك انطلاقاً من مسعى سعودي واضح أرادَ ردم الهوّة بين الطرفين ومنع إتساع رقعة المواجهة. طبعاً الرياض لا تسعى وراء الصلح من أجل «الإصلاح في أمّةِ حلفائها» بقدر ما ترمي من وراء ذلك إلى منع حزب الله من إستغلالِ أي ظرف، وعملاً بالمصلحة عينها يصبح لزاماً على السعوديّة ضبط ساعة حلفائها درءاً لأي ثغرة.

يقالُ أن عَلولا أراد خلال العشاء الذي دعا إليه حشداً غفيراً من السّياسيين في فندقِ فينيسيا، أنّ يجمع الحريري وجنبلاط على الطاولة برعايته، وقد عكس ذلك وجود رغبة سعوديّة باعادة اللّحمة إلى «عالم ١٤ آذار» لا سيّما الثلاثي «المستقبل، القوات اللبنانية، الإشتراكي»، لكن ظهر أنّ الحريري لم يرد ذلك أقلّه في تلكَ اللّحظة، سيّما وأنّ تراكمات جولة إنتقادات جنبلاط كانت ما تزال «طازة».

بعض الحاضرين في ذلكَ العشاء نقل أنّ رئيس الحُكومة الذي أدركَ وجود مسعى سعودي يسعى إلى جمعه مع جنبلاط على طاولةٍ ثنائية يجري تناولها عقب إنتهاء مفاعيل «عشاء فينيسيا»، لجأ إلى التنصُّلِ منها بلطف.

فحين دخلَ القاعة وهمّ بإلقاء التحيّة على جنبلاط أمام حشدٍ من الحاضرين، باغتهُ الأخير بجملة لم ترق إلى مزاجه فإنسحب بهدوء وأخذ يستكملُ السلام على الجموع. في هذا الوقت كان عَلولا يهم بتأمين الأجواء لدعوتهما إلى «طبق سرّي» وقبل أن يدرك مراده، ارتأى رئيس الحُكومة أن «ينسحب» من دون إشعارِ أحد بعدم رضاه عن الإقتراح، فخرج من البوابة بهدوء كما دخلها، والذريعة التي وزّعت لاحقاً أنّه كان يرتبط بمواعيد أخرى!

ويقالُ أن رد فعل الحريري هذا جاء ليس فقط بسبب «سخونة الأجواء» مع جنبلاط، بل تعود بشكلٍ أساس إلى أسلوب ردّه عليه أمام الحاضرين. ثم يقال أنّ رد فعل جنبلاط على أسلوب الحريري «الفج» في المغادرة هو الذي دفعه لاحقاً إلى عدم الحضور شخصيّاً احتفاليّة ١٤ شباط، وقد أرادَ من الخطوة تسجيل موقف إعتراضي على أداء الحريري وتصرّفه أمام الراعي السعودي. عند هذا الحد كي لا بدَّ من حصولِ لقاء ولو بعد حين.

وإذ نجح عشاء عَلولا لجهة تمكنه من لمّ الشمل حلفاء الأمس، إلّا أنّه لم يتمكّن من كسرِ جبل الجليد الذي ارتفعَ بين بيت الوسط و كليمنصو، واصلاً لم تؤدِ زيارة عَلولا إلى كليمنصو غرضها في معالجة الخلاف بين الرجلين، حينها أدرك الرّجل أنّ تراكمات المرحلة بين الهامتين تحتاج إلى عدّة شغل لا يمكنُ حصرها بساعات أو أيّام.

من هُنا، أوعزَ عَلولا إلى طاقمِ السّفارة المعني، إبقاء نشاطها على الخّطين، وهؤلاء لم ينفكّوا عن أداء مهمة التواصل بين الجهتين وترتيب الأجواء، وقد وضعوا نصب أعينهم مهمّة تأمين حصول اللّقاء ولو بعد مغادرة «المُستشار».
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 9 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
إقامة دائمة لـ "السوريين" 10 فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 11 القضاء يهدر جهود القوى الامنية… اخلاء سبيل عصابة خطف 7 زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 3
"خلافا للشائعات"... صواريخ "العراق" تكشف خفايا الهجوم على ايران! 12 صور "تظهر" حجم الأضرار في القاعدة الإيرانية المستهدفة! 8 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر