Beirut
16°
|
Homepage
ريتا شانتال ومنار... نسور بالأخضر العريض
ميشال نصر | الاثنين 11 آذار 2019 - 9:07

ليبانون ديبايت - ميشال نصر

أن تدخل قاعدة رياق الجوية ليس بالامر العادي، فكيف اذا كنت تزورها في مهمة "رسمية"، بعد اكثر من ثلاثين عاما، على فراق مدارجها و"شوارعها" الشاهدة على شقاوة صغرك، واشجارها حيث حفرت يوما على جذوعها احرف تبقى ذكريات في البال.

لم يتغير كثيرا هذا المطار، الذي تسلمه لبنان من الفرنسيين مع نشاة الجيش اللبناني. كل شيئ فيه على حاله. وحدها وجوه قاطنيه تغيرت، وان بقيت البزة العسكرية تشعرك بالالفة والمحبة تجاههم.


ولعل اكثر ما يلفت في هذا المشهد عدد العسكريات اللواتي يخدمن في مختلف اقسام "خلية النحل" تلك، تحت رعاية ضباط لا تنقصهم دماثة اخلاق ولا وسامة، من قائد القاعدة الى قائد مدرسة القوات الجوية، مرورا بطاقم الطيارين، وليس ختاما ضابط توجيه القوات الجوية، متبارين في خدمة ضيوفهم، مبدين كل تعاون مرحبين حتى ببعض الطلبات غير "المقبولة" عاملين على تحقيقها فورا.

هناك في رياق تعرف معنى ان تكون جنديا. انضباط، احترام، دقة في العمل، يكفيهم فخرا انتماءهم للمؤسسة العسكرية وبزتها. حريصون على عدم مغادرة القاعدة بغيرها، كما فعلت "فتياتنا" الثلاث. يضاف الى كل ذلك، بسمات توزع عليك فتشعرك بالراحة، مخففة من وطأة الانفعالات، في انتظار من ستلقى، بيت قصيد الزيارة والمهمة.

في يوم المرأة العالمي، المصادف في الثامن من آذار، اكتشف اللبنانيون، ومعهم العالم من اميركا واوروبا، سرّاً بقي طي الكتمان لأشهرٍ، قبل ان يعلن عنه بالتزامن مع المناسبة العالمية.

جرأة فتيات ما كانت لتكتمل لولا قرار قيادة اليرزة الشجاع بالخروج للمرة الاولى الى المجتمع الدولي عبر وسيلة اعلامية عالمية، للاعلان عن ما ينجزه الجيش اللبناني، بغية ايصال رسالة اطمئنان للمكلف الاميركي والاوروبي بأنّ اموال ضرائبه التي تسيل مساعدات عسكرية للبنان، تصرف في مكانها وزمانها.

شخصيات ثلاث فريدة. شقراء يلفح الهدوء ملامحها بصوتها الناعم، وسمراء لا تفارق البسمة وجهها. اما العكارية، فلا تستطيع الاّ ان تنحني امام قوتها وعزمها على تنفيذ مهمتها ايا كانت العوائق، جاعلة من تكاوينها الصغيرة نقطة قوتها وتفوقها، على ما تقول.

ثلاث عسكريات ما تأففن او اعترضن، رغم تعجبهن من "الهجمة" والاضواء المسلطة عليهن، لمرة خلال الايام الثلاث التي استغرقها تصوير الافلام والتقارير التي اعدت بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وان كان رأي ريتا ان قيادة الطوافة للمرة الاولى كان اسهل بكثير من الوقوف امام الكاميرا.

امور لن تتعجب منها، حين تعلم كيف بدأت القصة، من مذكرة خدمة تطلب طيارات من حملة شهادة الهندسة لصالح مدرسة القوات الجوية. فرصة لم تكن لتفوتها شانتال صاحبة هذا الحلم منذ الصغر، لتتقدم ومعها خمسة زميلات خضعن لاصعب الامتحانات والاختبارات، التي اوصلت نتيجتها ملازمتان مهندستان الى قمرة قيادة طوافة التدريب، لتفتتح بذلك صفحة جديدة في تاريخ جيش قرر قائده ان يشرّع ابوابه وفرصه امام المرأة، فكان على العهد والوعد، غير مكترث ببوق نشاذ من هنا، وصوت اعتراض من هناك.

على مثال العماد القائد، هم "بناته" الثلاث، عزم وثبات، عزة واباء، ممثلات خير تمثيل صورة المرأة العسكرية الصحيحة بكل ما للكلمة من معنى، فيكبر قلبك وتدرك ان زمن قطاف الفطريات التي نمت بات قريبا، حيث أنّ الحقل الذي زرع بذورا صالحة آن له ان يزهر سنابل شامخة للعلى لا تنحني الا لربها.

من البقاع الشمالي، مرورا ببعبدا، وصولا الى عكار، ثلاث فتيات افتتحن بالاخضر العريض طريقا اخترن ان يخضن مغامرة شرفه المروم فما ارتضين بما دون النجوم.... ريتا، شانتال ومرام، اسماء ثلاثة كتبت بماء من ذهب في سجل القوات الجوية، منطلقات في سمانا كالنسور بإعتزاز حيث لن ترضين الهوانى.....
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 9 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 5 سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف عن الخطة المقبلة! 1
الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 10 الأمور لم تعد تحتمل... "الخطر" يُحيط بـ "بلدة شمالية"! 6 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 2
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 11 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 7 حقيقة الخلاف بين باسيل وبعض نواب كتلته! 3
أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 12 مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 8 تشريح عقل جنبلاط وكشف ما في داخله... "دمار وخراب بانتظار اللبنانيين"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر